تنطلق يوم الإثنين مباريات المجموعة الثالثة من كأس الأمم الأفريقية 2017 المقامة في الجابون، حيث يستهل حامل لقب نسخة عام 2015، منتخب كوت ديفوار، حملة دفاعه عن لقبه عندما يواجه منتخب توجو في أولى مباريات المجموعة، بينما تختتم مباريات المرحلة الأولى من هذه المجموعة بصدام قوي بين فهود الكونغو الديموقراطية ومنتخب أسود الأطلس، المنتخب المغربي. المباراة الأولى تبدو نظريًا في متناول حامل اللقب الذي يخوض هذه النسخة مفتقدًا للكثير من نجوم الفريق في النسخة الماضية، وعلى رأسهم لاعب الوسط المتميز يايا توريه، الذي اعتزل اللعب دوليًا، لكن صفوف المنتخب الإيفواري مدججة بالكثير من العناصر الشابة والمتألقة التي تسعى لإظهار قدراتها في هذا العرس الأفريقي الكبير. ويلفريد زاها «جناح كريستال بالاس»، فرانك كيسي «لاعب وسط أتالانتا»، لامين كونيه «مدافع سندرلاند»، جميعها أسماء مميزة في الدوريات الأوروبية تخوض أولى مبارياتها مع الأفيال في مسابقة كأس الأمم الأفريقية، بالإضافة للأسماء الخبيرة والمميزة مثل سيرجي أورييه «باريس سان جيرمان» وويلفريد بوني «ستوك سيتي» وإيريك بايلي «مانشستر يونايتد» بالإضافة للمهاجم المخضرم سالومون كالو «هيرتا برلين». خِصم منتخب الأفيال ليس قوي، فمنتخب توجو الملقب بالصقور لا يمتلك التاريخ المميز في هذه البطولة أبعد من الوصول للدور الثاني «دور ال8» في نسخة عام 2013، ويعتبر الفريق هو المصنف رقم 14 بين ال16 منتخب المشاركين في هذه النسخة من البطولة بحسب تصنيف الفيفا الأخير «المنتخب الإيفواري هو ثاني المصنفين في هذه البطولة بعد المنتخب السنغالي»، وتعتمد توجو على بعض الأسماء الخبيرة يتقدمهم المهاجم الشهير إيمانويل أديبايور والحارس أجاسي، مع بعض النجوم الصاعدة مثل مهاجم ستاندرد لييج، ماثيو دوسيفي. سجل المواجهات السابقة بين المنتخبين يشهد أفضلية واضحة لمنتخب الأفيال، فالمنتخب الإيفواري حقق الفوز في 12 من أصل 22 مواجهة سابقة ضد المنتخب التوجولي، وتعادل في 4 مواجهات، بينما حققت الصقور 4 انتصارات، يعود آخرها إلى فبراير من عام 1987. مواجهات المنتخبين السابقة في كأس الأمم الأفريقية تعتبر معدودة، حيث سبق وأن التقيا في 4 مناسبات سابقة، فازت كوت ديفوار في 2، وتعادلا في 2، بينما جاءت آخر نتيجة بين الفريقين في دور ال8 من نسخة عام 2013، وانتهت بفوز كوت ديفوار بهدفين مقابل هدف واحد. المواجهة الأخرى ستكون صدام قوي بين المنتخبين المغربي والكونغولي، قد تحدد بشكل كبير المتأهل بينهما، كونهما مرشحان لنيل ورقة الترشح الثانية في المجموعة برفقة حامل اللقب. فهود الكونغو تدخل هذه البطولة في وضعية أفضل من نظيره أسود الأطلس، فمنتخب الكونغو الديموقراطية هو المصنف رقم 6 بين منتخبات البطولة، بحسب تصنيف الفيفا الأخير، بينما المنتخب المغربي هو المصنف رقم9 في البطولة. رجال المدرب فلوران إيبينجي يأملون في تكرار إنجاز النسخة الماضية، عندما وصل الفريق للدور نصف نهائي، وانتهى الأمر باحتلال الفريق للمركز الثالث في البطولة، وعلى الرغم من افتقاد الفريق لأحد أهم النجوم وهو يانيك بولاسي، جناح نادي إيفرتون، بسبب الإصابة، إلا أن أغلب العناصر التي شاركت في البطولة الماضية متواجدة حاليًا، بتواجد الهداف مبوكاني «هال سيتي» والقائد يوسف مولومبو «لاعب وسط نورويتش سيتي»، بالإضافة للمدافع شانسيل مبيبمبا «مدافع نيوكاسل يونايتد» والمهاجم سيدريك باكامبو «فياريال» الذي يخوض اول نسخة من البطولة الأفريقية الكبيرة. أهم اسلحة المنتخب المغربي في هذه البطولة ستكون خبرات المدرب الفرنسي المخضرم هيرفي رينارد، الذي يمتلك في جعبته لقبين سابقين لكأس الأمم «نسختي 2012 زامبيا و2015 كوت ديفورا»، ويأمل منتخب أسود الأطلس في تحقيق نتائج جيدة في هذه النسخة بعد فترة طويلة من النتائج المخيبة في هذه البطولة، ويعود افضل اداء للفريق في النسخ الأخيرة من المسابقة إلى نسخة عام 2004 عندما وصل الفريق للمباراة النهائية. المغرب ستفتقد لنجوم من العيار الثقيل في هذه البطولة بسبب الإصابة، يتصدرهم جناح ساوثهامبتون الإنجليزي، سفيان بوفال، وكذلك جناح نادي واتفورد، نور الدين امرابط، وسيعتمد الفريق على عناصره المميزة المتاحة حاليًا مثل المدافع المهدي بن عطية «يوفنتوس» وكريم الأحمدي «لاعب وسط فينورد الهولندي»، وبشكل عام، يعتمد المدرب الفرنسي على الكثير من الأسماء التي تخوض بطولتها الأفريقية الأولى، ويتقدمهم لاعب وسط غرناطة الإسباني المتميز، المهدي كارسيلا. مواجهة اليوم ستكون هي ثاني المواجهات بين المنتخبين في تاريخ مواجهتهما، فلم يسبق من قبل أن التقيا سوى في مناسبة وحيدة، وجاءت بشكل ودي في إطار تحضير المنتخب المغربي لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2006، وانتهت بفوز المنتخب المغربي بثلاثية نظيفة.
