«مات وخد البركة معاه»، قالتها مريم صلاح، زوجة نبيل حبيب عبدالله، حارس كنيسة البطرسية بالمرقسية العباسية فى القاهرة، والذى لقى حتفه فى حادث انفجار قنبلة داخل الكنيسة، اليوم. «مريم»، السيدة الأربعينية، لم تتمالك نفسها أمام مستشفى دار الشفاء، القريب من الكنيسة، حاول الأهالى تهدئتها، لكنها أخذت تُلقى بجسدها يمينًا ويسارًا على الأرض: «زوجى مات وهو بيصلى، مات وترك لى 3 أبناء اتحرموا من أبوهم.. قنبلة تنفجر فينا؟! مات زوجى وأخذ البركة مع انعقاد قداس الصلاة، صباح الأحد، وحق أولادى فى رقبة الحكومة. ببكاء شديد، وصوتٍ عال، رَوَت زوجة «نبيل» أنها توجهت إلى كنيسة أبوسيفين فى منطقة الجبل الأصفر لإحياء ذكرى الأربعين على روح لطيف عبده جرجس، أحد أقارب زوج شقيقتها، وذلك فى الساعة ال9 صباحًا، مضيفة: «رفض زوجى أن يأتى معنا، وألا يترك خدمة الكنيسة، وبالفعل ذهبت إلى الأربعين برفقة أولادى: ماريان، بالصف الأول الثانوى، ويوستيان، بالصف الخامس الابتدائى، وفادى، عامان، إلى هناك، وبعد أقل من الساعة سمعنا بالخبر المشؤوم!». تقول «مريم»، ل«المصرى اليوم»، إنها لا تريد تعويضًا ولا أى شىء، فهى تريد فقط حق زوجها، الذى خدم طوال حياته داخل الكنيسة، وتنقطع السيدة عن حديثها معنا، فور دخولها إلى المستشفى لتحتضن جسد زوجها، الذى استقرت شظايا بأنحاء جسمه المختلفة. ولم يستطع أولاد «نبيل» الحديث عن آلامهم، فظل الطفل الصغير «فادى» جالسًا على قدم خالته، التى كانت تنتظر خارج المستشفى، ولا يدرى بما يحدث من حوله، وظلت شقيقتاه تبكيان على أبيهما: «بابا مات ليه؟! إحنا عاوزينه تانى». ويقول ماجد فهمى، فراش فى الكنيسة المرقسية، وهو متزوج من شقيقة زوجة «نبيل»، إنه توجه إلى كنيسة أبوسيفين لإحياء ذكرى أربعين (لطيف)، وسمع بخبر انفجار القنبلة، فعاد لتوه إلى الكنيسة المرقسية، وعرف بمقتل صديقه «نبيل»، «الذى كان اسمًا على مسمى». وتبعد الكنيسة المرقسية عن البطرسية بضعة أمتار لكنهما داخل مبنى واحد- حسب «فهمى»- الذى أكد أن كنيسته لم تتضرر جراء الانفجار، حيث إنه دخل فور عودته إلى مقر عمله للاطمئنان عليها. وتقطع الطفلة «مريم»، بالصف الثانى الابتدائى، حديث والدها، وتقول: «عمو (نبيل) كان أطيب واحد، وكان بيلعب معانا»، وكل الأطفال كانوا يحبونه كونه يعاملهم كأبنائه، وأخذت «مريم» تواسى أولاد خالتها الصغار، خصوصًا «يوستيان» صديقتها: «خلاص هو راح عند يسوع وفى رحمة السما».
