شهدت الجلسة العامة بمجلس النواب، الأحد، انقساماً بين النواب حول أداء الحكومة فى أزمة نزوح بعض الأسر القبطية بمدينة العريش، وأدان الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، العمليات الإرهابية وطلب نواب المجلس الوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء. وقال «عبدالعال»، خلال افتتاح الجلسة العامة، الأحد: «إنه لا شك أن تلك الأحداث لا هدف لها سوى ضرب الوحدة الوطنية وتمزيق الاصطفاف الوطنى الواحد للشعب المصرى، بمسلميه ومسيحييه، داعياً الشعب المصرى للتوحد لمواجهة الإرهاب الذى تتبناه هذه الفئة الضالة»، التى تستهدف سفك الدماء والتشريد، والاعتداء على الممتلكات وكل ما يوجد على الأرض، ناعيًا باسم مجلس النواب وأعضائه، الشعب المصرى فى كل ضحايا الأعمال الإرهابية، معلناً تضامن المجلس مع كل مطالب أسر الضحايا. وطلب رئيس المجلس من الحكومة تسخير كل إمكانياتها لخدمة أسر الشهداء وتوفير كل سبل الرعاية لهم، وتابع: «نحتسبهم جميعاً شهداء عند الله». وقالت النائبة مارجريت عازر إن أحداث سيناء أثبتت أن هناك 3 فئات مستهدفة من الإرهابيين فى سيناء، هم الجيش والشرطة والأقباط، والدليل على هذا أن الإرهابيين قاموا ببث فيديو سابق يعلنون فيه استهداف الأقباط، لأنهم يتهمونهم بالتواصل مع الشرطة والجيش للإيقاع بالعناصر الإرهابية. وأضافت النائبة أن نحو 120 أسرة أخرى بالعريش غير قادرة على الخروج من المدينة، وعلى الحكومة أن تؤمن خروجهم، أو تقوم بحماية من يريد البقاء فى المدينة. وقال النائب محمد عبدالغنى إنه تلقى معلومات عن نية أسر مسلمة الخروج من العريش خشية أن تطالهم عمليات إرهابية، متهماً الحكومة بالخطأ فى إدارة الأزمة، موضحاً أن سيناء أزمة قائمة وما يحدث فيها موجه لكل المصريين، وليس ضد الأقباط فقط، وهذه الضربة الإرهابية موجهة للشعب بالكامل، ولكن الحكومة مازالت لا تستطيع إدارة أزمتها فى سيناء، مطالباً بتشكيل خلية إدارة أزمة لإيجاد حل دائم هناك. فى السياق نفسه، هاجم النائب عماد جاد الحكومة فى إدارتها للأمور عقب وقوع الحادث، وقال إن مصر بها منطقة ملتهبة فى سيناء والحكومة تصر على تصدير مشهد أن هناك منطقة خارج سيطرة الدولة، وإن داعش هو من يسيطر عليها، فعندما وقع الحادث ظهر فشل الحكومة فى التعامل معه، فقد خرجت الأسر دون حماية وفى غياب ممثلين عن الدولة أو المحافظة وذهبوا إلى الكنائس دون معاونة من المحافظ أو غيره. وأضاف أن الحكومة فشلت فى هذا الامتحان، لذلك لابد من تشكيل خلية إدارة أزمة بسيناء للتدخل السريع والفعال فى الأوقات الحرجة، وتابع: «لا تحدثونا عن نجاح الحكومة فى إدارة الأزمة لأنها فشلت». وعلق المستشار عمر مروان، وزير مجلس النواب، على «جاد» قائلا: «إن الحكومة تؤدى عملها ولا تنتظر شكرا من أحد، والنائب ينكر واقعا نقلته جميع وسائل الإعلام من وجود المحافظ والوزراء، والحكومة لا ترسل أقوالا، وأرجو عندما نقول شيئا نكون واثقين منه تماما». وقال «مروان» إنه تواصل مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء والمسؤولين، والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ووجه بتشكيل غرفة عمليات بمجلس الوزراء لُمتابعة الموقف وإصدار المعلومات الدقيقة بشأنه، وكَلَف الوزراء والمحافظين المعنيين بالمتابعة على أرض الواقع والتنسيق مع الكنيسة الإنجيلية والكنيسة الأرثوذكسية، وحل المشاكل التى تواجه هذه الأُسر فى الحال فى كل المجالات التعليمية والسكنية والوظيفية والاجتماعية والصحية. وأوضح أن آخر تقرير وصل من غرفة العمليات، صباح الأحد، قال إن عدد الأُسر النازحة بلغ نحو 118 أسرة، تم تسكينها جميعاً فى 4 محافظات هى محافظة الإسماعيلية 96 أسرة و8 أسر فى محافظة القليوبية و12 أسرة فى محافظة أسيوط، وأسرتان فى محافظة القاهرة. وعلق رئيس المجلس قائلا: «أنا شاهد على هذه الوقائع، فالحكومة منذ اللحظة الأولى كانت متواجدة ومنهم وزيرة التضامن والمحافظ ونواب الإسماعيلية، وأعتقد أن البعض أكد أنه لأول مرة إدارة أزمة جيدة وليست 100 %». واتهمت النائبة سماح سعد جبرائيل، الأمن الوطنى ب«التقصير» فيما حدث بالعريش، وقالت خلال الجلسة، إن هناك تقصيرا من الأمن الوطنى، فكيف يسير الإرهابيون فى الشوارع ويطرقون الأبواب ويقتلون الناس على الهوية الدينية دون أن يمنعهم أحد، ونطالب الأمن الوطنى بإنه «يشوف شغله».
