تراجعت القوات الأمريكية الخاصة في شمال سوريا عن ارتداء شارات مقاتلى وحدات حماية الشعب الكردية أثناء تعاون الجانبين في محاربة تنظيم «داعش» في محافظة الرقة شمال البلاد، بعدما أثار ارتداء الشارات أزمة تركية- أمريكية. وطلبت واشنطن من قواتها الخاصة في شمال سوريا نزع شارات المقاتلين الأكراد لاحتواء التوتر مع تركيا، التي نددت ب«النفاق» الذي تمارسه واشنطن بتعاونها مع الأكراد الذين صنفتهم تنظيما إرهابيا، وتخشى من مساعيهم لإقامة إقليم فيدرالى على الأراضى السورية المتاخمة لحدودها. وقال وزير الخارجية التركى إنه من غير المعقول أن يرتدى الجنود الأمريكيون شارات وحدات حماية الشعب، وأضاف مستنكراً: «نوصيهم بأن يضعوا شارات (داعش وجبهة النصرة) في سوريا، و(بوكو حرام) في أفريقيا». ونفت واشنطن وجود أي أزمة مع حليفها التركى، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إنه لا توجد أزمة، وأضاف: «نتفهم قلق تركيا، ونواصل بحث الأمور التي يمكن أن تثير قلقها»، لكن «تونر» قال إن واشنطن لن تتخلى عن دعم المقاتلين الأكراد. بدوره، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن روسيا لا تقوم بحل المشكلة الكردية في سوريا، فهذا شأن البلدان التي يعيش فيها الأكراد. ميدانياً، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الفصائل المقاتلة و«داعش» في مدينة مارع في حلب، بعد سيطرة «داعش» على 5 قرى كانت تحت سيطرة المعارضة، في أكبر تقدم للتنظيم منذ عامين، وبات التنظيم على بعد 5 كيلومترات من أعزاز قرب الحدود التركية ومصدر وصول الدعم للمعارضة المسلحة، بينما سيطرت قوات «سوريا الديمقراطية» على بلدات شمال الرقة، ورفعت راياتها عليها. وفى العراق، تتزايد مخاوف السُّنة العراقيين من جرائم ميليشيات الحشد الشعبى الشيعية في معركة الفلوجة، وقال رئيس تحالف القوى العراقية، أحمد المسارى، إن استهداف «الحشد الشعبى» سُنة الفلوجة سيعرقل تحريرها، وأضاف: «الصواريخ التي أُطلقت على المدنيين حملت صور رجل الدين الشيعى نمر النمر الذي أعدمته الرياض، في تحول طائفى استفزازى»، بينما جدد المرجع الأعلى لشيعة العراق، على السيستانى، دعوته إلى عدم استهداف المدنيين في معركة استرداد الفلوجة، فيما باتت القوات العراقية تطوق المدينة من غالبية الجهات، وسط فرار آلاف المدنيين ومعاناة المئات منهم جراء الحصار.
