اتهموا مبارك بأنه جاسوس إسرائيلى حكم مصر 30 عاماً، وقتل السادات، وربما يكون هذا صحيحاً!! وقالوا إن هذا كان فى إطار محاولة لتولية جواسيس حكم مصر وسوريا، لكن جاسوس سوريا قبض عليه وأعدم فى ميدان عام.. واتهموا السادات بأنه تخاذل فى إبرام اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام، وأن مبارك باع الغاز وكسب من ورائه، ونسى الكل هذه القصة التى سأوردها لكم نقلاً عن مصدرها!.. يروى السيد إسماعيل فهمى، وزير خارجية مصر الأسبق، فى كتابه (التفاوض من أجل السلام) ص 131 طبعة 1985، أنه فى 13/2/1974 انعقدت قمة رباعية بالجزائر بين مصر والسعودية وسوريا والجزائر، وفى أحد الاجتماعات توتر الموقف حتى قال الملك فيصل للرئيس السورى حافظ الأسد متسائلاً فى استفزاز عن سر قبول سوريا المبكر لوقف إطلاق النار فى حرب الأيام الستة «نكسة يونيو 1967»، وعما إذا كان القائد العسكرى للقنيطرة السورية قد تسلم من إسرائيل 300 مليون دولار ليساعدها فى تسليم القنيطرة، الأمر الذى ترجم على أرض الواقع بأن سُلمت القنيطرة دون أن تطلق طلقة نار واحدة.. القائد العسكرى لمدينة القنيطرة حينذاك هو «حافظ الأسد» نفسه!! وإذا سألتنى: وماذا كان رد الرئيس حافظ الأسد؟ فسأقول لك ما حدث أن الرئيس السادات رفع صوته ليغطى على كلمات الملك السعودى فلم يسمع الأسد سؤاله وكلماته النارية!! وكأن السادات كان يعلم شيئاً عن هذا، أو قل لم يرد الصدام بين الطرفين.. طبعاً سر ما فعله السادات سيبقى فى ضميره، وهو الذى تلقى الآلاف من تهم التخوين حتى يومنا هذا، ولم ينطق أو يقل ما قاله الملك السعودى، بل حتى لم يشر له!!.. ومن روى القصة هو «إسماعيل فهمى» وزير الخارجية، الذى استقال، وعاداه عندما قرر السادات الذهاب للقدس، أى ليست له مصلحة فى تشويه صورة من هاجموا السادات، ولا مصلحة فى أن يدافع عن السادات!! أنا هنا لا أدافع عن السادات، ولا عن مبارك - فهناك جهات تحقيق تستطيع أن تثبت إدانته، أو براءته، إن كان مداناً أو بريئاً، ولا عن إسرائيل بطبيعة الحال، لكننى فقط أنبه إلى أن من خان بلاده - إن كان قد خانها- هو من صرخ وخون الآخرين، ومن قبض الثمن - إن كان قد قبض- فى منأى عن الاتهام.. السؤال الآن: هل بلادنا العربية فريسة لحكام لم يقدروها؟ أم أن هناك من يحاولون أن يشككوا فى الكل، وهم الذين يستحقون الشك فيهم؟ ماجستير تاريخ [email protected]