«ما رأيته كان شيئا يفوق الوصف.. أحصينا 52 قتيلا في غضون ساعة واحدة، بينهم مرضى كنا نعالجهم من سوء التغذية».. بهذه الكلمات لخص ألفريد ديفيز، المنسق الميداني لمنظمة أطباء بلا حدود في نيجيريا، شهادته عن قصف طائرة عسكرية لمخيم النازحين في بلدة ران عن طريق الخطأ، اعتقادًا بأنه معسكر لجماعة بوكو حرام. ونقل الموقع الإلكتروني لمجلة «تايم» عن ديفيز قوله، إن القنبلة الأولى سقطت، مساء الثلاثاء، على بُعد بضعة أمتار من مكتب الصليب الأحمر، ثم حلقت الطائرة مرة أخرى وأسقطت القنبلة الثانية بعد 5 دقائق، وأسفر ذلك عن إصابة العشرات وسط حال من الفوضى. وقال المنسق إن بعض الجرحى كانوا يعانون من كسور في العظام، وآخرون كانت أجسادهم ممزقة وأمعاؤهم خارجها، كما رأى جثثا مقطوعة لأطفال. وتابع: «تناثر الجرحى في الخيام، ولم يكن هناك أي مجال للحركة من كثرة عددهم، وكان هناك الكثير من الناس بالخارج على الحصير وتحت الأشجار، ولم يكن يتواجد سوى طبيب واحد وممرضة واحدة في الفريق العلاجي، وفعل كل واحد ما في وسعه، حتى السائقين، لمساعدة المصابين». وأشار «ديفيز» إلى أن أصعب شيء بالنسبة للفريق كان الإحباط لعدم وجود ما يكفي من الموارد والمعدات الطبية لإسعاف الجرحى، وتوفى 10 أشخاص أمام أعين الفريق دون تلقي الرعاية الطبية العاجلة التي كانوا يحتاجون إليها. وروى المنسق واحدة من اللحظات الصعبة الأخرى، حيث وجد جثة لإحدى الأمهات التي جاءت للعلاج صباحًا من سوء التغذية الذي أودى بحياة الكثيرين في البلدة، لكن شاءت الأقدار أن تموت في القصف مساء ذات اليوم وتدفن مع أطفالها الصغار في نفس المقبرة.
