مما يذكر للرئيس الصومالي الأسبق سياد بري، معارضته للمقاطعة العربية لمصر بعد كامب ديفيد، وفي ترتيب الرؤساء الذين تعاقبوا على الصومال بعد استقلالها الرئيس الثالث. ولد «بري» في 6 أكتوبر 1919، وقد بدأ حياته جنديا حتى وصل لرتبة جنرال وقائد للجيش، وقام بانقلاب عسكرى «زي النهاردة»في 21 أكتوبر 1969، ووصل على أثره إلى سدة الرئاسة بعد اغتيال الرئيس الشرعي للبلاد، وفشل البرلمانيون في اختيار رئيس جديد فقام برى بإقصاء البرلمانيين والأحزاب المتنازعة واستأثر هو بالرئاسة وظل رئيساً حتى 1991. وكان قد تبنى النظام الشيوعى الماركسى، وأصدر قرارات بحلّ الأحزاب السياسية المعارضة واتسم عهده بحكم الرجل الواحد، وواجه حركات التمرد في الصومال بالقبضة الحديدية للجيش وأجهضها وخاض حربا مع جارته إثيوبيا لاستعادة إقليم أوجادين ولكن انتصاراته تحولت إلى فشل بعد تدخل الاتحاد السوفيتى وكوبا واليمن الجنوبى. كما قمع الجماعات الإسلامية وأصدر قرارات الإعدام لمعارضيه، غير أن نظامه أنجز مشاريع مهمة مثل إنشاء شبكة بنوك وأسواق تجارية في المدن الرئيسية وإقامة الصناعات الأساسية. وفي عهده انضمت الصومال لمنظمة المؤتمر الإسلامي في 1970 وللجامعة العربية في 1974 وربط المدن الرئيسية بشبكة طرق وأنشأ المدارس والمراكز الطبية والاتصالات إلى أن انهار نظامه في 26 يناير 1991 إثر تمرد قبلي، غادر إلى نيجيريا وتوفي في 2 يناير 1995.