ضرورة تواصل القوافل الطبية لإثيوبيا وأفريقيا

لاشك أن القوافل الطبية لأفريقيا عامة وإثيوبيا خاصة تمثل إحد أدوات السياسة المصرية الناعمة المؤثرة تجاه قارتها الأم منذ زمن بعيد وهى تخدم أشقائها الذين لا دخل لهم بالسياسة والمصالح، والذين ينظرون فقط لمن يطعمهم ويداويهم، فتلك القوافل الطبية كما يقول المسؤولون: لها تأثير كبير في دعم العلاقات المصرية- الإثيوبية، خاصة أن هذه القوافل تتعامل مع المواطن الإثيوبي مباشرة ويتم تنظيمها عن طريق وزارة الصحة وأيضا عن طريق الكنيسة المصرية، حيث تقوم تلك القوافل بمعالجة العشرات بل المئات من الأشقاء الإثيوبيين في العاصمة أديس أبابا وأقاليم أخرى مما يخلق روحا من الود والمحبة بين المصريين وأشقائهم الإثيوبيين، وأسهم بشكل كبير في دعم العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.
- يذكر أنه تم إجراء الترتيبات اللازمة لإرسال قوافل طبية مصرية لإثيوبيا بشكل منتظم، وقد تم إيفاد ثلاث قوافل خلال الفترة من ديسمبر 2009 إلى يونيو 2010. وكان أهمها في 14/6/2014، حين قام السفير المصري في إثيوبيا، بتسليم معدات طبية متطورة لوحدة العناية المركزة بالمركز الطبي لجراحات القلب للأطفال بمستشفى بلاك ليون بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. شملت المعدات أسرة طبية حديثة مجهزة، وأجهزة تنفس صناعي، ووحدات متابعة الوظائف الحيوية للمرضى، وقد استكملت الأجهزة الطبية المتطورة القدرة التشغيلية لوحدة العناية المركزة لجراحات القلب «ICU» بالمستشفى الإثيوبي، حيث توفر الوحدة الرعاية الطبية اللازمة لأمراض القلب من أبناء الشعب الإثيوبي الشقيق.
- وفى 3/3/2015 قام وفد طبي مصرى مكون من 15 طبيبا بزيارة لإثيوبيا، أجرى الفريق الطبى وقتها نحو 40 عملية جراحية دقيقة لحالات وإصابات متقدمة في تخصصات تضم الأنف والأذن والحنجرة والعظام، وذلك في مستشفى سان بول بالعاصمة أديس أبابا. بالإضافة إلى دورة تدريبية لنحو 20 ممرضا في مجال التعقيم والوقاية من الأمراض.
وبحكم أن مصر أولى بأبناء أفريقيا فقد قامت قوافل وزارة الصحة بنجاح بدعم الرعاية الصحية وتغيير انطباعات أشقائنا الأفارقة سواء لإثيوبيا أو جنوب السودان أو أوغندا وبوروندي أو رواندا وفى كينيا والكونغو الديمقراطية، وأريتريا وأرض الصومال وتشاد وغينيا الاستوائية، فضلا عن تدريب الكوادر: في نيجيريا وغيرها.
وقد ظهر الأثر السحرى للقوافل الطبية أثناء زيارات الجراح العالمى د.مجدى يعقوب المستمرة لإثيوبيا سواء في الفترة من 2 إلى 7 مارس 2016، حيث قام بزيارة إلى إثيوبيا على رأس طاقم طبي مكون من 22 جراحا وطبيبا وممرضا، وذلك في إطار التعاون القائم بين المؤسسة ومركز القلب الإثيوبي the Ethiopian Cardiac Centre، حيث تقوم مؤسسة الدكتور/ مجدي يعقوب بالقلب بتقديم الدعم الفني، وإجراء جراحات القلب بمختلف أنواعها، وكذلك تقوم الجمعية بمنح المركز الإثيوبي لعدد من الأجهزة الطبية المتعلقة بجراحات القلب، آخرها جهاز قسطرة للقلب.
وقد أجرى الفريق الطبي المصري 45 عملية جراحية خلال فترة تواجدهم في إثيوبيا، منها 15 جراحة قلب مفتوح، و30 عملية قسطرة قلب للأطفال الإثيوبيين، وجدير بالذكر أن الطاقم الطبي المصري كان قد اصطحب معه خلال الزيارة كافة الأدوات الطبية اللازمة لإجراء الجراحات السالف ذكرها تسهيلاً على الجانب الإثيوبي. تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة كانت هي الثالثة من نوعها، حيث سبق أن قام الدكتور/ مجدي يعقوب بزيارتين سابقتين في إثيوبيا في عامي 2014 و2013 لإجراء جراحات بمركز القلب الإثيوبي، والذي يعد المركز الوحيد في إثيوبيا الذي يتم فيه جراحات القلب وعمليات قسطرة القلب. أما الزيارة الرابعة فكانت في 1/8/2016
وذلك بمناسبة تسليم مصر لعدة أجهزة للجانب الإثيوبى «كمنح» منها جهاز «قسطرة القلب» لمركز «كاردياك» وجهاز إيكو للقلب لمستشفى «بلاك ليون»، وجهاز القنوات المرارية لمستشفى «سان بول» وقد تم التسليم داخل مركز كاردياك في حضور السيد السفير المصرى /أبوبكر حفنى والسفير د/حازم فهمى رئيس الوكالة المصرية، من أجل التنمية في أفريقيا وكل من د.مجدى يعقوب ود.بيلاى أبيجاز رئيس المركز الإثيوبى الذي شكر الشعب المصرى كثيرا على هديته، وقال إن هذا الجهاز سيمكن المركز من إجراء 12 عملية يومية للمرضى الإثيوبيين.
وقد شمل التعاون المصرى- الإثيوبى «الأفريقى» زيارة مسؤول مستشفى سرطان الأطفال: السيد/أشرف طلعت مسؤول التنمية بمستشفى 57357 لسرطان الأطفال، والذى كان قد بدأ بزيارة «مع زميلين له بالمستشفى» إلى مدينة «جما» بإثيوبيا «الفترة من17-22/4/2016، للقيام بعدد من الأنشطة وأعمال التدريب والمنح الدراسية وغيرها.
وقد تحدث المسؤول المصرى للإعلام الإثيوبى فقدم عرضا لأنشطة الزيارة وما تقوم به المستشفى من دور هام لعلاج الأطفال بالمجان أيا كان انتماء الطفل أو مستواه الاجتماعى، كما أجاب على أسئلة الصحفيين الذين مثلوا الصحافة الإثيوبية الحكومية والخاصة، وكذلك وكالة الأنباء الإثيوبية والإذاعة والتليفزيون.
كان وفد مستشفى «57357» قد حضر لإثيوبيا لدعم عدد من الأنشطة الصحية في نفس المجال، وذلك في كل من: أديس أبابا واواسا، وذلك يوم 22/1/2015 وحضره أيضا ممثل الكنيسة القبطية، ومسؤولة القوافل الطبية المصرية إلى إثيوبيا.
- يضاف إلى هذا الاستثمار في قطاعات الأدوية: وحيث إنه على الرغم من شعبية الأدوية والأجهزة الطبية في إثيوبيا، فإن 1% فقط من منتجات الأدوية المصرية استطاعت الدخول إلى السوق الإثيوبية، وهو أمر ينبغي العمل على تغييره. خاصة أن:
المجال الطبى قد حاز على نصيب الأسد في العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وإثيوبيا، كما أن الفرق الطبية المصرية قد ظلت تأتى في أوقات مختلفة لإثيوبيا وتقوم بتقديم خدمات علاجية في هذا الصدد. هذا وقد اتفقت إثيوبيا ومصر على تعزيز التعاون في مجال الصناعة الطبية. فخلال الندوة الإثيو- مصرية للصناعات الطبية التي عقدت يوم 26 فبراير2015 أشار ممثلو البلدين إلى أنهم يعملون بشكل هائل لتعزيز التعاون في المنتجات الصيدلانية وبناء المستشفيات وتنظيم دورات تدريبية وتجهيز المراكز الطبية وبناء الصناعات الطبية بشكل عام.
ولم يقتصر الاتجاه للسوق الأفريقية على التبادل التجارى فقط، بل أصبحت القارة محل أنظار عدد من الشركات الدوائية الراغبة في غزو الأسواق الأفريقية.
فمعدلات استهلاك الدواء في أفريقيا تعد من أعلى المعدلات عالميًا، خاصة أن الإنتاج المحلى لا يحقق اكتفاءً ذاتيًا، وتعتمد على استيراد احتياجاتها من دول شرق آسيا وتركيا. ومصر يمكنها الاستفادة من اتفاقية التكتلات الأفريقية «الكوميسا والسادك وشرق أفريقيا»، في زيادة الصادرات الطبية لأفريقيا، خاصة أن الاتفاقية تمنح تيسيرات جمركية مرتفعة، راجيا ألا تتأثر مصر بالزيادة الأخيرة في أسعار الدواء، وألا تلتفت إلى أي معوقات.
هذا وتستهدف «مصر» دخول أسواق: جنوب أفريقيا، زامبيا، إنجولا، الكاميرون، ساحل العاج، النيجر، في النطاق الأفريقى، خلال الفترة المقبلة.
فيما يخص دور الكنيسة القبطية فهناك العديد من المراكز الصحية التي يُشارك فيها أعضاء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتى توجد في كل من مدن وليسو وسباتا والم جنا، حيث تحصل على الدعم المطلوب في هذا الصدد، فضلا عن مستشفى الألفية بمستشفى القديس باولوس ومؤسسة مقدونيا وغيرها من المنظمات الإنسانية، كما اعتاد فريق طبى المجيء كل ثلاثة أشهر وتقديم الخدمات العلاجية في هذا الصدد.
وقد تم افتتاح المستشفى الكندي التابعة للكنيسة المصرية القبطية في نهاية شهر ستمبر 2015 أثناء زيارة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية ويوجد بالمستشفى قسم عمليات ويقوم المستشفى بإجراء عمليات لغير القادرين.
مقالات متعلقة
* ملامح السياسة الخارجية المصرية في العام الجديد بأفريقيا «2»
* ملامح السياسة الخارجية المصرية في العام الجديد بأفريقيا «1»
* كيفية التحرك المصري في منطقة القرن الأفريقي وحوض نهر النيل
كما تم بشكل عام توفير عدد (3000) بدلة للأطباء والممرضات والعاملين في المجال الصحى بإثيوبيا وذلك بالإضافة إلى عدد (2000) كاب عمليات مطرز.
-تم أيضا توقيع بروتوكول تعاون في سبتمبر 2015 مع وزارة الصحة على إرسال أطباء للتدريب في المستشفى الكندي على يد أطباء مصريين مقيميين في لندن بالإضافة إلى تدريب العديد من الأطباء الإثيوبيين في مصر على مرات عديدة.
ويوجد بالمستشفى المصري الكندي وحدة لغسيل الكلى والمناظير مقدمة هدية من الدكتور/ عبدالمنعم «رئيس الوحدة» بمستشفى «بلاك ليون». هذا بجانب عدد أربعة مناظير للبطن مقدمة هدية من الأقباط المقيمين بالولايات المتحدة.
- كما توجد العديد من القوافل الطبية برئاسة د كمال ابراهيم رئيس جمعية تقوص العمود الفقرى الأمريكية وبصدد عمل سنتر لتقوس العمود الفقري، وهو المرض المنتشر في إثيوبيا.
وعلى مدار العام كل شهرين توجد قوافل طبية للنجوع والأرياف تضم أساتذة من أمريكا ولندن وهذه القوافل تشمل الأجهزة المستخدمة والأدوية وتضم عشرة عيادات في كل قافلة بحيث تشمل العيادات الأساسية مثل (الأسنان – والرمد – الباطنة- الجلدية ..الخ) هدية من الكنيسة إلى الوحدات الصحية.
وتقوم وزارة الصحة من جانبها بعمل قوافل متخصصة كل 3 شهور للمستشفيات الكبيرة في التخصصات المختلفة والأعصاب والأنف والأذن والعظام والعمود الفقري، وكذلك (الرقبة فقط) وغيرها. ومهما يكن تكلفة هذه القوافل فهى بالطبع مستمرة ومتطورة فور توافر الإطار المناسب لعملها... وعودة فعاليتها وتأثيرها.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة