أكد عضو البرلمان الإسرائيلى (الكنيست) عن الوسط العربى، الدكتور باسل غطاس، إن مصر كدولة مركزية في الشرق الأوسط يتحتم عليها القيام بدور أكبر من مجرد إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال «غطاس» ل«المصرى اليوم»، عقب إلقائه محاضرة بجامعة أوتاوا الكندية عن الحالة الديمقراطية في إسرائيل وتأثيرها على حقوق الإنسان في فلسطين والحصار الإسرائيلى لغزة: «تابعت زيارة سامح شكرى، وزير الخارجية المصرى، إلى إسرائيل، لكن الدور المصرى المرتقب لا بد أن يكون أكثر من مبادرة لإحياء العملية السلمية التي لم تؤد إلى نتائج حقيقية وجوهرية حتى الآن». وأضاف: «نأمل من مصر، كدولة رائدة ولها تاريخ طويل في دعم الحق الفلسطينى والوقوف بجانب الشعب الفلسطينى، أن تعود لأخذ دور حقيقى في إجبار إسرائيل على الالتزام الدولى والانسحاب من الأراضى الفلسطينيةالمحتلة حتى 4 يونيو 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وحول ما يقال بأن زيارة أقباط مصر للقدس والأماكن المقدسة فيها يصب في خانة التطبيع مع إسرائيل، قال باسل غطاس إن «الكنيسة القبطية لها دور وطنى عبر التاريخ في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، وأترك زيارة أقباط مصر إلى القدس للكنيسة القبطية، لكننى أرى أن مثل هذه الزيارات تأتى لصالح إسرائيل، ومن جانبى أُفضل المقاطعة». باسل غطاس، عضو الكنيست عن القائمة العربية ورفض عضو تحالف القائمة المشتركة، التي تضم أربعة أحزاب عربية في إسرائيل، استمرار عملية السلام على أساس اتفاق أوسلو، الذي أعتبره كارثيا على القضية الفلسطينية، «ولم يحقق نتائج مرضية على الأرض طوال ما يزيد على 20 عاما». وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لا يريد السلام، وقال: «لو كان صادقا في ذلك لأوقف بناء المستوطنات، لكنه يكذب في حل الدولتين الغامض، لأنه في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية يقوم الاحتلال كل يوم ببناء مستوطنات جديدة على أراض فلسطينية وكل يوم يهاجم المسجد الأقصى»، مشيرا إلى أن الحل واضح وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وقال غطاس: «أبلغت نتنياهو، وجها لوجه، أن المجتمع الدولى سوف يجبر إسرائيل على حل القضية الفسلطينية، وسيفرض عقوبات اقتصادية عليها مثلما حدث مع إيران في مشروعها النووى، حيث خلق المجتمع الدولى ميكانيكية خاصة للتعامل مع طموحات إيران النووية، وكما حدث مع جنوب أفريقيا بسبب التفرقة العنصرية، والأمر نفسه قد يتكرر مع إسرائيل». ونفى عضو الكنيست الإسرائيلى أن تكون إسرائيل دولة ديمقراطية، مؤكدا أنها لن تكون كذلك طالما بقيت دولة احتلال، وتساءل: «كيف لدولة في العالم أن تصف نفسها بأنها دولة ديمقراطية وهى تمارس التفرقة العنصرية بين مواطنيها؟ وكيف تصف نفسها بأنها دولة ديمقراطية والبرلمان فيها يمكنه عزل أي عضو منتخب من الجمهور في ساعات لمجرد أنه أخذ موقفا مناهضا لسياساتها وعارض ممارساتها الوحشية، كما حدث مع عضو الكنيست عن الوسط العربى حنين الزعبى، التي تم طردها من الكنيست بعد أن طالب نتنياهو الكنيست بإقصائها بسبب مشاركتها مع المتضامنين لكسر الحصار عن غزة عام 2010 واتهامها الجنود الإسرائيليين الذين هاجموا السفينة بأنهم قتلة؟». باسل غطاس، عضو الكنيست عن القائمة العربية وكشف الدكتور باسل غطاس أن الحكومة الإسرائيلية خصصت 200 مليون شيكل (ما يعادل 53 مليون دولار تقريبا) من ميزانيتها هذا العام لتجميل صورتها بالخارج من خلال حملة علاقات عامة، وأرجع ذلك إلى قلق إسرائيل من التحرك الدولى النشط، خاصة منظمات المجتمع المدنى وحقوق الإنسان الدولية التي تناهض بشدة ممارسات إسرائيل الوحشية في الأراضى الفلسطينيةالمحتلة. وفيما يتعلق بزيارته للعاصمة الكندية أوتاوا للترويج لحملة ائتلاف أسطول الحرية، والتى من المقرر أن يبحر عدد من نشطائها، وجميعهم من السيدات، عبر سفينة قادمة من برشلونة إلى غزة في 14 سبتمبر المقبل لرفع الحصار عن غزة، قال غطاس: «أعول كثيرا على الكنديين لكى يقودوا أسطول الحرية الذي يضم نشطاء من مختلف أنحاء العالم، وهم أبطال لأنهم يعرّضون حياتهم للخطر، ولا يكفيهم أن يقولوا بعض كلمات عن العدالة وحقوق الإنسان وعن القهر الذي تمارسه إسرائيل ضد أهالينا في غزة». وأوضح أن هذه الرحلة لن تقدم طعاما أو مساعدات طبية لأهل غزة، لكنها سوف تلقى الضوء على الاحتلال الإسرائيلى ومعاناة الشعب الفلسطينى في غزة وإظهار التضامن معه وإعطاء رسالة أمل لهم. وأكد أن فك الحصار عن غزة ليس مهما فقط لغزة ولكن من أجل القضية الفلسطينية التي لم تعد في صدارة اهتمام المجتمع الدولى، خاصة دول أوروبا، حيث أصبحت الآن قضية الإرهاب هي القضية الأولى على الساحة الإقليمية والدولية.
