خلال اجتماعه برئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير الكهرباء محمد شاكر، طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يوليو الماضى باستمرار الحملات الموجهة لحث المواطنين على ترشيد استهلاك الكهرباء، أملاً فى خفض تكلفة الاستهلاك بقدر يُحقق ضمانة عدم انقطاع التيار الكهربى، فضلا عن الآثار البيئية الإيجابية لترشيد الاستهلاك بوجه عام، جاءت تلك التصريحات قبل نهاية شهر رمضان الذى احتل «ترشيد الاستهلاك» مكانة مُرتفعة بين الرسائل الإعلامية الموجهة تليفزيونيًا. برعاية الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، إحدى شركات قطاع البترول المصرى أُكملت مسيرة التفنيد الاجتماعى لسلوكيات استخدام الطاقة فى المُجتمع المصرى، عُرضت مقاطع إعلانية بشعار «وفر لنفسك» خلال الموسم الرمضانى، انتمت للمُبادرة المصرية لترشيد استهلاك الوقود، والتى أخذت على عاتقها هدف حث الجمهور على ترشيد استهلاك موارد الطاقة، مع الدفع بكبسولة معرفية توضع الآثار المُترتبة على الإسراف فى الاستهلاك على المشهد الاقتصادى اليومى للمواطن بشكل عام. قال المُمثل بيومى إنها فؤاد عن الحملة التى شارك فى تقديمها حظيت بمردود جيد فى الشارع لمسه بشكل شخصى خلال تعاملاته، حيث أصبح شعار الحملة «وفر لنفسك» مصطلحا يوميا يستخدمه المواطنون أسوة بالمقطع التوعوى سواء فيما يتعلق بترشيد الاستهلاك الكهربى أو أى من التعاملات اليومية الأخرى. وأوضح «فؤاد» ل«المصرى اليوم» أن الحملة حققت أهدافها من خلال اللغة البسيطة والأداء السلس الناتج عن عدد من جلسات العمل والتحضيرات المُكثفة التى اعتمدت بشكل رئيسى على شخصية محبوبة تستطيع الوصول للمواطن والتأثير على سلوكياته. لم تكن «وفر لنفسك» المُحاولة الأولى فى مجال حث الجمهور على تبديل سلوكياته فيما يتعلق باستهلاك الطاقة، ففى يوليو من عام 2014 تصدرت شخصيات رسوم مُتحركة أغنية فكاهية تشكو وتستشيط خلالها بعض الأسلاك الكهربية غضبًا إثر تركها فى المصدر الكهربى دون استخدام، فيما تزداد قراءة العداد الكهربائى الكلاسيكى المُصاحب بشكل فورى فى خلفية المشهد، لتصدح الجُملة الموسيقية بالأجواء: «قامت الدنيا وكل دا ليه؟! ساب الكُبس سعادة البيه.. بالمعقول هتظبط نفسك بالمعقول كهرباء يا ناس». ففى الإطار العائلى ذاك تم تصدير المُبادرة المصرية للحفاظ على الطاقة (بالمعقول) للجمهور المصرى، وبحسب الموقع الرسمى لوزارة الكهرباء والطاقة المُتجددة أحد الرُعاة الرسميين للمُبادرة بمُشاركة وزارتى البترول وشؤون البيئة وعدد من الشركات الخاصة العاملة فى قطاع الطاقة، استهدفت الحملة آنذاك رفع الوعى باالحفاظ على الطاقة بين المواطنين وتحويل أساليب ترشيد الاستهلاك لسلوك يومى مُعتاد يقوم به الأفراد، تُفيد الصفحة الخاصة بالحملة على الموقع: «نتمنى أن تتواصل أنشطة تلك المُبادرة لأطول فترة زمنية مُمكنة، حتى تصل لكل فرد فى مصر»، على ذلك لا يتخطى عدد المُشتركين على قناة المُبادرة موقع YouTube حاجز 583 فردا، فيما أغلقت صفحتها على موقع Facebook بعد حين من الانطلاق. استخدمت «بالمعقول» ورُغم خفوت شُعلتها قبل انتهاء أزمة الطاقة فى مصر بغير رجعة عدد من الاستمالات والحُجج المختلفة، لحث المُشاهد على ترشيد الاستهلاك لمواجهة أزمة الطاقة وتخفيف الأحمال، ففى مقطع بعنوان توعوى بعنوان «الكنبة» انتقدت الحملة ترك «التليفزيون» وأجهزة الترفيه فى حالة عمل دائمة حتى مع ترك الغرفة أو توقف الاستخدام، ألقت كذلك بأسهم الانتقاد على أحد تقاليد الأسر المصرية «مصباح الونس» حيث تُبقى بعض الأسر مصباحا خافتا مُضاء بعد خلود أفرادها للنوم لكسر حدة الظلام. من وجهة نظره، يرى الكاتب الصحفى أحمد سمير، أن الموروث الثقافى المصرى يشجع على ترشيد الاستهلاك بوجه عام، حيث يحرص الآباء على غلق الأضواء فى المنزل بطريقة تلقائية بين الساعة والأخرى، فيما يُعتبر طقسا سبق حملات ترشيد الاستهلاك المُنتشرة فى الآونة الأخيرة.
