تُوج السبت الماضي، فريق ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا، على حساب الجار والغريم أتلتيكو مدريد، وذلك بعد أن تغلب عليه بركلات الترجيح بنتيجة 5-3، بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي «1-1»، في المباراة النهائية للبطولة، والتي احتضنها ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو الإيطالية. ورفع النادي الملكي المدريدي عدد ألقابه من المسابقة الأكبر والأغلى أوروبيًا إلى 11 لقبا، ليعزز موقعة في صدارة الأندية الأوروبية كأكثر الأندية تتويجًا بلقب هذه البطولة «أقرب فريق هو إيه سي ميلان الإيطالي برصيد 7 ألقاب». تتويج ريال مدريد بهذا اللقب الغالي، لم يعكس إخفاق الفريق محليًا في الحصول على لقب الدوري الإسباني، على الرغم من الاستفاقة التي حدثت للفريق مع قدوم المدرب زين الدين زيدان لقيادة الفريق مطلع العام الحالي، إلا أن ريال مدريد فشل في الفوز بلقب الدوري المحلي للعام الرابع على التوالي. إخفاق ريال مدريد في الجمع بين لقبي الدوري ودوري الأبطال لم يكن غريبًا، فيبدو وكأن النادي لا يفز بلقب دوري الأبطال، إلا بعد الإخفاق المحلي. ألقاب الفريق الخمسة الأخيرة جميعها تزامنت مع فوز إسباني آخر بلقب الدوري المحلي، بل إن ريال مدريد من بين جميع ألقابه للبطولة ال«11»، لم يستطع الجمع بين لقبي الليجا الإسبانية ودوري الأبطال سوى في مناسبتين فقط «عامي 1957، 1958»، بينما كانت ألقابه الأوروبية الأخرى متزامنة مع تتويج بطل إسباني آخر باللقب المحلي، وهم أتلتيك بلباو «1956» وفالنسيا «2002» وديبورتيفو لاكورنيا «2000» وبرشلونة «1959، 1960، 1998، 2016» وأتلتيكو مدريد «1966، 2014». بكل تأكيد التتويج بدوري الأبطال هو الإنجاز الأكبر في تاريخ أي فريق أوروبي، وهو ما يعكس هيمنة الفريق على الكرة الأوروبية، لكن من الغريب ملاحظة أن الإخفاق المحلي المتزامن مع الفوز باللقب الأوروبي الكبير، سيطر على أكثر من 50% من الأبطال الذين توجوا بالبطولة على مدار تاريخها، والتي بدأت بمسمى الكأس الأوروبية في موسم 1955-1956، وكانت وقتها تقتصر على مشاركة بطل الدوري المحلي بالإضافة لحامل لقب البطولة، وتغير المسمى في موسم 1992-1993 لتصبح دوري الأبطال، بمشاركة أكثر من فريق من نفس الدولة، حتى وصلت إلى النسخة رقم 61 من البطولة في موسم 15/16. من بين 61 نسخة لدوري الأبطال، فقط 28 بطلا نجحوا في الجمع بين لقب الدوري المحلي ولقب دوري الأبطال، بينما فشل 33 بطلا من الفوز باللقب المحلي تزامنًا مع حصولهم على لقب دوري الأبطال. لم ينجح أي فريق تُوج بلقب الأبطال لأكثر من مناسبة في الجمع بين اللقبين المحلي والأوروبي في جميع المناسبات التي حصد فيه لقب دوري الأبطال، سوى فريق برشلونة الإسباني «5 من 5». برشلونة نجح في الحصول على اللقب المحلي في جميع المواسم التي حقق فيها لقب دوري الأبطال «1992-2006-2009-2011-2015»، بينما على مستوى الفرق الكبرى، تُوج ميلان باللقبين المحلي والأوروبي في مناسبة واحدة فقط «1994» من أصل 7 ألقاب دوري أبطال نجح في حصدها، ونجح أياكس أمستردام في الجمع بين اللقبين في 3 من أصل 4 ألقاب دوري أبطال، بينما كان نجاح بايرن ميونخ في 3 من 5 مناسبات، ليفربول في 2 من 5 مناسبات، إنتر ميلان في 3 من 4 مناسبات، ومانشستر يونايتد في 2 من 3 مناسبات.، بينما لم ينجح يوفنتوس، البطل المهيمن على الألقاب المحلية في إيطاليا، في الجمع بين اللقبين أبدًا «فاز باللقب الأوروبي مرتين».
