منذ وصوله إلى سدة الحكم، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي 3 احتفالات ب«ليلة القدر»، الأول كان ليلًا في 24 يوليو عام 2014، بينما الثاني والثالث حضرهما في الصباح الباكر بتاريخ 14 يوليو 2015 و29 يونيو الجاري، على الترتيب. الاحتفال الأول كان يوم 26 رمضان لسنة 1435 هجريًا، وشهده السيسي في مركز المؤتمرات بجامعة الأزهر بمدينة نصر، وتحدث خلاله نحو 20 دقيقة. وقدم السيسي 3 رسائل شملت توعد مرتكبي «مجزرة الفرافرة» بالقبض عليهم أو تصفيتهم، والرسالة الثانية وجّهها إلى المصريين للمساهمة في صندوق «تحيا مصر»، بينما كانت الثالثة تتحدث عن ضرورة تجديد الخطاب الديني. ولم يعلق السيسي في كلمته على العدوان الإسرائيلي، آنذاك، ضد قطاع غزة، بينما تحدث شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بقوله: «الكيان الصهيوني ما كان يجرؤ على المجازر لشعب غزة لو أن العرب كانت لهم كلمة واحدة وكانت فلسطين تحت راية واحدة، وعلى هذا الكيان المتغطرس أن يعلم أن القضية الفلسطينية ليست حكرًا عليهم، وإنما الهمّ الأول للعرب والمسلمين». وجاء الاحتفال الثاني صباح يوم 27 رمضان لسنة 1436 هجريًا، بقاعة الأزهر الدولية للمؤتمرات، وشدد فيه السيسي على ضرورة الحفاظ على الدولة المصرية كما تحدث عما سماه «ثورة دينية». وأوضح السيسي وقتها: «عندما تحدثت منذ ما يناهز العام عن ثورة دينية لم يكن هدفي من ورائها اتخاذ أي إجراءات عنيفة، وإنما كنت أعني ثورة فكرية تتناسب مع العصر، وتتماشى مع مراد الله من خلق البشر الذين كفل لهم سبحانه وتعالى حرية الإيمان والعبادة، ومن ثم فإنه لا يمكن لأي طرف أن يدّعي أنه يمتلك الحقيقة المطلقة وأن ينصب من نفسه حكماً على مدى صحة أو خطأ مناهج الآخرين». وطالب المصريين بمعاونته في نهاية كلمته التي استغرقت نحو رُبع ساعة: «أقول لكم.. أعينونى بقوة.. لنواصل بناء مستقبل هذا الوطن.. ولنتخذ من هذا الشهر الكريم.. الذي تُفتح فيه أبواب الرحمة نقطة بداية.. نعاهد الله فيها على العمل الجاد والتفانى من أجل الوطن.. وأريدكم أن تتفاءلوا دوما بالخير لتجدوه.. حيث ستشهد المرحلة المقبلة الإعلان عن المزيد من تدشين الكثير من المشروعات القومية الكبرى». وحضر السيسي الاحتفالية الثالثة، صباح اليوم الأربعاء، بقاعة الأزهر بالمؤتمرات، مشددًا في كلمته على أهمية تجديد الخطاب الديني، وحصل على هدية من وزارة الأوقاف تتلخص في كتاب «حماية الكنائس في الإسلام» مترجمًا إلى عدة لغات كهدية من وزارة الأوقاف. وقال السيسي: «أدركوا أن التجديد سُنة كونية وأن الجمود مناقضٌ لحركة الحياة وما تتطلبه من تغير مستمر»، لافتًا إلى أن «شهر رمضان الكريم يرسم لنا في كل عام صورة إيمانية تتجسد فيها المعاني السامية لديننا الحنيف، وفي مقدمتها التكافل والتراحم لتحقيق الكفاية في المجتمع، والمساهمة في إيجاد واقع أفضل يكفل لغير القادرين تعليماً جيداً ومسكنا لائقاً ورعايةً صحية مناسبة، ويعكس المعنى الحقيقي للعدالة الاجتماعية كما أرادها الإسلام الحنيف».
