إنتِ طالق!

مصر الأولى عالمياً فى مصيبتين.. حوادث الطرق والطلاق.. لسنا الأوائل فى العلم أو الديمقراطية.. لسنا الأوائل فى الرياضة أو التعليم.. لا أصدق أننا أصبحنا بهذه البشاعة.. ولا أصدق أننا أصبحنا بهذا التفكك.. الإحصائيات الرسمية تؤكد أن كل 6 دقائق تحدث واقعة طلاق.. أسهل شىء أن يقول الزوج: «أنتِ طالق».. أسهل شىء أن تطلب الزوجة الطلاق.. لا أحد يعرف مصير الأولاد، هم الخاسر الأكبر!.
للأسف، انهارت البيوت لأتفه الأسباب.. فمَن يقرأ صفحات الحوادث، يعرف أنه ليس عندنا علماء اجتماع.. أصبح المجتمع فوق بركان مدمر.. يحزننى أن أقول إن السياسة ضيَّعتنا، وشغلتنا عن كل شىء.. ومع أننا قمنا بثورتين سياسيتين، فقد فشلنا سياسياً فى لم شمل المجتمع، والانطلاق للمستقبل.. نحتاج الآن إلى ثورة اجتماعية.. مطلوب تغيير القوانين والمفاهيم، وحفظ حق العيال بعد الانفصال!.
لا تذهب إلى المحاكم، سوف تشعر بالصدمة.. لن تصدق أن هذين الزوجين عاشا تحت سقف واحد.. لا يمكن بأى حال تصور أنهما أنجبا أطفالاً.. المحامون أفسدوا كل شىء.. ومع ذلك، فليذهب الزوجان إلى الجحيم.. لكن المهم الأولاد.. القانون أعطى المرأة حق الحضانة وحدها.. حرم الأب من حضانة عياله.. جعله فرجة فى المحاكم، فلا يذهب ويترك لمطلقته العيال.. يصبح العيال مجرد رهائن بمعنى الكلمة!.
لا يشغلنى مَن يستحق الحرق من الزوجين.. ولا يشغلنى ما الأسباب.. هل السبب هو الحماة، أم المصاريف، أم الخيانة، أم شغل المرأة؟.. يشغلنى قانون يحفظ للأطفال آدميتهم.. أن تكون هناك علاقة متوازنة.. أن تكون الحضانة شركة بين الأب والأم.. مَن قال إن الزوجة هى أفضل حاضنة؟.. أى قانون هذا؟.. مَن المنوط به تغيير القانون؟.. عندنا مجالس قومية للمرأة والطفل.. مجرد أسماء لا أكثر!.
الارتباك الذى نعيشه يؤكد أنه ليس عندنا علماء سياسة، والطرق التى نسير عليها تؤكد أنه ليس عندنا مهندسون.. والمجتمع الذى نعيش فيه يؤكد أنه ليس عندنا علماء اجتماع، أو رجال.. أين ذلك الرجل الذى كان يقطم رقبة ابنته، عندما تُهين زوجها؟.. أين ذلك الرجل الذى كان «يرزع» ابنه قلمين، عندما يتطاول على زوجته؟.. أين المظلة التى كانت تحمى الأطفال، بغض النظر عن الزواج أو الانفصال؟!.
هل أطالب مجلس النواب بتقديم تشريعات جديدة تحمى الأطفال؟.. هل ينبغى أن تكون العلاقة الزوجية متوازنة؟.. هل ينبغى أن تكون الحضانة شراكة بين الأب والأم؟.. لماذا نتعامل مع أطفالنا على أنهم رهائن عند أى طرف؟.. هل مطلوب تغيير منظومة التقاضى؟.. هل مطلوب إقامة دورات تدريبية لقضاة محاكم الأسرة؟.. هل المطلوب تقليص عدد القضايا فى «الرول»؟.. ما المطلوب لإنقاذ مستقبل مصر من الضياع؟!.
مأساة ألا نعرف أسباب مشكلاتنا.. لم نعرف أسباب أزمة الدولار، ولا أسباب حوادث الطرق.. ولم نعرف أسباب ارتفاع معدلات الطلاق.. عندنا مشكلة قيادة أو إدارة.. سواء على الطرق، أو فى البيوت، أو فى مؤسسات الحكم.. عندنا فوضى تهدد مستقبل البلاد.. نريد ثورة اجتماعية، ربما تنجح فى التغيير هذه المرة!.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة