احتفلت كوبا، السبت، بعيد الميلاد ال90 لزعيمها السابق فيدل كاسترو، بعدما دخل التاريخ من أوسع أبوابه كقائد للثورة الكوبية، حتى تنازل عن السلطة، لشقيقه راؤول قبل 10 سنوات، فى ظل تقارب تاريخى بين كوباوالولاياتالمتحدة، بعد عداوتهما خلال الحرب الباردة. وشهدت كوبا استعدادات مكثفة لتكريم قائد ثورة 1959، الذى أقام دولة شيوعية فى خاصرة الولاياتالمتحدة، وبدأت الاحتفالات بحفلات ومعارض وتعليق صور كاسترو، احتفالا بواحد من أكثر القادة تأثيرا وإثارة للجدل فى القرن العشرين، وغنى الكوبيون أغنية «عيد ميلاد سعيد» فى كافة الفعاليات، واحتفل الآلاف على النغمات اللاتينية فى هافانا، وانتشرت قوارب ملونة تحمل راقصين وفرق موسيقى الصالصا، وأهدى المواطن الكوبى خوسيه كايرو أطول سيجار فى العالم لزعيم البلاد، وقال إنه عمل عليه 12 ساعة لمدة 10 أيام. كاسترو يحتفل بعيد ميلاده وبجواره شقيقه راؤول ورئيس فنزويلا وظهر كاسترو فى حفل عشاء بجوار شقيقه أقامته جمعية لمسرح الأطفال فى قاعة كارل ماركس، وكتب الزعيم التاريخى مقالا بعنوان «عيد الميلاد» انتقد فيه واشنطن التى حاولات مرارا وتكرارا اغتياله عندما كان يقود كوبا، وقال: «كدت أضحك من الخطط الماكرة للرؤساء الأمريكيين»، بينما تقول الاستخبارات الكوبية إنه استهدف ب634 مؤامرة بين عامى 1958، 2000. وقالت شبكة «سى.إن.إن»، إن كاسترو اشتهر بأنه شخص «يغش» الموت، بعد نجاته من كل تلك المحاولات. وفى شبابه، أعلنت صحافة كوبا وفاته مرتين، ونقلت عنه قوله: «لو كانت النجاة من محاولات الاغتيال حدثا أوليمبيا، لكنت فزت بالميدالية الذهبية». وهنأ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الزعيم الكوبى، وحضر الاحتفالات الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، وأشاد رئيس نيكاراجوا دانيل أورتيجا بكاسترو ووصفه بأنه «أخ أكبر كافح طوال حياته من أجل السلام والعدالة»، وهنأ الرئيس البوليفى إيفو موراليس، كاسترو، وقال «إن الثورة الكوبية هى الثورة الأم فى أمريكا اللاتينية». ولا يزال كاسترو «المتمرد الأبدى»، حاضرا بقوة فى الجزيرة الشيوعية، فهو مؤسس نظام الحزب الواحد الاشتراكى، ووفر التعليم والطب مجانا لملايين الكوبيين الفقراء، فيما لم ينس منتقدو الزعيم «الكومندانتي»، القمع خلال حكمه بقبضة حديدية. وشهدت كوبا تطبيعا فى العلاقات مع أمريكا عدوتها اللدود خلال الحرب الباردة، فرضت واشنطن خلالها حظرا تجاريا، ودعمت غزوا فاشلا من قبل المسلحين المنفيين فى خليج الخنازير عام 1961، إلى أن تحالف كاسترو مع الاتحاد السوفيتى مرورا بخطر اندلاع حرب نووية خلال أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.