كان هذا هو العشاء الأخير بين الابن الطموح الحالم ووالده الغائب في العالم الآخر ليسأل الابن أباه السؤال المهم قبل أن يدرس الفن في روما ويبدأ رحلته مع الغرب وتحدياته لصنع مستقبله: «بابا.. أين روما؟».. وتحول السؤال إلى لغة مسرحية في صورة مونودراما مستوحاة من قصة حقيقية لشاب حصل على منحة لدراسة الفن في روما، وراوده الحلم منذ الصغر، ونجحت مجموعة العمل في صياغة الفكرة الفلسفية من خلال نسيج درامى رسمه شادي ناجي، وجسده إسلام سعيد في الفضاء المفتوح، وشكل السينوغرافيا رضا صلاح، وترجمه للإيطالية «كارمنيه كارنتيه»، وأشرف على الترجمة الدكتورة نجلاء والي، ثم وضع له الرؤية الإخراجية المخرج الصاعد أحمد فؤاد، ليرى العرض المسرحي النور في إطار افتتاح الموسم الثقافي للأكاديمية المصرية للفنون بروما لعام 2016- 2017. و«فؤاد» مُخرج مسرحي مصري، ومؤسس فرقة صوفي للفنون الأدائية، وأحد الدفعة الثالثة «إخراج» بمركز الإبداع الفني المصري تحت قيادة المخرج الكبير خالد جلال، فضلا عن حصوله على جائزة الدولة للإبداع الفني، وهي عبارة عن منحة لمدة 6 أشهر بالأكاديمية المصرية للفنون بروما، برئاسة الدكتورة جيهان زكي؛ وذلك للاطلاع على مستجدات الفنون بإيطاليا، والتواصل مع فناني المسرح حول العالم. ووصف فؤاد عرضه الأخير بأنه «تجربة جديدة ومختلفة تماما، كونها أول مسرحية كمونودراما، وأول عرض له في مكان مفتوح وليس مسرحًا، فكان التحدي هو تحويله إلى فضاء مسرحي يستوعب العرض». وأضاف فؤاد: «جاءت أولى خطوات التعاون بالعرض المسرحي (في حضرة الوحوش) بالتعاون مع جامعة جون كابوت والمسرح الإنجليزي بروما وهو مشروع لثلاث مخرجات من الولاياتالمتحدة تم التعاون معهن لإخراج العرض وتقديمه بمدينتي بومارزو ومدينه روما». أما عن عرض «بابا أين روما؟» ف«يعتبر العرض تجربة جديدة ومختلفة تمامًا بالنسبة لي، فهو العرض الأول بعد قضاء 3 أشهر بالعاصمة الإيطالية روما والاطلاع على الكثير من الأشكال المسرحية المختلفة والتي أدت إلى اتساع مجال الرؤية المسرحية لي».
