البيان الذي أصدره الدكتور محمد البرادعى قبيل الدعوات التحريضية للنزول في 11/11 يعبر يقينا عن شخصية هذا الرجل اللغز، وإن كنا غير متفاجئين بالتوقيت ولا بفحوى البيان , لكن أن يصر على لى الحقائق التي يعلمها الكثيرون ممن عاصروا تلك اللحظات العصيبة التي كانت تمر بها البلاد في 30/6 , 3/7 فتلك كارثة , فهو يتعمد تزييف الوعى الجماهيرى الذي لم يكن بعيدا عن الأحداث في ذلك الوقت , بل كنا جميعا نتابع ونشاهد ونترقب ما تحمله الأيام من مفاجآت ربما المخاطرة فيها أكبر كثيرا من الوصول إلى ما كنا نصبو إليه والخلاص من حكم جماعة الإخوان . مقالات متعلقة * ثلاجة السيسي * فيس بوك.. الفخ الاجتماعى * «منصب الرئيس» ردود الأفعال على البيان فضحت كذبه ونفاقه وكشفت أهدافه ونواياه الخبيثة، اصبح البرادعى مثيرا للاشمئزاز في كل مناسبة يرنو فيها بتغريداته المسمومة التي تقطر غلا وكراهية ومغالطات وكأنه يوجهها إلى شعب آخر في كوكب ثانى!! لم يعاصر الأحداث ولم يكن جزءا منها وشاهدا عليها ؟! أفهم أن يعبر البرادعى بتغريداته المواظب عليها في كل مناسبة عن آراءه ومواقفه السياسية المناهضة للنظام والمعارضة لسياساته , لكن أن يحاول الافتراء وتزييف الوعى والضحك على الذقون في مرحلة لا زالت غير بعيدة عن ذاكرة الأحداث ولم تطمس معالمها بعد وشهودها لا زالوا أحياء يرزقون فهذا الجنون عينه , ذكر البرادعى في بيانه تحت عنوان «حقيقة موقفه من 30 يونيو و3 يوليو مجموعة من الحقائق أو الأكاذيب إن جاز التعبير من وجهة نظره تدلل في مجملها على أنه تم خداعه في اجتماع القوات المسلحة مع كافة القوى السياسية حينما فوجئ باحتجاز الرئيس محمد مرسى دون علم مسبق للقوى الوطنية وأن خارطة الطريق تمت صياغتها على عجالة بنيت على افتراضات مختلفة بالكامل عن تطورات الأحداث , واعتبر البرادعى أنه بعد التوصل إلى تقدم ملموس نحو فض الاحتقان بأسلوب الحوار الذي استمر حتى 13 اغسطس أخذت الأمور منحى آخر بعد استخدام القوة لفض الاعتصامات وهو الأمر الذي اعترض عليه قطعيا لأن ذلك سيجعل البلاد تدخل في أتون الفوضى والعنف والانقسام !! بيان مؤسسو حركة تمرد (حسن شاهين ومحمد عبدالعزيز ومحمود بدر) فند أكاذيب البرادعى وتضليله لتزوير الحقيقة، فالبرادعى حضر اجتماع 3 يوليو وهو على علم مسبق بالتحفظ على مرسى بسبب البيان الذي القاه وحرض فيه جماعته على العنف وإثارة الفتن لدخول البلاد في نفق من الفوضى والشغب بما يهدد الأمن القومى , بل كان رأى البرادعى أنه لا يوجد حل سوى عزل مرسى وتنفيذ خارطة الطريق التي اتفقت عليها القوى السياسية من قبل , كما رفض اجراء استفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة وتمسك مثل باقى القوى السياسية بعزل مرسى الفورى رغم أن فكرة الاستفتاء على الانتخابات الرئاسية طرحها الفريق أول عبدالفتاح السيسى آنذاك في محاولة لحقن الدماء , بالاضافة إلى أن صياغة خرطة الطريق لم تتم في عجالة بل أخذت شهرا كاملا من النقاش بين كافة القوى السياسية والشبابية وتم الاتفاق على كل تفاصيلها بوجوده ومعرفته فضلا عن معرفته بوجود أسلحة في رابعة وأن عملية الفض حتما سيسقط فيها قتلى بل طلب من كاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى أن تركب معه طائرة عسكرية ليريها بنفسه أماكن تواجد الأسلحة , وحضر اجتماع مجلس الدفاع الذي اتخذ قرار فض اعتصام رابعة ولم يفاجئ بتبادل اطلاق النار ! كل هذا وغيره من التفاصيل إلى أوردها بيان البرادعى رد عليها الشهود على الحدث ببيانات مضادة فندت أكاذيبه، واصراره على التضليل الذي يصب في هدف واحد وسؤال واحد: لماذا يوضح البرادعى الآن موقفه من تفاصيل أحداث مر عليها أربع سنوات ؟! ورغم ذلك يتقمص دور الضحية والمخدوع والمضلل , وهو يعى تماما أن هناك شهود آخرين سيردوا على أكاذيبه وتضليله وسمومه التي يبثها من حين إلى آخر؟ هل يمنى نفسه بركوب موجة البطولة مع الدعوات المشبوهة للخروج والفوضى في 11 من الشهر الجارى؟ ورغم ذلك فإن هذا اليوم يلقى التجاهل وعدم الاهتمام من الناس بكافة أطيافهم مهما حاول المغرضون تأليب الرأى العام وإثارة الجماهير المشغولة بهمومها اليومية لمواجة موجة الغلاء المستعرة التي تحتاج إلى الحكمة والعقل لتجاوزها. للبرادعى سوابق في عدم نسيان ثأره وغله ممن اقتربوا منه أو اساءوا إليه، فقد كنت شاهدة على موقف حى حدث إبان الثورة وكنا حينها نصدر ملحق عنها تحت عنوان «شباب التحرير» في جريدة الاهرام وحاولت أنا شخصيا وزملاء آخرين أن نجرى معه حوار للملحق يتناول خبرته وعلمه واستقراء الأحداث في هذه الانتفاضة الشبابية الجماهيرية , لكنه كان يماطل ورغم ملاحقتى للمنسق الاعلامى لديه بشكل شبه يومى تقريبا غير أن الرد الذي كان يأتينى دوما بأن الدكتور مشغول وغير متفرغ!! حتى علمت بعدها أنه يرفض اجراء أي مقابلة مع الاهرام بسبب ما لحقه من أذى وما كانت تنشره عنه الأهرام في فترة حكم مبارك! لم ينس البرادعى للاهرام هذه السقطات ورفض تجاهلها في وقت كان الشعب يمور بغليان الانتقام والانقسام والتخبط , وكانت سياسة الأهرام واتجاهاتها آنذاك قد تغيرت واختلفت كغيرها من الصحف ووسائل الاعلام , فلم يكن هناك وقت لتصفية الحسابات الشخصية , ولا مجال للثأر في ظل ظروف الكل فيها مضار ومهدد في استقراره , حياته مرهونة بمستقبل وطن يتآمر عليه أطراف عديدة داخليا وخارجيا بما يجرى من أحداث ومفاجأت متلاحقة . اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة