عمد الرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديجول، أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر إلى التأكيد على فكرة أن الجزائر جزء من فرنسا وكان موقفه متوافقا مع موقف المعمرين الفرنسيين الذين كانوا يحلمون بفكرة الجزائر فرنسية، وفى مواجهة هذا الاتجاه عملت جبهة التحرير الوطنى على التصدى لسياسة شارل ديجول والمعمرين معا. وكان ديجول قد اعتمد على الفرنسيين الجزائريين (المعمرين) لمساندة سياسته وقد استقبلوه في عين تموشنت في 9 ديسمبر 1960 ثم خرجوا في مظاهرات مؤيدة لديجول يوم 10 ديسمبر ومشروعه لفرض الأمر على الجزائريين. ودخلت جبهة التحرير الوطنى في حلبة الصراع بقوة شعبية هائلة رافعة شعارالجزائرمسلمة مستقلة ضد شعار ديجول وقد خرجت مظاهرات شعبية حاشدة «زي النهارده»في 11 ديسمبر 1960 بقيادة جبهة التحريرالوطنى لتعبر عن وحدة الوطن والتفاف الشعب حول الثورة، مطالبا بالاستقلال التام وخرجت مختلف الشرائح في تجمعات شعبية في الساحات العامة عبر المدن الجزائرية كلها وكانت الشعارات متحدة كلها حول رفع العلم الوطنى وجبهة التحريرالوطني والحكومة المؤقتة وتحيا الجزائر. وقامت السلطات الفرنسية بقمع هذه المظاهرات بوحشية مما أدى لسقوط العديد من الشهداء بعد أن حققت جبهة التحرير انتصارا ساسيا واضحا ردا على سياسة ديجول والمعمرين وألقى الرئيس فرحات عباس يوم 16 ديسمبر 1960 خطابا أشاد فيه ببسالة الشعب وتمسكه بالاستقلال الوطنى وإفشاله للسياسة الاستعمارية.