قالت الدكتورة مايسة شوقي، نائب وزير الصحة والسكان، الأحد، إن الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية 2015 – 2030 التي ينفذها المجلس القومي للسكان تسعى لدمج الأبعاد السكانية في خطط التنمية للدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لكافة المواطنين دون تمييز. وأضافت «شوقي»، في كلمتها بالمؤتمر العلمي، الذي نظمه المجلس القومي للسكان، الأحد، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات العامة والمحافظين والخبراء في مجال العمل السكاني التنموي، أن الشأن السكاني يحتل مكانة مهمة على أجندة القيادة السياسية لأنها شريك أساسي في عملية التنمية التي ينشدها المصريون. وأوضحت أن الاستراتيجية السكانية تهدف لتحقيق نمو سكاني متوازن مع معدلات التنمية الاقتصادية، وترتكز على مجموعة من المؤشرات السكانية والتنموية المركبة التي توضح المناطق ذات الأولويات والأكثر احتياجًا للتنمية على مستوى الجمهورية. وأضافت نائب الوزير أن المجلس أعد دورًا واضحًا لكل وزارة في الاستراتيجية القومية للسكان وسيتم عرضه على الوزراء المعنيين في اجتماع المجلس القومي للسكان قريبًا. وأشارت إلى أن المجلس أطلق عددًا من المبادرات الداعمة للاستراتيجية السكانية لتعزيز دور المجلس في مجال التوعية والتعبئة المجتمعية تعتمد على الاتصال المباشر بالجمهور المستهدف مثل مبادرة الرائد الجامعي التي تستثمر طاقات الشباب من طلبة كليات الطب والتمريض في توصيل رسائل لأقرانهم ومجتمعاتهم في مجال الصحة الإنجابية والتغذية في كافة المراحل العمرية إضافة إلى الوقاية والعلاج من الأمراض المعدية وغير المعدية، وذلك بعد تدريب الطلبة على المساهمة الفعالة في تنمية مجتمعاتهم، فضلاً عن تدريب المدرسين اللاصفيين من أجل المشاركة في التوعية والتعبئة المجتمعية بأهم الرسائل السكانية، بجانب برنامج «مجتمعنا مصري» الذي يهدف إلى نشر الرسائل السكانية والتنموية للارتقاء بالخصائص السكانية، وذلك من خلال إعداد القيادات الطبيعية بالمجتمعات المستهدفة للقيام بهذا الدور. ولفتت «شوقي» إلى الخطة القومية لرفع الوعي الصحي المجتمعي القائمة على الأبحاث الإحصائية الجديدة والتي ستطرح في صورة حملة إعلامية موسعة لرفع الوعي الصحي والسكاني للمواطنين من خلال برامج الإذاعة والتليفزيون وتستمر الحملة على مدار 52 أسبوعًا بمختلف القنوات الإعلامية، إلى جانب إنتاج مسلسل يذاع لمدة عام على الأقل، كما سيتم تشكيل فريق من المتخصصين في مختلف قضايا السكان والتنمية باسم سفراء الحوار للظهور في وسائل الإعلام وتوجيه رسائل مبسطة إلى الجمهور المستهدف. وذكرت أن المجلس قام بإعداد أطلس سكاني يتضمن خرائط لجميع محافظات الجمهورية تعكس الأولويات التي تم تحديدها وفقًا للمؤشرات المركبة التي تعتبر حجر الأساس للمرصد السكاني الجاري إنشائه في المجلس، والذي سيتم من خلاله متابعة وتقييم تنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان بالتنسيق مع كافة الجهات الشريكة. وشددت على أهمية دور الإعلام في توعية المواطنين بأهمية ضبط النمو السكاني، وتحقيق التوازن المطلوب بين الزيادة السكانية والموارد المتاحة للدولة لتحقيق التنمية المستدامة. ومن جانبه، قال الدكتور طارق توفيق، مقرر للمجلس القومي للسكان، في كلمته بالمؤتمر، إن المجلس يبحث إجراء الأبحاث العلمية الخاصة بالتزايد السكاني والمساعدة في تقديم الخدمة الصحية، ووضع أولويات لحل المشكلة السكانية، وقد تم إنشاء مرصد سكاني ليتم التركيز على قاعدة بيانات لها محاور أساسية وثانوية للمساعدة في تحديد المشاكل المتعلقة بالقضية السكانية ومواجهتها. وأضاف أن هناك ارتباطا بين زيادة المواليد وتعليم المرأة فكلما زادت نسبة تعليم الإناث كلما قلت معدلات الإنجاب الكلي وقلت أعداد المواليد بشكل عام، مشيرة إلى أن 2005 هو العام الذهبي لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة، وأن سكان مصر زادوا منذ عام 1996 وحتى الآن 30 مليون مواطن. وأكد مقرر المجلس أن هناك مقترحات في إطار الاستراتيجية القومية للسكان منها تفعيل سياسة الغرامة المالية على أولياء أمور الأطفال الذين لم يلتحقوا بالتعليم الإلزامي حتى نهاية المرحلة الإعدادية، وزيادة سنوات التعليم الفني ل5 سنوات، والاهتمام بالبنية التحتية للحد من وفيات الأطفال، وتوفير أماكن لإنشاء عيادات جديدة لتنظيم الأسرة.
