على أرصفة محطة قطارات رمسيس، الجميع يشغلهم صوت الصافرات، حقائب السفر على كل الأرصفة بلا استثناء، من بعيد ينطلق صوت المذيع الداخلى «قطار المفاجآت» سيتحرك من على الرصيف رقم 3.. تنتهى الجملة وتبدأ المغامرة، مجموعة من الركاب يستقلون القطار الذي تم الإعلان عن انطلاق رحلته ولا يعرفون إلى أين سيتوجه، وقت قليل يمضى والجميع في حيرة حتى يتوقف القطار في محطة الإسكندرية مبددًا كل تساؤلات الركاب، الفكرة طقس سنوى تنظمه هيئة السكة الحديد كل عام في احتفالات «شم النسيم» لمشاركة المصريين فرحتهم، في رحلة مخفضة التكاليف، «المصرى اليوم» شاركت ركاب القطار رحلتهم. في السادسة إلا عشر دقائق صباحا، انطلق «قطار المفاجآت» إلى الإسكندرية، توقف في محطتين هما طنطا ودمنهور، ليصل إلى وجهته في الثامنة والنصف من صباح أمس الاثنين ويطلق صافرة نهاية الرحلة. كثرة مذاكرته في الثانوية العامة، جعلته يبحث عن شىء جديد يفعله ليكافئ به نفسه، فكان قرار السفر للاحتفال ب«شم النسيم» هو الأفضل بالنسبة إلى «إبراهيم»، لتجديد طاقته قبل بدء موسم الامتحانات على حد قوله، قال: «عروس البحر بها أماكن كثيرة للتنزه، لذا ذهبت إلى محطة رمسيس لأستعلم عن قطار الإسكندرية، ليخبرنى موظف الشباك بأن على الإسراع بالحجز بقطار المفاجآت فسألته: ما هذا القطار، أنا أريد الذهاب إلى الإسكندرية، ولكن دفعنى فضولى لتفقد القطار وظللت أسأل الركاب المسافرين إلى أي اتجاه يتجه القطار، فيجيبنى الناس لا نعرف! تجولت به ولسعادتى بفكرة القطار أخذت التقط الصور له وبالفعل اتخذت القرار بالاستمرار في الرحلة ولكن سعادتى اكتملت عندما تأكدت من أن القطار سيذهب إلى وجهتى التي أفضلها. «إبراهيم أبوشليب» رجل سبعينى، يجلس بجوار النافذة على مقربة من باب إحدى عربات القطار، ظل طوال الرحلة مهمومًا بالركاب، يلفت نظر كل من يقترب من الباب ليستقل القطار في محطات توقفه قائلًا: «ده قطر المفاجآت إنت رايح فين؟». أبوشليب كان يعمل بوزارة التربية والتعليم، ومنذ خروجه على المعاش، لا يغادر منزله إلا للاحتفال بأعياد «شم النسيم» قال ل«المصرى اليوم»: خرجت من منزلى ولم أكن أخطط للسفر، إلا أننى وجدت نفسى أتجه إلى محطة رمسيس وسمعت نداء في إذاعة المحطة عن قطار المفاجآت، اتجهت لأستعلم عنه، فأخبرونى أنه قطار مخفض التكاليف، لا يعلم أحد وجهته إلا بعد مغادرة القاهرة، فأعجبتنى الفكرة، وقمت بحجز تذكرتى واتجهت إلى القطار، وأضاف: «كنت أتمنى أن تكون وجهة القطار إلى إحدى مدن القناة أو مرسى مطروح بس تتعوض السنة الجايه».
