قال السفير بدر عبدالعاطي، سفير مصر لدى ألمانيا، إن هناك التزاما ألمانيا على المستوى السياسي بالانفتاح على مصر اقتصاديا وتجاريا وسياحيا لأن مصر تمثل ركيزة الاستقرار في المنطقة وصمام للأمن في المنطقة، مشيرا إلى أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي لازال لديهم اقتناع بأن أمن مصر هو من أمنهم واستقرارهم، وخاصة في ظل مشكلة تدفق اللاجئين. وأضاف، في تصريحات، الأربعاء، أن مصر تركز حاليا على سبل زيادة الاستثمارات الألمانية لديها، خاصة وأن ألمانيا هي القوة الاقتصادية الرابعة في العالم وتأتي في المرتبة العشرين للدول التي لها استثمارات في مصر، مشيرا إلى أن ذلك ينعكس من خلال زيارة نائب المستشارة الألمانية مؤخرا إلى مصر على رأس أكبر وفد اقتصادي منذ بدء العلاقات بين البلدين وضم ممثلين ل22 شركة ألامانية، وهو ما يشير إلى أن هناك فرص استثمار في مصر تهتم بها ألمانيا خاصة في مجال اللوجستيات على محور قناة السويس والزراعة. وأشار إلى أنه قابل رئيس لجنة الزراعة في البرلمان الألماني «البوندستاج»، الأربعاء، وأعرب خلال المقابلة عن اهتمامه بموضوع استصلاح وزراعة 5ر1 مليون فدان في مصر، وقال إن المسؤول الألماني سأل عما تحتاج اليه مصر في هذا الصدد، ورد السفير: «نريد سلالات جديدة من البذور التي تستطيح مكافحة الجفاف وملوحة التربة بمشروع ال 5ر1 مليون فدان، والتعاون في مجال تربية المواشي لانتاج الألبان واللحوم الحمراء، والتعاون فيما يتعلق بالأبحاث وخاصة مركز البحوث الزراعية والمراكز المناظرة التابعة لوزارة الزراعة الألمانية، واستخدام التكنولوجيا الألمانية في مجال الاستفادة من الطاقة الشمسية في رفع المياه من الآبار الجوفية لمشروع ال 5ر1 مليون فدان خاصة وأن هناك أكثر من 400 بئر ارتوازي لهذا الغرض تعمل باالديزل»، مشيرا إلى أن المسئؤل الألماني عبر عن استجابة شديدة في هذا الإطار. وأوضح أن هناك وفدا رفيع المستوى من وزارة الزراعة الألمانية سيزور مصر قريبا لبحث أوجه التعاون والطلبات التي تقدمت بها مصر في مجال التعاون الزراعي. من ناحية أخرى، أوضح السفير أن هناك محاولة لتطوير التعاون المصري الألماني في مجال التدريب الفني، مشيرا إلى أنه التقى وزير التعاون الانمائي الألماني المسؤول عن تقديم المساعدات وبناء القدرات والتدريب المهني، وقال المسؤول الألماني إنه اتفق مع الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة إلى مصر على عقد لقاء كل 6 اشهر مع وزير التعاون الدولي في مصر لمراجعة برامج التعاون الفني والانمائي، مشيرا إلى أنه سيكون هناك لقاء في برلين في يونيو المقبل، كما أكد المسؤول الألماني التزام بلاده بمساعدة مصر في موضوع «التعليم المذدوج» وهو أن يبقى الطالب يومين في المدرسة و3 أيام في المصنع للتدريب العملي بحيث تكون هناك علاقة شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص. ولفت السفير إلى أن التعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة سواء الشمسية أو طاقة الرياح يمثل محورا أساسيا للتعاون بين مصر وألمانيا، حيث أن ألمانيا تملك التكنولوجيات المتقدمة في هذا المجال، مشيرا إلى أن هناك تعاون بين مصر وشركة سيمنس الألمانية لإقامة مزرعة لطاقة الرياح في منطقة البحر الأحمر حيث سيتم إنشاء مصنع لإنتاج ريش التوربينات التي تمثل أهم جزء في معدات توليد الكهرباء من الرياح. وأوضح أن السفارة استضافت ندوة مؤخرا للترويج للاستثمار في مصر وشاركت فيها 85 شركة ألمانية من الشركات العاملة في مصر، وأوضحت للشركات الألمانية الأخري التي تريد أن تستثمر في مصر أن مصر لديها أفضل نظام بنكي في المنطقة رغم مشكلة العملة وتحويل الأرباح للخارج، إلا أنها قالت إن هذه مشكلة مؤقتة وأن مصر ستتجاوزها، وإن الضمانات التي كفلها قانون الاستثمار الموحد للاستثمار الأجنبي في مصر غير مسبوقة في التاريخ الحديث في مصر، وإن مصر من الدول القليلة جدا التي تتجاوز فيها نسبة ربح المشروعات نسبة ال30% وهو شيء غير موجود في أي دولة أخرى في العالم، ومن ثم إذا أرادوا أن يحققوا مكسبا أكثر فعليم بالاستثمار في مصر، وأكدت الندوة أن الجانب المصري لا يركز على علاقة مانح بمتلقى وإنما على علاقة مشاركة حقيقية تحقق المكاسب للجميع. وقال السفير إن علاقات ألمانيا السياحية مع مصر هي الأقل تأثرا بعد حادث الطائرة الروسية بشرم الشيخ وذلك على مستوى الدول الأوروبية والآىسيوية، مشيرا إلى أن 3 وفود ألامانية زارت مصر واطلعوا على الأوضاع على الأرض، وعاد آخر وفد ولديه توصيات ايجابية فيما يتعلق بتأمين المطارات، وأكد أن اجراءات الأمن في المطارات في مصر قوية ولذلك لم يحدث تغيير لإرشادات السفر بالنسبة للسياح الألمان سواء قبل أو بعد سقوط الطائرة الروسية، مشيرا إلى أن الغردقة ومرسى علم لاتزالا الأثر استقبالا للسياح الألمان. ونوه بأن شركة هيريكنيشت الألمانية تقوم بتصنيع ماكينات الحفر العملاقة التي تحفر 6 أنفاق تحت قناة السويس 2 للسكك الحديدة و4 للطرق في إطار تنمية محور قناة السويس، وسيتم في هذا الإطار إنشاء 6 موانئ تحت ال6 أنفاق. وتبريرًا لكل هذه المشروعات الألمانية في مصر، علق مهندس الأنفاق العالمي هاني عازر، المصري الأصل وعضو المجلس الاستشاري الرئاسي للعلماء، الذي حضر اللقاء مع السفير بدر عبدالعاطي، إن نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد والطاقة، زيجمار جابريل، قال بعدما خرج من لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر مؤخرا: «لديكم رئيس يستحق التقدير والاعجاب»، وهو تعبير صادق عن ثقة الشعب الألماني في القيادة المصرية والىفاق الاقتصادية المتميزة لمصر في الفترة المقبلة. واختم تصريحاته بتوجيه نداء إلى الإعلام المصري لتحري الدقة فيما ينشره من اخبار وأن لا ينساق وراء الأخبار والتقارير المغلوطة والمبالغات التي تسيئ لسمعة مصر دون مبرر وطنى والمستقاة من منظمات لديها أجندات خارجية، وشدد على ضرورة توضيح الصورة للاعلام الغربي، مشيرا إلى أن الوضع تغير كثيرا للأفضل بعد 30 يونيو.
