في واحدة من أفضل مباريات ريال مدريد خلال منافسات الموسم الحالي، تمكن النادي الملكي من الفوز على إشبيلية بثلاثية نظيفة، ضمن منافسات ذهاب دور ال16 من كأس إسبانيا، الأربعاء، ليضع قدمًا ونصف في ربع نهائي البطولة. وبغياب ثلاثي «بي بي سي»، المتمثل في البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي جاريث بيل والفرنسي كريم بنزيمة، دفع الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني للريال بالثلاثي الإسباني سيرجيو أسينسيو والإسباني ألفارو موراتا والكولومبي جيمس رودريجيز. وبالفعل، نجح الثلاثي في تقديم واحدة من أفضل مباريات الريال الهجومية خلال منافسات الموسم الحالي، ولولا تألق الإسباني سيرجيو ريكو، حارس مرمى إشبيلية، ورعونة «موراتا» و«أسينسيو» في إضاعة الفرص، لانتصر الريال بفارق 6 أو 7 أهداف على الأقل. ويدين الريال بالفضل في فوزه إلى «رودريجيز»، الذي سجل هدفين من أهداف فريقه الثلاثة، ليواصل تألقه في بطولة كأس الملك خلال منافسات الموسم الحالي، حيث رفع رصيد أهدافه إلى 3 أهداف، كما صنع 4 أخريين لزملاءه في 3 مباريات. ورفع «رودريجيز» رصيده إلى 4 أهداف، كما صنع 9 أخريين لزملاءه خلال 17 مباراة بجميع المسابقات خلال منافسات الموسم الحالي. وتعتبر مباراة إشبيلية هي الأولى له كأساسي منذ شهر تقريبًا، حيث كانت أخر مباراة شارك بها «رودريجيز» كلاعب أساسي هي مباراة ريال مدريد أمام بوروسيا دورتموند الألماني، ضمن منافسات الجولة ال6 من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي «2-2». وغاب «رودريجيز» عن المشاركة الأساسية بمنافسات كأس العالم للأندية، حيث لم يشارك سوى في 18 دقيقة أمام فريق أمريكا المكسيكي، في نصف نهائي البطولة، قبل أن يجلس احتياطيًا طوال أطوار مباراة النهائي أمام كاشيما أنتلرز الياباني، التي انتهت بفوز الريال بنتيجة «4-2»، لتكون هذه البطولة بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة لهداف كأس العالم 2014. وعقب المباراة، أبدى «رودريجيز» غضبه الشديد من عدم استعانة «زيدان» به بشكل أساسي في البطولة ومن عدم حصوله على الفرصة الكافية لإثبات قدراته بشكل عام، وأبدى رغبته في الرحيل عن «الميرنجي» خلال موسم الانتقالات الشتوية، لتظهر العديد من التقارير الإنجليزية التي تحدثت عن رغبة ناديي مانشستر يونايتد وتشيلسي الإنجليزيين في الاستعانة بخدمات اللاعب. ولكن مع انتهاء إجازة الكريسماس، وعودة «رودريجيز» لتدريبات فريقه، ظهر البرتغالي خورخي مينديز قائلًا أن «رودريجيز» لن يرحل عن الريال في موسم الانتقالات الشتوية وإنه سوف يستمر في صفوف النادي الإسباني حتى نهاية الموسم الحالي. كما ظهرت العديد من الصور التي توضح «زيدان» و«رودريجيز» وهم يتحدثان ويتعانقان خلال تدريبات «الملكي»، ما أكد وقتها عودة المياه لمجاريها بين الطرفين. وخرج «رودريجيز» بنفسه بعد مباراة إشبيلية ليؤكد بقاءه رفقة «الملكي» خلال الفترة المقبلة، ومبديًا سعادته ورغبته الكبيرة في البقاء مع ريال مدريد خلال المواسم المقبلة، وثقته في حصوله على الفرصة لإثبات جدارته في تشكيلة «زيدان». ورغم ذلك يظهر التساؤل، هل تعتبر مباراة إشبيلية شفيعة بالفعل ل«رودريجيز» من أجل العودة للعب الأساسي في تشكيلة «زيدان»؟ للإجابة عن هذا السؤال، فإنه ينبغي أن نشير إلى غياب ثلاثي «بي بي سي» عن التشكيلة الأساسية هو ما أتاح الفرصة أمام مشاركة ثلاثي جديد في المباراة، كان منهم «رودريجيز» على الناحية اليمنى. وبالتالي فإنه مع عودة الثلاثي للمشاركة من جديد، وخصوصًا عودة «بيل» من الإصابة، فإن مشاركة «رودريجيز» سوف تقل إلى حد كبير في الجبهة اليمنى للفريق، خاصة مع الاعتماد الدائم ل«زيدان» على الثلاثي الهجومي في معظم مباريات الموسم الحالي حتى الأن، وتأكيده في أكثر من مناسبة أنه عندما يكون هذا الثلاثي جاهزًا للمشاركة فإنه سوف يدفع به في أي مباراة. أما على مستوى خط الوسط، فإن مشاركة «رودريجيز» كأساسي على حساب الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس تبدو صعبة أيضًا، نتيجة للمجهودات الوفيرة التي يقدمها «مودريتش» في خط وسط «الميرنجي» ومعدل تمريرات «كروس» الصحيحة، حيث وصل معدله إلى 93%، ما يجعله واحدًا من أفضل ممررين الكرات القصيرة والطويلة على مستوى العالم. كما يتفوق هذا الثنائي في الأدوار الدفاعية على «رودريجيز»، الذي يتفوق نسبيًا في الأدوار الهجومية، وبالتالي فإن مشاركته في خط الوسط في المباريات ربما تأتي كرغبة من «زيدان» في ممارسة الضغط الهجومي على منافسيه، خاصة مع الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب على مستوى صناعة الأهداف، حيث يأتي ثانيًا برصيد 9 تمريرات حاسمة، خلف «كروس»، صاحب ال10 تمريرات، ولكنه يتفوق تهديفيًا عليه برصيد 4 أهداف، مقابل هدف وحيد ل«كروس». ولكن في نفس الوقت، تبدو فرص «رودريجيز» كبيرة في المشاركة مع «الميرنجي»، على مستوى الجناح الأيمن أكبر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع نجاحه في قيادة الفريق باقتدار نحو تقديم أداء هجومي رائع أمام خصم صعب مثل إشبيلية. كما أن «بيل» لن يعود قبل شهرين من الإصابة، ولن يعود بديله «فاسكيز» قبل نهاية الشهر الجاري، ما يتيح الفرصة أمام «رودريجيز» للعب بشكل أساسي خلال المباريات ال4 القادمة على الأقل، أمام غرناطة، ومواجهتين متتاليتين أمام إشبيلية، واحدة في إياب كأس الملك والأخرى في الدوري الإسباني، وواحدة أمام ملاجا بالدوري الإسباني. وإذا أراد «رودريجيز» أن يقنع «زيدان» بالفعل بأحقيته في اللعب كأساسي، فإنه ربما يبدو من المناسب أن يستغل مثل هذه الفرصة بشكل جيد، خاصة وإنه لن تتاح له مجددًا، مع عودة المصابين.
