إنه عمر عثمان السيد.. الطفل البالغ من العمر خمسة عشر عاماً، وحصل على اثنين بكالوريوس من كليات العلوم (جامعة القاهرة، الجامعة الأمريكية) قسم الرياضيات! فى حوار جميل مع المذيعة الجميلة ريم على قناة «ON-T.V» قال: الفراعنة كانوا شطَّار قوى فى الرياضة، نعم ياعمر.. أيها المصرى العبقرى الذى يحمل جينات أجداده العظماء، فقد جمع أربعة من علماء الرياضيات، وهم: أرشيبالد، تشيز، مانج، بل BELL، 36 وثيقة أصلية من البرديات فى المدة من 3500 ق.م إلى 1500 ق.م خاصة بالرياضيات فى مصر الفرعونية! عرفت مصر القديمة النظام العشرى، أما البابليون فكان نظامهم الرياضى يقوم على العدد 6، كما عرفوا الجمع، الطرح، الضرب، والقسمة، كما وصل المصريون إلى علم الجبر (بردية رايند RAYEND)، وقد أخذ عنها الخوارزمى بعد ذلك، كما عرفوا مساحة المثلث وقالوا إنها نصف مساحة المستطيل المشترك معه فى القاعدة والارتفاع، أما فيثاغورث فقد عاش فى مصر 22 سنة، وأخذ الكثير منها، وكلنا يعرف نظرية المربع القائم على الوتر فى المثلث قائم الزاوية، كانت معروفة عند كل عامل بناء (الحبل ذى ال12 عقدة). كذلك عرفوا كيف يأتون بمساحة الدائرة (8/9 مساحة المربع المقام على قطر هذه الدائرة)! كما عرفوا النسبة التقريبية التى لا تخلو معادلة لأينشتين، أو ماكس بلان، أو كبلر، أو ديرك منها! هذه الPI أو النسبة التقريبية عرفتها مصر عام 3000 ق.م! أما الميكانيكا فقد عرفتها مصر قبل أرشميدس بألفى سنة! دليلى على ذلك.. الهرم الأكبر! كتلة حجر حجمها 6 أمتار مكعبة، ووزنها 15 طناً، تحتاج إلى 300 عامل قوى لرفعها على أساس كل عامل يحمل 50 كيلوجراماً! والسؤال هو: كيف يجتمع 300 عامل حول 6 أمتار مكعبة لرفعها؟! الجواب هو: الروافع أى الميكانيكا!! إن جون تاليور TAYLOR عالم المصريات البريطانى المعاصر.. كان له كتاب عن رياضيات الهرم الأكبر، منها أن القامة الفلكية وهى ارتفاع الهرم، لو ضربنا ارتفاع الهرم x مائة مليون، تكون هى المسافة بين الأرض والشمس! بل إن محور الهرم فى اتجاه القطب المغناطيسى، كما أن وزن الأرض 100 مليون مرة وزن الهرم! إن دقة الرياضيات تتبدى فى زوايا القاعدة للهرم التى لا تختلف إلا فى 0.07٪، كما أن كل ضلع 227 متراً لا يختلف إلا بنسبة 0.044٪! اهتم أجدادنا يا عمر بالرياضيات لأسباب كثيرة.. منها مقياس النيل للفيضان، الزراعة.. للمساحات وتقسيم الأرض، البيع والشراء (الميزان، المكيال)، الزمن (تقسيم السنين، الشهور، الأيام، الساعات، الدقائق، الثوانى، الثوالث)! الطب والعلاج (وزن العقاقير بالأرقام)، الفلك.. إلخ. جاء أفلاطون وعاش فى مصر 13 سنة.. وقال: جعل المصريون من علم الحساب وسيلة للتسلية والمتعة! كما أشاد بإتقانهم رياضيات الحجوم.. لمعرفة أوزان المسلات! أما W.G.BERRY فهو.. يقول: كان الفراعنة سادة فى كل شىء! حتى أرشميدس.. لم يقل أڤاريكا أڤاريكا! أى وجدتها وجدتها، بل قال: ثيميسيكا.. ثيميسيكا! أى تذكرتها.. تذكرتها! أما سولون الذى جاء إلى مصر لدراسة القانون، فقد قال له أحد الكهنة: نحن علمنا أفلاطون الفلسفة.. أنتم أيها اليونانيون أطفال بالنسبة لنا! إن مصر يا عمر حضارة متصلة تفصل بينها فترات نوم! يعتقد الكل أن مصر قد انتهت، ولكن سرعان ما يتبدد الظلام، وتبدأ صحوة جديدة تعطى للعالم رحيقاً حضارياً متجدداً. مصر علمت العالم يا عمر.. علمته الأخلاق، الدين (إدريس أول رسول) الخضر، لقمان (حكماء)، الصوفية (أفلوطين، وليس أفلاطون)، الطب والعلوم، القانون، أول قانون لحقوق الإنسان (حورمحب)، الموسيقى (السلم السباعى)، الرسم، النحت، التصوير، وسائر الفنون، ومازال العالم يدرس حرب 73 وخط بارليف، وثورة 25 يناير بكل ما فيها من حضارة ورقى.. فلا عجب أن يقول شامبليون: يتداعى الخيال ويسقط بلا حراك تحت أقدام الحضارة المصرية القديمة! كما يقول أمير الشعراء: وبنينا فلم نخل لبانٍ.. وعلونا فلم يجزنا علاء قل لبانٍ بنى فشاد فغالى.. لم يجز مصر فى الزمان بناء [email protected]