أعرب مركز مساواة للتدريب والاستشارات، السبت، عن انزعاجه وقلقه جراء ما تم تداوله في وسائل الإعلام من أخبار وتصريحات منسوبة إلى الشركة المنظمة لحفل الفنان عمرو دياب بأن المحجبات محظور حضورهن الحفل، المزمع قيامه بأحد فنادق القاهرة، يوم 25 ديسمبر الجاري، في إطار احتفالات أعياد عيد الميلاد. وقالت جانيت عبدالعليم، مدير المركز، في بيان لها: «لقد تناقلت وسائل إعلام محلية وإقليمية تصريحات نسبت لموظفات وموظفين للشركة المنظمة للحفل أن من شروط وقواعد الحضور عدم ارتداء الحجاب بالنسبة للإناث وأي غطاء للرأس بالنسبة للذكور». واعتبرت «عبدالعليم» أن تلك التصريحات تمييزية تجاه النساء والفتيات، وتنتهك الإعلانات الأممية والاتفاقات الدولية المنظمة لحقوق الإنسان، مضيفة أنه تم تعريف مصطلح التمييز ضد المرأة على أنه «أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس ويكون من آثاره أو أغراضه، توهين أو إحباط الاعتراف للمرأة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر، أو توهين أو إحباط تمتعها بهذه الحقوق أو ممارستها لها، بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل»، وفقًا لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي تم اعتمادها في 18 ديسمبر عام 1979. وتابعت: «هذا وقد عرف إعلان الأممالمتحدة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة في مادة رقم (1) على أن تعريف العنف ضد المرأة: أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة». وأكد المركز أن «قيم التمدن والحداثة لا تستقيم دون احترام اختيارات الجميع وحقوقهم دون أي مفاضلة أو مساواة، ولما كانت الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية هي المقصد للمهتمين بالمدافعة عن قيم ومبادئ حقوق الإنسان فوجب علينا دعم ومساندة اختيارات وقرارات الجميع دون أي تمييز أو تفرقه، حيث إن الحجاب لم يعد رمزًا دينًا فحسب، بل هناك سياقات اجتماعية وثقافية تتدخل وتشتبك في هذه القضية الجدلية فكثير من النسوة مجبرات على ارتدائه إرضاء للسلطة الأبوية، ومنهن أيضًا غير المجبرات عليه وعلى قناعة دينية به، ومنهن من يتعاملن معه على أنه زينه لهن، وأخريات كثر غير ذلك لهن تفسيرات ومنطق خاص بهن وجب علينا دعمهن ومساندتهن في جميع الأحوال دون التدخل أو توجيه لاختياراتهن ومساحتهن الشخصية والخاصة». ودعا المركز، المنظمون للحفل بالمراجعة الفورية لقواعد حضور الحفل احترامًا للحقوق والحريات الفردية، مطالبًا المطرب عمرو دياب بالتدخل الفوري لدى الشركة المنظمة لمنع هذه الإجراءات التمييزية والتأكيد على عدم تكرارها مستقبلاً حفاظًا على مشاعر الجماهير المحبة للفنان وتاريخه الفني الحافل.
