حوّل بعض نجوم اليورو أحلام أنصارهم بالتتويج باللقب أو الذهاب بعيدًا في المنافسة إلى خيبة أمل كبيرة، بعدما قدموا أداءً متواضعاً خلال البطولة التي تُوجت البرتغال بلقبها على حساب فرنسا الدولة المضيفة. وتعددت أسباب خيبة الأمل بين الصيام عن التهديف والتراجع في المستوى بشكل عام، بالإضافة إلى توظيف البعض في مراكز لم يعتادوها مع أنديتهم. ويرصد التقرير التالي 6 نجوم خيبوا آمال أنصارهم خلال اليورو. توماس مولر «ألمانيا» مهاجم بايرن ميونيخ الألماني مازال عاجزًا عن فك شفرة كأس أوروبا التي رفضت استقبال أهدافه خلال نسختين متتاليتين. كانت اليورو فرصة مولر لزيادة حصيلته من الأهداف الدولية ولاستعادة مستواه الذي تراجع بشكل ملحوظ خلال النصف الثاني من الموسم الماضي لكنها فرصة أهدرها المهاجم البافاري بسهولة. اعتمد يواخيم لوف، المدير الفني لألمانيا، على مولر في مركز الجناح المهاجم في بعض المباريات، وأسند إليه مهام المهاجم الصريح في مباريات أخرى، ولم يشكل مولر مصدر خطورة في كل مركز منهما وأهدر فرصًا عديدة للتهديف أسهلها أمام مرمى جيانلويجي بوفون حارس مرمى إيطاليا في ربع النهائي. روبرت ليفاندوفسكي «بولندا» هداف التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا وأحد أبرز مهاجمي العالم كان حضوره كالغياب في منافسات الدور الأول من البطولة. لم يسدد ليفاندوفسكي كرة واحدة على المرمى في أول 3 مباريات من البطولة أمام أيرلندا الشمالية وألمانيا وأوكرانيا. استسلم مهاجم بايرن ميونيخ الذي سجل 39 هدفًا في الموسم الماضي في مختلف المسابقات، لرقابة المدافعين وبدا الحلقة الأضعف في هجوم المنتخب البولندي. زار ليفا الشباك مرة واحدة في مباراة بولندا أمام البرتغال لكنها لم تكن كافية لعبور بلاده نحو نصف النهائي إذ خسرت المباراة بركلات الترجيح. هاري كين «إنجلترا» مهاجم توتنهام الواعد كان أحد أبرز علامات الاستفهام في البطولة، أصيبت ماكينة أهدافه بعطل مفاجئ. بدأ كين البطولة أساسيًا في خط هجوم المنتخب الإنجليزي، لعب المباراة الأولى كاملة أمام روسيا، وفي المباراة الثانية أمام ويلز لعب الشوط الأول فقط، ثم وجد نفسه في المباراة الثالثة على مقاعد البدلاء وشارك في 15 دقيقة. لم يشكل كين مصدر خطورة على مرمى المنافسين ولم يعرف طريق المرمى سواءً في الدور الأول أو في مباراة دور ال16 أمام أيسلندا. ويتحمل روى هودسون المدير الفني لإنجلترا قدرًا من المسؤولية عن عدم قدرة كين على هز الشباك، حيثُ حرمه من أحد أهم أسلحته الهجومية حين أسند إليه تنفيذ الركلات الركنية بدلاً من التواجد داخل منطقة الجزاء لتحويل الكرة في الشباك. زلاتان إبراهيموفيتش «السويد» يصنف منتخب السويد أنه أحد منتخبات «اللاعب الواحد» في إشارة لزلاتان إبراهيموفيتش المنتقل حديثًا من باريس سان جيرمان إلى مانشستر يونايتد. وحين يغيب النجم الأوحد عن مستواه المعهود تتضاعف معاناة هذا المنتخب. في مباراة أيرلندا خلال الدور الأول لم يفلح إبرا في لمس الكرة خلال منطقة جزاء الخصم خلال الشوط الأول، وفي الشوط الثاني ساهم في الهدف الوحيد لبلاده في البطولة والذي سجله كلارك لاعب أيرلندا بطريق الخطأ في مرماه. في مباراتي إيطاليا وبلجيكا التاليتين لم يتمكن إبرا من هز الشباك لتودع بلاده البطولة من الدور الأول بنقطة وحيدة. أردا توران «تركيا» قائد المنتخب التركي ولاعب برشلونة الإسباني قدم أداءً سلبيًا خلال البطولة التي لم تنجح بلاده في تخطي دورها الأول. وبدا توران متأثرا بعدم مشاركته بشكل منتظم مع برشلونة خلال النصف الثاني من الموسم الماضي، حيث اقتصرت مشاركاته مع البارسا على دقائق معدودة كلاعب بديل. شارك أساسيًا في مركز الجناح المهاجم على طرف الملعب الأيسر لم يسجل أو يصنع أهدافا لزملائه. وودعت تركيا البطولة من الدور الأول برصيد 3 نقاط. بول بوجبا «فرنسا» وصل المنتخب الفرنسي إلى نهائي اليورو وكان قريبًا من التتويج لكن هذا لا يبدو كافيًا لجماهير الدولة المضيفة التي علّقت آمالا كبيرة على بول بوجبا لاعب وسط يوفنتوس. في المباراة الأولى أمام رومانيا، ظهر بوجبا بأداء هزيل دفع ثمنه حين جلس احتياطيًا في المباراة التالية أمام ألبانيا قبل أن يشارك في الشوط الثاني، وأمام سويسرا قدم أداءً مميزًا. ديدييه ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا، لم يستقر على التشكيل الأمثل أو خطة اللعب المناسبة للمنتخب الفرنسي في بداية البطولة، ودفع بوجبا ثمن ذلك، باللعب تارة على الجبهة اليمنى وفق طريقة لعب (4-3-3) وخلف المهاجم في (4-2-3-1) وفي القلب ضمن ثنائي الارتكاز في (4-2-3-1). مباراتان فقط ظهر خلالهما لاعب يوفنتوس بمستواه المعهود، الأولى أمام سويسرا في الدور الأول ثم أمام ألمانيا في نصف النهائي، في حين كانت مواجهة أيسلندا سهلة للغاية على لاعبي منتخب الديوك. أخفق بوجبا في قيادة فرنسا للتتويج باللقب على أرضها، وأخفق أيضًا في تحمل أعباء قيادة وسط فرنسا بالشكل المنتظر.
