إذا كانت هناك تحديات كبيرة فى هذه المهنة التى أنتمى إليها، فإن قيادة وتجربة السيارات صينية الصنع تظل على رأس تلك التحديات!، فى الحقيقة لا أذكر قيادتى لعددٍ كبيرٍ من تلك السيارات، بالرغم من احتلالها موقعاً متميزاً فى سوقنا المحلية خلال السنوات الخمسة الماضية، إلا أننى كنت أفضل الاعتذار باستمرار عن تجربتها داخل مصر أو خارجها!، باستثناء حالات قليلة جداً، فعلى مدار العشر سنوات الماضية، ربما قمت بقيادة 5 أو 6 سيارات صينية على أعلى تقدير!، والمفاجأة أن نوع السيارة وصانعها لم يكن يلعب دوراً كبيراً بالنسبة لى لتجربة السيارة أو الاعتذار!، فالأهم بالنسبة لى دائماً هو الوكيل، الاسم المحلى الذى يضمن هذه السيارة.. فمع حالة الانفتاح التى شهدتها صناعة السيارات الصينية، لم يعد من الصعب أبداً الحصول على توكيلاً لعلامة صينية، وطلب مواصفات خاصة أيضاً من الصينيين للسوق المصرية وبيعها فى مصر، السنوات الماضية كانت شاهدة على العديد من التوكيلات والسيارات الصينية فى بلدنا، وبين النجاح والفشل انتبهنا -نحن الصحافة- لحقيقة أداء الشركات الصينية فى مصر، «الفكرة» تدور حول مدى جدية الوكيل، مدى جديته فى الاستثمار فى خدمات ما بعد البيع، وتوفير قطع الغيار، بمعنى أخر الاستثمار فى تأسيس تلك العلامة التجارية فى بلدنا. الصناعة الصينية الحقيقة أن عدداً كبيراً من مستوردى السيارات الصينية ووكلائها «نفسهم قصير»، على مدار العشر سنوات الماضية كنت شاهداً -بدورى كصحفى- على مستوى جدية عدد كبير منهم، فكما ذكرت مسبقاً، شجع الانفتاح الذى تعيشه صناعة السيارات الصينية الكثيرين لاقتناص الفرص، ربما لم يكونوا جاهزين أو مؤهلين لتلك المهمة فى الأساس، لذلك كان دائماً اسم الوكيل هو العنصر الذى يحملنى لتجربة السيارة أو الاعتذار. الوكيل المحلى هذه التجربة كانت خاصة إلى حد كبير، فتوكيل چاك تابع لمجموعة شركات «القصراوى»، والحقيقة أن الاسمين غنيين عن التعريف، شركة JAC واحدة من أبرز شركات السيارات الصينية التى سوف نتحدث عنها لاحقاً، واسم القصرواى أيضاً أحد أشهر الأسماء وأكثرها عراقة فى السوق المحلية، لذلك عندما تمت دعوتنا لتجربة السيارة چاك S2 رحبنا باختبارها، و«قصة» الوكيل هى التحدى الأول فى سلسلة تحديات طويلة عندما يتعلق الأمر بتجربة سيارات صينية. «قصة» التجهيزات! كان الملاحظ دائماً فى السيارات الصينية عندما بدأت فى الوصول إلى بلدنا، «الكماليات» والباقات الممتدة من التجهيزات «العجيبة»، فبعض تلك التجهيزات تكون خاصة -بلا مبالغة- بقطاعات الركوب الفاخرة فقط!، ثم تجدها بمنتهى البساطة فى سيارة صينية سعرها مناسب جداً للمنافسة فى أولى الفئات السعرية فى السوق أو entry level كما نسميها، لذلك فقصة التجهيزات والكماليات لم تعد تخدعنى مطلقاً فى السيارات الصينية، وأعتقد أنها لم تعد قادرة على خداع الكثيرين من العملاء أيضاً، لذلك كنت واثقاً من أننى سوف أجد كماً كبيراً من تجهيزات تنتمى لفئات ركوب أعلى سعرياً عند تجربتى لسيارة چاك الجديدة. 100كم تجربتنا ل S2 بدأت فى الثانية ظهراً من حى المهندسين مروراً بالجيزة والمنَيل فى اتجاه المعادى، ثم التجمع الخامس باستخدام الطريق الدائرى، والعكس، رحلة تعدت ال 100 كم تقريباً وسط الزحام الهائل فى بعض طرق وشوارع المدينة، داخل السيارة وخلف عجلة القيادة، لم تخدعنى التجهيزات كما ذكرت، ربما لم ألاحظها فى البداية بشكل كبير، ملاحظتى الأولى كانت بخصوص «الجودة»، ما لا تتوقعه فى عدد كبير من السيارات صينية الصنع على عكس الكماليات التى تظل نقطة قوة فى صالح معظم السيارات الصينية. تصميم إيطالى الجودة التى تخرج بها چاك S2 لا تلاحظ فقط داخل المقصورة، بل بداية من التصميم الخارجى وعناصره، طلاء السيارة الغنى وبعض التفاصيل والحلى المعدنية اللامعة، مع تصميم السيارة الايطالى، تلاحظ الاختلاف عن السيارات المنافسة فى نفس الفئة السعرية ل S2، ومن داخل السيارة وخلف عجلة القيادة قصة أخرى تماماً، الجودة تتخطى بلا مبالغة السيارات الصينية وتنافس عدداً من السيارات كورية الصنع، من الواضح أن عملية اختيار الخامات والألوان تمت بعناية، هذا فيما يتعلق بفرش السيارة وكسوة عناصر القيادة؛ عجلة القيادة وناقل الحركة. جودة التجهيزات الداخلية تفوق التوقعات فى السيارة، فهى بشكل من الأشكال تتداخل مع جودة عناصر المقصورة، ويتضح ذلك فى لوحتى التحكم والقياس، الأخيرة تأتى بعدادين رئيسيين بإطار مجسم تتوسطهما شاشة رقمية صغيرة خاصة بالبيانات اللازمة حول استهلاك الوقود ومعلومات القيادة الأخرى، أما عن لوحة التحكم فقد تم تزويدها بشاشة مركزية قياس 7 بوصة تعمل باللمس ويتم التحكم من خلالها بنظام السيارة الترفيهى بشكلٍ كاملاً واختيار نظام التشغيل المفضل حيث تم تزويد السيارة بمقابس AUX و USB، بجانب الأنظمة القياسية بالطبع. استجابة السيارة من حى المهندسين انطلقنا فى رحلتنا التى تجاوزت 100 كم، حاولنا أن تضم المسافة التى قمنا بتغطيتها طرق متنوعة، بين السريعة وطرق المدينة، أداء السيارة كان هادئاً ومُريحاً داخل الطرق المزدحمة، استجابة ناقل الحركة الأوتوماتيكى CVT، الرؤية كاملة فى مختلف الاتجاهات أثناء القيادة، وعناصر التحكم جميعها يسهل الوصول إليها دون تشتيت للتركيز أثناء القيادة، چاك S2 تأتى من فئة كروس أوڤر مدمجة الحجم، وأبعادها تسمح لها بسهولة المناورة داخل الطرق المزدحمة، يبلغ طولها 4,13 متر وعرضها 1,75 متر وارتفاعها 1,71 متر ويبلغ طول قاعدة عجلاتها 2,49 متر، وتستقبل المقصورة من خلالها خمسة أشخاص بالغين. الطريق السريع على الطريق السريع اتسم أداء S2 بالهدوء أيضاً، السيارة تحمل محرك متوسط الحجم، مكوناً من أربعة أسطوانات سعته 1500 سى سى، وينتج قوة قدرها 113 حصاناً عند 6000 دورة محرك فى الدقيقة، ويبلغ عزمه 146 نيوتن . متر بدايةً من معدل دوران متوسط للمحرك؛ 3500 دورة فى الدقيقة وحتى 4500 دورة فى الدقيقة، ومن خلال ناقل الحركة الأوتوماتيكى تبلغ سرعة السيارة القصوى 170 كم/س، السيارة تميزت بالثبات على الطرق السريعة، التجهيزات التى تم تزويد S2 بها، تزيد من الراحة أثناء القيادة، وبجانب التجهيزات التى أصبحت شائعةً فى يومنا هذا مثل عجلة القيادة متعددة الوظائف، تجد كاميرا للرؤية الخلفية لسهولة ركن السيارة، بجانب أنظمة الآمان والسلامة والتى تشمل باقة الفرامل وتضم نظام ABS لمنع انغلاق الفرامل ونظام EBD لتوزيع قوة الفرامل إلكترونياً.. أخيراً يمكن القول بأن سيارة چاك الجديدة S2 توفر تجربةً جيدةً للعملاء، فهى تتميز بجودة تفوق جميع السيارات المنافسة لها فى الفئة السعرية. چاك تنتمى S2 لشركة «چاك» وهى واحدة من أكثر الشركات الصينية نجاحاً، أنشأت الشركة أول مصانعها فى 1964 وعلى مدار ما يقرب من 50 عام ساهمت فى تطوير صناعة السيارات الصينية، من أول الشركات التى قامت بصناعة الشاحنات وشاسيه الأوتوبيس وفى 2001 تم إدراجها فى البورصة الصينية بشكل رسمي، فى 2006 قامت الشركة بإنتاج S1 وSUV مستقلة تماماً يتم إنتاجها فى الصين ومنذ ذلك الوقت طورت الشركة منتجاتها لتتضمن سيارات سيدان وSUV والسيارات المدمجة أيضاً، اليوم تتعدى سعة مصانع چاك الإنتاجية أكثر من 700 ألف سيارة كاملة و500 ألف محرك، وإلى جانب مركز البحث والتطوير الصيني، أنشأت چاك أيضاً أول مركز تصميم لها خارج الصين فى تورينو الإيطالية وتبعته بأخر فى طوكيو، وتورد الشركة سياراتها لأكثر من 120 دولة حول العالم. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة