الضحك هذه الأيام عملة نادرة، وتكاد تختفى من الأسواق، رغم أننا شعب ابن نكتة، وساخر بطبيعته، فإنها طبيعة تبدو وكأننا قد قررنا أن نتخلى عنها، وأن تحل فى مكانها طبيعة أخرى لا علاقة لها بنا! وما هو ثابت لدى الأطباء المتخصصين فى هذا الشأن أن الضحك يقوى مناعة الجسم، وأنه بالتالى يحميك من عدة أمراض، لكن بشرط أن يكون ضحكاً من الأعماق، وأن تضحك عن مزاج رائق، وعن أعماق هادئة فى داخلك، لا أن تكون مجرد بسمة عابرة على وجهك لا تكاد تظهر حتى تنمحى! ورغم أننا على مشارف عهد جديد، ورغم أننا نخطو نحو مرحلة مختلفة من حياتنا كبلد، ورغم أن هذا كله لابد أن يكون باعثاً على الأمل، وأن يكون داعياً إلى التفاؤل، فإن المزاج العام للناس ليس على ما يجب أن يكون عليه، فأنت لا تكاد تجلس إلى أحد حتى تكتشف أنه أقرب إلى التشاؤم منه إلى التفاؤل، وأنه عابس، ومكتئب وغائب عما حوله! وإذا كان الضحك علاجاً لهموم كثيرة فى أيامنا، فهو متاح لك، كعلاج مجاناً على قناة اسمها «نايل كوميدى» لا عمل لها على مدى 24 ساعة إلا أن تجعلك تضحك كلما أردت، أو كلما تحولت إليها من قناة أخرى! ولو تحولت إليها ساعة أو نصف ساعة كل يوم، فلن تخسر شيئاً.. بل العكس هو الصحيح، لأنك سوف تكسب وقتاً ممتلئاً بالمرح، والسرور والبهجة، وسوف لا تفارق البسمة وجهك مادمت أمامها، وسوف تكتشف أنها تصرف علاجاً مجانياً للذين يريدون أن يغسلوا همومهم على مر النهار! إننى أعرف كثيرين بدأوا يهاجرون إليها من القنوات الأخرى، وأعرف أن هناك من يفضل أن يتحول إليها ساعة قبل أن ينام، لا لشىء إلا لأنه ساعتها لن يكون فى حاجة إلى مهدئ لكى يستريح من عناء يومه، ولن يكون عرضة للأرق إذا ذهب إلى غرفته، وسوف يأتيه النوم بسهولة، لأنه وقتها سوف يكون قد تخفف مما واجهه من منغصات على امتداد ساعات اليوم، بل أكثر من هذا، أعرف أن هناك من راح يفضل هذه القناة على برامج «التوك شو» التى تملأ سماء القاهرة، إذا حل المساء، لا لأن هذه البرامج سيئة، لكن لأنها فى أغلبها تعمل على تقليب المواجع، وإثارة الشجون، وإحياء القلق بين الناس! على قناة «نايل كوميدى»، سوف تجد مادة فكاهية لكل الأعمار، أطفالاً، وكباراً، وشيوخاً، وسوف تجد فيها ابتكاراً على كل مستوى من هذه المستويات، وسوف تجد أنه لا هدف للقناة إلا أن تجعلك تضحك من أعماقك، دون أن تطلب منك مقابلاً لذلك، وهى تؤدى بذلك خدمة جليلة لكل إنسان! شىء واحد كنت أخشاه، وأنا أكتب هذه السطور.. وهذا الشىء هو أن يقال إن القناة نشأت فى أيام حسنى مبارك، وإن علينا بالتالى أن نخاصمها وربما نغلقها!