يبدو أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية الأسبق، للوهلة الأولى، دبلوماسياً ينتمي إلى المدرسة الكلاسيكية. يظهر ذلك واضحاً في تصريحاته الصحفية عن مختلف القضايا باستثناء إيران، وحركة حماس، حيث اتسمت تصريحاته عنهما بالحدة التي تصل أحياناً إلى حد الهجوم. ففي 2009، حمل «أبوالغيط»، الأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية، خلفاً للدكتور نبيل العربي، المنتهية ولايته في يونيو المقبل، حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، مسؤولية فشل الحوار الوطنى الفلسطيني، الذي كان مقرراً عقده في القاهرة، والاجتياح الإسرائيلى لقطاع غزة في 2008. كما يرى أيضا «أبوالغيط» أن إيران تحمل أحقادا تجاه مصر. وفى عام 2011 خلال حوار أدلى به لقناة «العربية»، رد «أبوالغيط» على تصريحات للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، على خامنئي حول أسباب اندلاع ثورة 25 يناير، وموالاة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، للولايات المتحدة وإسرائيل، قائلاً: «كلام خامنئى يكشف عن مكنون ما في صدر النظام الإيراني من أحقاد تجاه مصر ومواقفها السياسية، ولم أفاجأ بما تضمنه كلام (خامنئى) من تطاول على مصر». ولد «أبوالغيط»، في يونيو 1942، وبحلول 1965 التحق بوزارة الخارجية بعد حصوله على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1964. تدرج في المناصب الدبلوماسية، حتى عين في 1996 مساعدًا لوزير الخارجية، وفى 1999 عين مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة، وفي يوليو 2004 عين وزيرًا للخارجية، وظل في منصبه حتى 2011. وأثناء ثورة يناير، ظهر «أبوالغيط»، الذي يعتبره البعض «عدو حماس وإيران» في لقاء تليفزيوني، قال فيه إن نتائج انتخابات مجلس الشعب التي أجريت في 2010 كانت سبباً في اندلاع ثورة 25 يناير، حيث اعتبرها معارضو النظام مزورة. وأضاف «أبوالغيط» أن تقدم سن مبارك، والحديث عن التوريث، كان من الأسباب الضاغطة لاندلاع الثورة، كما اعتبر أن استجابة النظام المصري للمطالب الأمريكية بتطبيق إصلاحات يعد فرضاً للإرادة الأمريكية على مصر.