تنطلق في الرابع عشر من الشهر الجاري بطولة كأس الأمم الأفريقية ال31، بمشاركة 16 منتخبًا، ونستعرض معكم في هذا التقرير، المجموعة الثالثة، والتي تضم كوت ديفوار والكونغو الديموقراطية والمغرب وتوجو، في مجموعة قوية تضم المرشح الأول للقب البطولة وحامل لقب النسخة الماضية بالإضافة لمنافسين في غاية القوة. منتخب كوت ديفوار منتخب الأفيال يدخل هذه البطولة وهو المرشح الأبرز لتحقيق لقبها والحفاظ عليه، بعد أن فاز بلقب نسخة عام 2015، التي أقيمت في غينيا الاستوائية. كوت ديفوار تخوض نسختها رقم 22 من كأس الأمم الأفريقية، وسبق أن حققت لقب البطولة في مناسبتين، ويعد المنتخب الإيفواري من أبرز منتخبات القارة في السنوات الأخيرة، فدائمًا ما نجح في الوصول للدور ربع النهائي في النسخ ال6 الأخيرة من البطولة، وكان حاضرًا في الدور نصف النهائي في 4 مناسبات، ولعب 3 مباريات نهائية «نسختي 2006 و2012، بالإضافة لنهائي 2015 الذي من خلاله نجح في تحقيق ثاني ألقابه بعد لقب عام 1992». لم يكن تأهل المنتخب الإيفواري للبطولة سهل، على الرغم من أن الفريق لعب ضمن مجموعة في المتناول، تضم منتخب سيراليون والسودان، واقتصرت المجموعة على 3 فرق لأن الفريق الرابع كان المنتخب الجابوني الذي ينظم البطولة، وبالتالي لعب منتخب كوت ديفوار 4 مباريات، فاز في مباراة واحدة فقط على السودان، وتعادل في المباريات ال3 المتبقية، بما فيهم تعادل ذهابًا وإيابًا ضد المنتخب السيراليوني. المدرب الحالي للفريق هو الفرنسي ميشيل دوسييه، الذي تولى مهمة تدريب المنتخب خلفًا للفرنسي هيرفي رينارد، ودوسييه لديه خلفية جيدة عن المنتخب الإيفواري، فقد سبق وعمل مساعدًا لهنري ميشيل، أثناء تدريبه منتخب كوت ديفوار، وخاض نسخة 2006 من كأس الأمم الأفريقية في مصر، كما أنه درب المنتخب الغيني في النسخة السابقة من كأس الأمم، وقادهم إلى التأهل إلى دور الثمانية. دوسييه قاد المنتخب الإيفواري في 12 مباراة، 8 رسمية و4 ودية، حقق الفوز في 6 وتعادل في مثلهم، وسيخوض مباراتين وديتين قبل البطولة مع المنتخب السويدي والمنتخب الأوغندي. المجموعة تبدو في متناول يد المنتخب الإيفواري، فلديهم توجو في الافتتاح، وهو حسابيًا أضعف المنتخبات، ثم لديهم المنتخب الكونغولي في الجولة التالية، وهو صدام قوي وغير مأمون، ثم تتبقى ختام المجموعة ضد المنتخب المغربي، المنتخب الذي واجهه المنتخب الإيفواري منذ أشهر قليلة في تصفيات كأس العالم وتعادلا سلبيًا، وحسابيًا هي أصعب مباراة للمنتخب في المجموعة الثالثة. المنتخب الإيفواري حاليًا يعتمد على العناصر الشابة، بعد اعتزال أغلب النجوم السابقين للفريق دوليًا أو نهائيًا، أمثال ديدييه دروجبا وكولو توريه ويايا توريه وديديه زوكورا، بالإضافة للحارس أبوبكر باري. 24 لاعبًا استدعاهم المدرب دوسييه في القائمة المبدئية للمنتخب، والتي ستلعب المباريات الودية قبل البطولة، وتضمنت القائمة أسماء كبيرة في عالم كرة القدم العالمية، مثل سيرجي أورييه، الظهير الأيمن المميز لبطل فرنسا، باريس سان جيرمان، وكذلك مدافع مانشستر يونايتد إيريك بايلي، مع لاعب وسط أتالانتا الصاعد، والذي يعتبر هدف لأكبر أندية البريميرليج، فرانك كيسي. كل هؤلاء مع اللاعبين الكبار أصحاب الخبرات مثل سالومون كالو وماكس جارديل وويلفريد بوني، بالإضافة لمشاركة أولى منتظرة لجناح كريستال بالاس الإنجليزي، ويلفريد زاها. منتخب الكونغو الديموقراطية منتخب الفهود، الفريق الذي يعيش على تاريخ حافل تحت مسمى دولة زائير، وحقق لقبين سابقين من المسابقة في عامي 1968 و1974، بالإضافة لاحتلال المركز الثالث في نسختي 1998، والنسخة الماضية. الكونغو الديموقراطية تخوض نسختها رقم 18 من كأس الأمم الأفريقية، ويحاول المنتخب استعادة أمجاد الماضي مرة أخرى، فكان من المنتخبات الأفريقية الكبيرة صاحبة الوزن الثقيل في فترة نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، وسقط بعد ذلك المنتخب من هذا المصاف لفترات طويلة، لكن مع وجود جيل موهوب ومميز حاليًا، يأمل المنتخب الحفاظ على ما قدمه في نسخة 2015، عندما نجح في الوصول للدور نصف نهائي وحقق المركز الثالث. في مجموعة سهلة ضمت أفريقيا الوسطى وأنجولا ومدغشقر، نجح المنتخب الكونغولي في إنهاء التصفيات بشكل قوي، معتليًا صدارتها ب5 انتصارات وهزيمة وحيدة، كانت من صاحب المركز الثاني، منتخب أفريقيا الوسطى، لكنها لم تكن هزيمة مؤثرة بنهاية الأمر. المدرب الحالي للفريق هو فلوران إيبينجي، الذي تولى مهمة تدريب المنتخب منذ عام 2014، وبعد الطفرة الكبيرة التي حققها مع فريق فيتا كلوب الذي وصل إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا 2014، نجح إيبينجي في قيادة الكونغو لتحقيق المركز الثالث في بطولة كأس أمم افريقيا 2015، وهو المدرب المحلي رقم 4 بين المنتخبات ال16 المشاركة في نسخة 2017 المقبلة، ويعتبر واحد من المدربين الواعدين في القارة السمراء. الفريق استعد جيدًا لهذه البطولة، ويمتلك تجانس واضح بين العناصر الحالية، وتجلى ذلك في أداء الفريق في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، من خلال فوزه في أول مباراتين على ليبيا وغينيا وبطريقة مميزة، وسيخوض قبل هذه البطولة مباراة ودية ضد المنتخب الكاميروني، قبل أن يفتتح المسابقة ضد منتخب المغرب، في مباراة سيكون الفائز منها متأهل بشكل كبير للدور التالي، بينما ستكون المباراة التالية ضد المرشح الأول للقب، كوت ديفوار، والختام سيكون ضد المنتخب التوجولي في مباراة من المفترض أن تكون في متناول يد فهود الكونغو. استدعى المدرب إيبينجي 31 لاعبًا في القائمة المبدئية للمنتخب الكونغولي قبل البطولة، وتضمنت استدعاءات المدرب لبعض اللاعبين الذين سينالون تمثيلهم الدولي الأول، أشهرهم مهاجم بورنموث وأرسنال السابق بينيك أفوبي، كذلك مدافع جانجون، جوردان إيكوكو، مع لاعب وسط قرطبة الإسباني، جواثان بيجيميني. أبرز الأسماء التي خاضت المباريات الأخيرة للكونغو الديموقراطية ستتمثل في مهاجم دينامو كييف المُعار لهال سيتي الإنجليزي، ديوميرسي مبوكاني، وكذلك جناح فولهام الإنجليزي، نيسكينز كيبانو، مع قائد الفريق ولاعب وسط نورويتش سيتي، يوسف مولومبو، ومدافع نيوكاسل يونايتد، شانسيل مبيمبا. وستكون أبرز غيابات الفريق، الجناح المتألق يانيك بولاسي، الذي تعرض لإصابة قوية مع ناديه الحالي، إيفرتون الإنجليزي، ستبعده عن الملاعب حتى الموسم المقبل. منتخب المغرب منتخب أسود الأطلسي، يعود للمشاركة مرة أخرى بعد أن استبعده الاتحاد الأفريقي من نسخة عام 2015، على خلفية رفض المغرب تنظيم كأس الأمم الأفريقية بأراضيها خوفًا من مرض إيبولا، وعليه نُقلت البطولة لغينيا الاستوائية وحُرمت المغرب من المشاركة لنسختين متتاليتين مع غرامة مادية كبيرة، قبل أن ترفع العقوبة بناءً على حكم محكمة التحكيم الرياضية. المنتخب المغربي واحد من المنتخبات العربية والأفريقية أصحاب السجلات المميزة في بطولة الأمم الأفريقية وإن كان تتويج أسود الأطلس بلقب البطولة الأغلى في القارة السمراء يعتبر محدود جدًا، حيث يقتصر على لقب عام 1976، بينما كان أقرب وصول للمنتخب المغربي إلى لقب البطولة مؤخرًا كان في نسخة عام 2004، ووقتها خسر المباراة النهائية أمام شقيقه المنتخب التونسي. قدمت المغرب أداءً رائعًا خلال المجموعة السادسة من التصفيات، وحققت 5 انتصارات وتعادل وحيد، في مجموعة ضمت الرأس الأخضر وليبيا ومنتخب ساو تومي وبرينسيب، وكان أقوى خط دفاع في التصفيات باستقباله هدف وحيد فقط «المنتخب المصري كذلك استقبل هدف وحيد لكن في 4 مباريات، بينما المغرب لعبت 6». المدرب الحالي للفريق هو هيرفي رينارد، المدرب الفرنسي المتميز الذي درب العديد من المنتخبات الأفريقية مثل زامبيا وكوت ديفوار وأنجولا وغانا، وحقق لقب كأس الأمم الأفريقية في مناسبتين «زامبيا 2013 وكوت ديفوار 2015»، وتولى قيادة المنتخب المغربي مطلع عام 2016 خلفًا لبادو الزاكي. رينارد خاض مع المغرب 10 مباريات منذ توليه مسؤولية المنتخب، حقق 6 انتصارات وتعادل في 4، وسبق له أن واجه المنتخب الإيفواري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وانتهى اللقاء في المغرب بالتعادل السلبي في مباراة قوية. المدرب الفرنسي لم يستقر بعد على الشكل النهائي وكذلك مردود الفريق غير المطمئن، وحدد 3 مباريات ودية قبل البطولة «بوركينا فاسو، إيران وفنلندا». المغرب ستصطدم بالكونغو الديموقراطية في أولى مباريات البطولة، وهي المباراة التي ستحدد بشكل كبير المتأهل بينهما في ظل قوة المنتخب الإيفواري وضعف حظوظ المنتخب التوجولي، وستكون المباراة الثانية ضد المنتخب التوجولي وهي مباراة من المفترض أن تكون في متناول أسود الأطلس، وفي النهاية سيكون الصدام القوي ضد المنتخب الإيفواري، ولدى المنتخب المغربي المقومات للتعامل مع هذا الصدام الصعب. مزيج بين العناصر الشابة التي تخوض البطولة لأول مرة وعناصر خبيرة لم تقدم المنتظر بعد، في موعد أفريقي ضخم مثل هذه البطولة. رينارد لديه أسماء مميزة في قائمة الفريق مثل المدافع مهدي بن عطية «يوفنتوس»، يونس بلهنده «نيس»، نور الدين امرابط «واتفورد»، وسيكون نجم الفريق الأول ولاعب ينتظر منه الكثير، الجناح الشاب المتميز سفيان بوفال «ساوثهامبتون»، والذي لم يشارك دوليًا سوى في 3 مباريات، وكان هناك صراع عليه بين المغرب وفرنسا وبالنهاية قرر الانضمام للبلد التي تنتمي إليها أصوله. القائمة الحالية تضم 26 لاعبًا، أعلن ضمهم المدرب الفرنسي في نهاية ديسمبر 2016، وسيخوض بها المباريات الودية ال3، المقررة قبل البطولة للاستقرار على القائمة النهائية للفريق. منتخب توجو المنتخب الملقب بالصقور، يسجل مشاركته رقم 8 في العرس الأفريقي الأكبر في القارة السمراء، ولا يمتلك تاريخ جيد في مشاركاته السابقة سوى الوصول للدور ربع النهائي من نسخة عام 2013، غير ذلك جميع مشاركاته انتهت بالإقصاء من دور المجموعات. وعلى غير أغلب المنافسين، تأهل المنتخب التوجولي للبطولة بعد أن احتل المركز الثاني في المجموعة الأولى من التصفيات التي ضمت برفقته المنتخب الليبيري ومنتخب جيبوتي بالإضافة لمنتخب تونس الذي احتل قمة المجموعة. توجو استغلت ترتيبها بين أفضل الثوان، بسبب فارق الأهداف الكبير الذي حققه الفريق وكفل له آخر المقاعد المؤهلة لكأس الامم الأفريقية 2017 بالجابون. المدرب الحالي للفريق هو كلود لوروا، المدرب الفرنسي الخبير الذي درب العديد من المنتخبات الأفريقية مثل الكاميرونوالكونغو وغانا والسنغال، ويمتلك سجل ضخم من المشاركات في كأس الأمم الأفريقية «8» وحقق اللقب في مناسبة «عام 1988 مع الكاميرون». لوروا تولى قيادة الفريق في شهر أبريل من عام 2016، وأشرف على وصولهم لهذه البطولة، ودربهم في 7 مباريات، فاز في 4 وتعادل في 2 وخسر في واحدة، بشكل ودي من المنتخب المغربي في شهر نوفمبر الماضي. توجو ستفتح البطولة ضد حامل اللقب، المنتخب الإيفواري، ثم ستلاقي المنتخب المغربي في ثاني المباريات وتختتم مباريات المجموعة ضد منتخب الفهود، الكونغو الديموقراطية. 25 لاعبًا ضمتهم قائمة المنتخب التوجولي المبدئية للبطولة، وستكون أسماء كل من فلويد أييتي «فولهام» وأليكسيس روماو «لاعب وسط أوليمبياكوس اليوناني» والجناح، سيرج جاكبي «جنوى الإيطالي» بالإضافة للمهاجم المخضرم والشهير إيمانويل إديبايور، أبرز وأهم أسماء لاعبي المنتخب التوجولي في البطولة.
