أعلن الاتحاد الإنجليزي، أمس الجمعة، تعيين المدرب الإنجليزي المخضرم سام ألارديس لقيادة منتخب إنجلترا، خلفًا للمدرب روي هودجسون، الذي رحل عن تدريب الفريق مباشرة بعد الإقصاء المخيب في بطولة يورو 2016. تعيين سام ألارديس لم يكن الاختيار المنتظر للعديد من المتابعين والمحللين، لكن الجميع اتفق على أنه الخيار «الإنجليزي» الأفضل للمنتخب. ألارديس درب خلال مشواره التدريبي 8 فرق، 5 منها بالبريمييرليج، وهو واحد من 3 مدربين فقط الذين سبق لهم أن درّبوا 5 فرق مختلفة في بطولة الدوري الإنجليزي، منذ بداية العمل بنظامه الحالي من موسم 1992/1993. أشهر فتراته كمدرب جاءت مع ناديه الذي أمضى فيه أيضًا أغلب فتراته كلاعب، وهو بولتون واندررز، وخلالها خاض ألارديس مع النادي 226 مباراة بالدوري الإنجليزي، محققًا 80 فوزًا بنسبة 35%، وهي النسبة الأعلى له كمدرب في الانتصارات خلال مشواره التدريبي مع أحد فرق البريمييرليج، حيث قام بتدريب نيوكاسل وبلاكبيرن وويستهام يونايتد وسندرلاند. قلب الدفاع القوي السابق والملقب ب«بيج سام»، لمع اسمه بشكل كبير كمدرب مع نادي بولتون، ليس على صعيد الأداء في البريمييرليج فقط، بل تألق النادي في بطولات الكأس المحلية، وكان قريبًا في أكثر من مناسبة لحصد لقب لم يسبق له الحدوث في تاريخ النادي الصغير، وكان أقربها في عام 2004، عندما وصل الفريق لنهائي بطولة كأس الرابطة، وتواجه آنذاك مع فريق ميدلسبره، الذي كان يدربه ستيف مكلارين، وانتهت المباراة بهزيمة بولتون بنتيجة 2-1، وكانت المباراة أيضًا بمثابة النهائي بين المدربين على من يستحق منصب مدرب المنتخب الإنجليزي، والذي كان يدربه وقتها السويدي سفين جوران إريكسون. في عام 2006، وبعد الخروج من كأس العالم، قرر الاتحاد الإنجليزي اختيار المدرب مكلارين على حساب ألارديس لتدريب المنتخب الأول، لكن فترته لم تطُل بعد الفشل في التأهل ليورو 2008، واختار الاتحاد الإنجليزي وقتها المدرب فابيو كابيلو، الذي كان متاحًا بعد رحيله من ريال مدريد وتحقيقه لبطولة الدوري الإسباني مع الملكي. ألارديس عاد مرة أخرى لقائمة الترشيحات بعد رحيل كابيلو قبل انطلاقة بطولة يورو 2012، لكنه رفض فرصة الترشح، وآثر الاستمرار مع فريقه وقتها في الدرجة الأولى «تشامبيونشيب» ويستهام، بل ورشح ودعم المدرب هاري ريدناب لتولي قيادة المنتخب الإنجليزي، لكن في النهاية تولى روي هودجسون تدريب المنتخب. أسلوب لعب ألارديس خلال فترته التدريبية في البريمييرليج لم يكن محببًا للخصوم، فاشتهر المدرب مع جميع الفرق التي دربها ونجح معها، بأسلوب اللعب الخشن والقوي، ولعب الكرات العالية والطويلة، واستغلال الضربات الثابتة. هذا الأسلوب نال سخط العديد من المدربين الكبار مثل أرسين فيجر ورفائيل بينيتز وجوزيه مورينيو، الأخير الذي وصف طريقة لعبه بعد مباراة تشيلسي وويستهام يونايتد ب«كرة قدم من القرن ال19». لكن كل ذلك لم ينفِ قط قدرات ألارديس على التعامل مع مباريات وأجواء البريمييرليج، فاشتهر بقدراته على الاستمرار في المسابقة وتفادي الهبوط، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح في الموسم الماضي، عندما تولى قيادة سندرلاند وهو في مؤخرة جدول الترتيب دون أي انتصارات، وقاده في نهاية الأمر للاستمرار في المسابقة بعد سلسلة من النتائج المميزة مثل الفوز على مانشستر يونايتد وتشيلسي. ألارديس لم يفز ببطولات كبرى تُذكر، فسجله من الإنجازات كمدرب مع البطولات هو لقب دوري الدرجة الثالثة مع نوتس كاونتي، والفوز بمباراتين نهائيتين في دورات الترقي للبريمييرليج «2001-2012» مع بولتون وويستهام، لكن كان له تصريحه الشهير في عام 2009، إبّان فترته التدريبية مع بلاكبيرن، عندما قال إنه ليس مناسبًا لتدريب أندية مثل بولتون وبلاكبيرن وإنه مناسب أكثر لأندية بحجم إنتر ميلان أو ريال مدريد، وإن تدريب هذه الأندية لن يمثل له أي مشكلة، لأنه سيفوز بالثنائية أو الدوري على الأقل في كل موسم، وأضاف أن الأمر ذاته ينطبق على مانشستر يونايتد أو تشيلسي في حال تولى تدريب أحدهما. «بيج سام» الآن لديه الفرصة الحلم خلال مشواره التدريبي الطويل، الذي بدأ في سبتمبر من عام 1992، أفضل الفرص التدريبية في إنجلترا، بحسب وصفه، لديه العديد من المواهب سواء مخضرمة أو شابة، بالإضافة إلى جوع وتعطش للبطولات والانتصارات من الجميع.
