ليس لأن الشهيد شريف ابن السكندرى الخلوق محمد عمر، وابن شقيقة المحلاوى الأصيل شوقى غريب، كان شريف بيقوله يا خال، ولكن لأنه ابن مصر، المقدم الشهيد شريف محمد عمر، دفتر الشهادة يجمع كل الأحبة، وصدق اللى قال: «إن كان فى أرضك مات شهيد، فيه ألف غيره بيتولَد». مقالات متعلقة * التعديل الوزارى المرتقب * نصف الحقيقة المر لا نعزه على خالقه، سبحانه وتعالى، ولا نقول فى وداعه إلا كما قال سيد الخلق أجمعين محمد بن عبدالله، عليه أفضل الصلوات والتسليمات، وهو يودع ابنه وقرة عينه «إبراهيم»: «إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون». وكأنه يردّ فى مشهده على المتخرصين المتقولين على خير أجناد الأرض، المرجفون فى المدينة إن يقولون إلا كذباً، إن سيناء مقبرة الفقراء، وإن أبناء الكبار والمشاهير فى نعيم مقيم، لا يذهبون إلى أرض المعركة، لا يذهب إلى سيناء إلا أولاد الفلاحين، أما أولاد علية القوم فلا يذهبون!!. المقدم شريف ابن نجم وخاله نجم النجوم، كان يخدم فى سيناء والنجوم على أكتافه، فى طليعة المجاهدين، لا التجأ إلى والد يجنبه الحرب، ولم يوسط خالاً يؤخره عن الواجب، ولم يطلب لنفسه إلا الشهادة، جند مصر يتسابقون إلى الشهادة، وفى ذلك فليتنافس المتنافسون. المقدم شريف ليس استثناءً بل تأكيداً على أن جيش مصر لا يفرق بين أبنائه فى الخدمة الوطنية، وتربى أسوده على الفداء، وهم فى رباط إلى يوم الدين، لا فارق بينهم، صف واحد، القادة يتقدمون الصف، كتفا بكتف مع الصف والجنود، يسابقون نحو الشهادة، ويا لها من شهادة مخضبة بدماء برائحة الجنة، مسك يعطر الوجود. معلوم حظى النجمان محمد عمر وشوقى غريب كثيراً بالتكريم، لكن بالأمس حظيا بالشرف الكبير، محمد صار والد الشهيد، وشوقى خال الشهيد، رغم الألم والحزن الذى يعتصر القلوب، كانا محلقين فوق السحاب، مشيا فى جنازة الشهيد خطوات فى حب مصر، قدما لمصر زهرة الشباب، خير الشباب، المقدم شريف. فى سيناء الكل فى واحد، لا فارق فى أرض الشهادة بين ابن الفقير وابن الشهير، أمام الواجب تتساوى الرؤوس، وفى الحرب تحاذى الأكتاف وتسد الفرج، ويصلى الشباب صلاة مودع فى حب الوطن، لم يُستثنَ شريف لشهرة والده ومكانة خاله، ولم يتوسط الأب أو الخال، ولم يجامل هذا أو ذاك، دم شريف برهن على كذب المتقولين على الجيش المصرى، كذبوا، إخوان كاذبون، قالوا كذبا، قل هاتوا برهانكم، وكذبهم دم الشهيد المقدم شريف. دم الشهداء أصدق أنباء من الكتب، دم الشهيد عنوان للصادقين، صفحات الفيس العقورة عنوان الكاذبين، اخجلوا، ألا تخجلون، لو فى وجوهكم حياء، ما عندهم حياء، اللى اختشوا ماتوا من الخجل، وهؤلاء لا حياء ولا يخجلون، قبر يلمكم جبناء ليسوا شهداء. انظروا فى وجوه تمشى فى جنازة الشهيد، مصر ورموزها كلها كانت هناك فى وداع الشهيد، كل هؤلاء المشاهير والنجوم حضروا وداع الشهيد، لم يتدخل أحدهم بوساطة يبعده عن خط النار، لا شفاعة فى الموت، مُنى عين أسود الجيش المصرى الشهادة، كم من مصابين وجرحى يعودون إلى سيناء طلباً للشهادة أو النصر، لا يتأخرون!. هذه الروح لا تسكن إلا نفوس خير أجناد الأرض، أما أنجاس الأرض فمعروفون بالخسة والندالة وبيع الأرض، راجعوا بيعة الخائن الجاسوس، باع لهم الأرض التى استردها شريف ورجاله، قبض الجاسوس الثمن، ودفع شريف الثمن، دما ترتوى به الأرض، طوبى للشهداء وعزاء لوالد البطل، وخال البطل، وقبلة على رأس أم البطل فى عيد الأم، بالأمس كانت أم المقدم شريف عمر، اليوم صارت أم الشهيد شريف عمر، وطوبى للصابرين، و«إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة