أكدت النقابات المهنية تضامنها الكامل مع نقابة الصحفيين، في واقعة اقتحامها من جانب قوات الأمن، واستنكرت ما وصفته ب«عودة العصا الأمنية الغليظة ومحاولات تهديد الحريات النقابية». أعلن المهندس طارق النبراوى، نقيب المهندسين، تضامنه الكامل مع نقابة الصحفيين، ضد اقتحامها من جانب قوات الأمن، مساء أمس الأول، وشدد على أن النقابات «خط أحمر» لا يجوز دستورياً الاقتراب منها. وأكد النبراوى، في تصريحات ل«المصرى اليوم»، تضامن النقابة الكامل مع نقابة الصحفيين، وأدان اقتحامها من جانب الأمن، باعتبارها واحدة من أعرق النقابات المهنية في مصر، وقلعة للحريات، وقال إن ما حدث لا يجب أن يمر. وطالب بالتحقيق الفورى مع المتسبب في اقتحام النقابة، موضحاً أنه أجرى اتصالاً مع يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، للتأكيد على دعم النقابة الكامل للصحفيين في الواقعة. وأدان سامح عاشور، نقيب المحامين، الواقعة، واعتقال صحفيين معتصمين داخلها، مشيراً إلى أن اقتحام نقابة مهنية لاعتقال أحد المعتصمين بداخلها هو الأول من نوعه، ومرفوض مهما كانت المبررات. وأعلن تضامن النقابة مع الصحفيين، مشيراً إلى أن الاعتصام النقابى داخل مقار النقابات المهنية لا يعنى انتهاك حرمة النقابة، حتى لو كان المقبوض عليهم مطلوبين في أي تهمة. وناشد «عاشور» الصحفيين بأن يتحلوا بضبط النفس خلف مجلس نقابتهم، مشيراً إلى أن نقابة المحامين معنية بحرية الصحافة والصحفيين. واستنكر أسامة برهان، نقيب الاجتماعيين، أمين عام اتحاد النقابات المهنية، واقعة اقتحام مقر نقابة الصحفيين، وطمس القلم الحر وصوت المواطنين، وقال إن واقعة الاقتحام هي الأولى من نوعها، وتمثل انتهاكاً خطيراً للدستور ولقدسية النقابة، وتعيد للأذهان دولة «الشاويش» والقمع والاستبداد وخرق القوانين التي هي أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ثورة يناير. وأضاف، في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أن ممارسات القمع المشينة التي يمارسها جهاز الشرطة، والتى تصاعدت في الآونة الأخيرة، فاقت الحد والتصور، وتجذب البلاد إلى منحنى خطير لا تحمد عقباه، وستغرق البلاد وتسىء لسمعة مصر في الخارج، وتزيد من حدة التذمر المسيطر على الشارع المصرى تجاه الدولة. وتابع أن ما حدث داخل مقر نقابة الصحفيين لا يمكن السكوت عليه، وتجب محاسبة المسؤولين عن الواقعة، وأن استمرار سياسة التبرير للتعذيب والقمع الذي يمارس من وزارة منوط بها حماية المواطنين وتطبيق القانون، لن يفلح. وقال الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء: «نؤيد نقابة الصحفيين تماما ومتضامنون معها ضد الاعتداء الصريح الذي تعرضت له على يد قوات الأمن». وأضاف أن ما حدث يمثل انتهاكاً خطيراً واعتداءً صريحاً على الحريات النقابية بشكل عام وعلى حرية الصحافة بشكل خاص، وأنه لابد من الوقوف صفاً واحداً ضد هذه الهجمة غير المبررة والتصدى لما حدث. وتابع أن وفداً من نقابة الأطباء من المقرر أن يتوجه لنقابة الصحفيين لتقديم الدعم الكامل للنقابة، وإعلان مساندته لها، ويرحب بدعوة نقابة الصحفيين لعقد اجتماع مع ممثلى النقابات المهنية غداً، لبحث الهجمة على الحريات النقابية.