في مدينة بولونيا الإيطالية وفى 25 أبريل سنة 1874، ولد ماركونى من أسرة غنية، وتلقى تعليمه الأولى في بيته،فلما بلغ العشرين قرأتجارب هنيريش هرتس، التي قام بها قبل ذلك بسنوات وتجارب هرتس هي التي أثبتت وجودموجات كهرومغناطيسية غير مرئية، وهذه الموجات تتحرك في الهواء بسرعة الضوء. وآمن ماركونى بأن هذه الموجات يمكن استخدامها في إرسال إشارات صوتية إلى مسافات بعيدةدون الحاجة إلى أسلاك،وهذا يجعل الاتصال أسهل من استخدام التلغراف، فعن طريق هذه الموجات يمكنه أن يبعث برسائل إلى السفن في المحيط وعبر المحيط. وفي سنة 1895، أي بعد سنة واحدة من العمل الشاق نجح «ماركونى» في اختراعه الذي يمكنه أن يبعث بواسطته برسائل لاسلكية عبر المحيط الأطلسى، وأهمية هذا الاختراع قد ظهرت بصورة واضحة عام 1909 عندما غرقت السفينة فيكتوريا واستطاعت الرسائل اللاسلكية أن تنقذ عدداً من ركابها، فقد استخدمت في طلب النجدة من السفن المجاورة، وفى نفس العام حصل ماركونى على جائزة نوبل للفيزياء عام 1909 بالاشتراك مع كارل فرديناند براون عن «اختراعهم التلغراف الاسلكى». وفي السنة التالية نجح ماركوني في أن يبعث برسائل لاسلكية بين أيرلندا والأرجنتين أي عبر مسافة ستة آلاف ميل، وهذه الرسائل جميعاً قد انتقلت بطريقة مورس أي نقطة وشرطة، وكان ماركونى يتصور أنه يمكن نقل الصوت أيضاً عبر هذه المسافات الهائلة، لكن ذلك لم يتحقق إلا عام 1915، ولم يعرف العالم الإذاعة على نطاق تجارى واسع إلافي 1920وعليه يمكن إطلاق اسم التلغراف أيضاً على اختراع ماركونى. لقد ساهم اكتشاف ماركونى في اكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية واختراع الراديو، كما أنه مخترع الإبراق اللاسلكى، وقد نجح في اختراع جهاز خاص، وذهب إلى إنجلترا وعرض الجهاز وسجله هناك وأنشأ شركة، وهو أول رجل أرسل واستقبل بنجاح الإشارات الإشعاعية على مختلف المسافات، و«زي النهارده» في 14 ديسمبر 1901 أرسل ماركونى إشارات لاسلكية عبر الأطلسى،فكان يوما عظيماً في تاريخ الاتصالات اللاسلكية، حيث إن السفن الحربية التي يمكن أن تعانى من مصاعب يمكنها أن تطلب المساعدة بسرعة، وفى السنوات الأخيرة من حياته قام بتطوير استخدام الموجات القصيرة والموجات القصيرة جدا، وقد توفى ماركونى في روما في 20 يوليو عام 1937.