حدث هذا الموقف منذ حوالي عدة أيام: أحد فروع ماركت (كارفور)....زحام شديد في المكان....طابور طويل أمام كل (كاونتر) لدفع الحساب....يوجد كاونتر مكتوب فوقه (مخصص لأقل من 10 قطع)...الطابور الواقف أمامه أقل طولا بشكل ملحوظ... حمدت ربنا و(بوست) أيدي وش وضهر بعدما قمت بعد الأشياء التي قمت بشرائها وأكتشفت أنهم 9 قطع فقط... وبالتالي لن أتعذب في طابور طويل عريض بل انني سأقف في هذا الطابور (اللطيف) الذي لن يستغرق وقتا طويلاً حتى ينفض..فكل الواقفين في الطابور بالإضافة إلى قلة عددهم أيضاً لن يستغرقوا وقتا طويلا عند دفع قيمة المشتروات الخاصة بهم بإعتبارها قليلة العدد (اقل من 10 قطع)...!! بالفعل وقفت في الطابور في انتظار دوري...احدى السيدات (في الثلاثينات) من عمرها...تقف بمحاذاتي..اي بمحاذاة الطابور...!!! يتقدم الطابور...و تتقدم معه....يقترب دوري في التقدم للبائع لحساب قيمة مشترياتي...و هي ايضا بإعتبارها تقف بمحاذاتي...!! حان الوقت ليتقدم فرد واحد فقط نحو البائع...أنا طبقا للتطور الطبيعي (للطابور)...او هي بإعتبارها في الطابور (الموازي)...!!! فوجئت بها تستأذن مني لكي تتقدم نحو البائع...طبعا (وافقت)...فبالتأكيد الوضع لم يكن ليحتمل محاضرة ألقيها عليها عن ادبيات (الطابور) و الذوق و اللياقة....الخ..!! بدأ البائع في حساب مشترواتها...لتكتمل المأساة بإعتبار انها (شارية) و (محملة)...اي ان القطع التي قامت بشرائها تفوق ال 10 قطع بمراحل...و بالتالي لا يحق لها من الأساس الوقوف على هذا الكاونتر أصلا.......!!!!!! أي انها لم تكتف بتجاوز الطابور و عدم الإلتزام بالدور...بل انها لم يكن يحق لها حق التواجد في هذا الطابور اساسا....!!! البائع صرح لها ان مشترياتها تتجاوز ال 10 قطع ووجهه يحمل علامات الإستفهام....و التعجب...و الإمتعاض...في آن واحد....!! المثير للدهشة و الحزن و الغضب كان في ردها على البائع....الذي كان كالتالي...(يعني أعمل إيه يعني..؟!!). الأكثر غرابة...و عجبا كان رد فعل البائع....الذي قام بحساب قيمة مشترواتها فعلا..و كأن شيئا لم يكن و على وجهه كل علامات التعجب و الأسى و الحزن.....!!!! هذا الموقف يعكس عدة صفات سلبية في هذه السيدة....اولها بالطبع (الإستنطاع) عندما قررت تجاوز الدور في طابور ليس مخصصا لها و اخرها (البجاحة) في ردها على البائع الذي تجرأ وأعترض على هذا الوضع...!! هذا الموقف جعلني اتأمل كل الطوابير التي مررت عليها منذ لحظة حدوث هذا الموقف و حتى كتابة هذا الموضوع...!! في (كارفور) نفسه وجدت ان كل طابور على كل (كاونتر) بجانبه طابور موازي و ايضا طابور عمودي....!!! حتى تحولت المنطقة امام (كاونترات) دفع حساب المشتروات الى فوضى رهيبة ....عشوائية...!!! في الطريق اكتشفت ان كل طوابير السيارات التي مررت بها...خضعت لنظرية (الطابور الموازي)...المصريون لا يرتاحون لفكرة (الطابور الواحد)...لابد من طابور ثان وأحياناً ثالث مواز له......!!! محطات البنزين خير دليل على انعدام ثقافة الطابور لدى قطاع عريض من ابناء هذا الشعب....بالتأكيد حدث و انت جالس في سيارتك منتظرا دورك داخل احدى محطات البنزين ان وجدت سيارة تدخل المحطة (من باب الخروج) عملا بمبدأ (الإستنطاع) و (الفهلوة) برضة....!! بالتأكيد وقفت في طابور في احد المصالح الحكومية لتنجز مصلحة ما لتفاجأ بشخص يقف بمحاذاة الطابور ليقف وراءه شخص ثان و ثالث و رابع..ليتشكل طابور أخر مواز و يتحول الطابور الى اثنين او ثلاثة في أحيان كثيرة...!! الخلاصة اننا شعب ليس لديه ثقافة (الطابور)....فالطابور ثقافة.....كونك تلتزم بدورك في اي طابور فهذا يعطي مدلولات كثيرة على شخصيتك...تحترم نفسك...تحترم الأخرين...منظم...حريص على حقوق الأخرين و حقك بالتأكيد....تدرك قيمة الوقت و تقدره و تحرص عليه...الخ هل شعبنا يمتلك هذه الصفات....كم مليون من ال 85 مليون مصري يمتلك هذه الصقات التي ان توفرت في اي شعب جعل دولته في مصاف الدول العظمى بحق..؟!! لن تنجح ثورة 25 يناير وحدها في تغيير مصر التغيير الذي نحلم به جميعا ليل نهار ما لم يتغير الإنسان المصري من داخله...نحن شعب يحتاج ان يغير من نفسه...من سلوكياته...من عشوائيته اذا اردنا لمصر ان ترتقي فعلا. اذا لم تتمكن ثقافة الطابور من عقول المصريين.......فيبقى فعلا زي ما قال سعد باشا منذ اكثر من قرن من الزمان...مفيش فايدة...!!! الأغلبية الصامتة http://www.theegyptiansilentmajority.blogspot.com/