اتهم السفير العراقي لدى بلجيكا جواد الشليحاوي بعض الأنظمة العربية باستخدام ساحة العراق لتصفية حساباتها مع كل من إيرانوتركيا. وقال الشليحاوي، في تصريحات لمجموعة من الصحفيين الدوليين المشاركين في جولة صحفية ينظمها حلف الناتو، إن «عدد من الدول العربية يرفض التعاون مع العراق لأسباب استراتيجية»، مضيفا :«العرق دولة غنية، وهو البلد الوحيد في المنطقة العربية الذي يمتلك الموارد البشرية والطبيعية المتمثلة في البترول، على عكس دولة مثل مصر التي تمتلك موارد بشرية ولا تمتلك موارد طبيعية، ودولة مثل السعودية التي تمتلك موارد طبيعية فقط». وانتقد السفير العراقي محاولة تصوير المشهد في العراق على أنه مشهد طائفي، والقول بأن الوضع في البلاد غير مستقر، وقال: «ما يقال عربيا في الإعلام وعلى المستوى الرسمي عن حالة عدم الاستقرار، ومحاولة نقل صورة سوداوية عن الوضع في العراق، أمر مبالغ فيه»، مؤكدا :«نحن لدينا استقرار سياسي بدليل بقاء استقرار حكوماتنا، لكن المشكلة أن العالم العربي غير معتاد على الديمقراطية التي يشهدها العراق». وأعلن السفير العراقي عن البلاد تستعد حاليا لتحرير الموصل من أيدي تنظيم داعش الإرهابي قبل نهاية العام، وقال: «هناك تنسيق حاليا بين جميع الجهات لتحرير الموصل، وسيشارك الجميع في العملية العسكرية، الجيش العراقي والشرطة والبشمرجة والحشد الشعبي والحشد العشائري». وأشار إلى تخوف بعض الجهات العربية والإقليمية من مشاركة الحشد الشعبي، وقال: «هؤلاء ينظرون للأمور نظرة طائفية، ولا يمكننا منع فئة من المشاركة في تحرير البلاد». وأضاف: «المشكلة ليست طائفية بل هي صراع على السلطة»، مدللا على ذلك بالمخاوف من تقسيم الموصل بعد التحرير إلى محافظات على أسس طائفية، مؤكدا:«هذا لن يحدث، وستبقى الموصل مدينة عراقية يحكمها مجلس محلي يضم كل الطوائف». وشدد السفير العراقي أن «بلاده ستعود، لكنها لن تكون كما كانت في السابق، لكنها ستبقى دولة موحدة فيدرالية». وأكد السفير العراقي أن أكبر تحدي يواجه العالم الآن هو الإرهاب، مشيرا إلى أن الحل العسكري في سوريا ليس كافيا ولا بد من حل سياسي، وقال :«العالم أضاع خمس سنوات في حل الأزمة في سوريا عسكريا، بين جماعات مسلحة وعسكرية ومعارضة معتدلة، وسيضيع سنوات أخرى في الفصل بينها»، مضيفا:«لا يوجد في القانون الدولي معارضة معتدلة مسلحة، مشيرا إلى ما اعتبره»ازدواجية المعايير في الغرب بوصف ما يحدث في المنطقة باعتباره معارضة معتدلة، وما يحدث عندها بأنه إرهاب«. وشدد على ضرورة مكافحة الفكر المتطرف، وقال :«للأسف ليس هناك جهود دولية في هذا المجال، رغم أن هناك 500 شخص من بلجيكا ومثلهم من فرنسا منضمين لداعش»، وقال :«كلما خسر داعش أرضا في الشرق الأوسط، عمل على القيام بتفجير إرهابي في أوروبا». وقال السفير العراقي إن بلاده حريصة على علاقات استراتيحية ممتازة مع جميع دول الجوار، بما في ذلك إيران، رافضا الاتهامات الموجهة للعراق بأنه خاضع للسيطرة الإيرانية، وواصفا العلاقات مع تركيا بأنها «جيدة رغم المناكفات»، ومؤكدا :«تعلمنا من دروس الماضي أن نتعامل مع الجميع، وانه ليست هناك خطوط حمراء في التعامل مع دول العالم، خاصة في ظل الحرب على الإرهاب»، مشيرا إلى أن العراق يتعاون مع روسيا والولايات المتحدة في نفس الوقت ويأخذ أسلحة من الجميع بما في ذلك مصر. وأضاف أن «العراق دولة مهمة بالنسبة لحلف الناتو نظرا لأنها مرتكز أساسي في علاقات الحلف بدول الجنوب كما أن موقعها الجغرافي مميز حيث تقع بين دولة»ولاية الفقيه«، ودولة ولاية ولي الأمر»، في إشارة إلى إيران والسعودية على التوالي.
