توجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح الخميس، إلى مقر رئاسة الوزراء الكورية، حيث عقد اجتماعاً موسعاً مع رئيس الوزراء الكوري، هونج كيو آهن، بحضور وفدي البلدين. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن رئيس الوزراء الكوري رحّب بالرئيس السيسي في زيارته الأولى إلى كوريا الجنوبية، مشيداً بالعلاقات القوية التي تجمع بين البلدين، وأعرب عن تطلع بلاده لتطوير تلك العلاقات، مشيراً إلى الزخم الذي يشهده التعاون الثنائي بين البلدين في ضوء ما تم التوقيع عليه اليوم من اتفاقيات ومذكرات تفاهم للعمل المشترك في مختلف المجالات. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد على الأهمية التي توليها مصر لعلاقاتها مع كوريا الجنوبية التي قدمت مثالاً للتقدم الاقتصادي والتكنولوجي. ونوَّه الرئيس بأهمية الحفاظ على دورية انعقاد آليات التعاون القائمة بين البلدين، بما في ذلك آلية الحوار بين وزارتي المالية واللجنة التجارية المشتركة، واللجنة الوزارية المشتركة برئاسة وزيري الخارجية، إلى جانب الآليات القائمة على تعاون رجال الأعمال وشركات القطاع الخاص مثل مجلس رجال الأعمال المشترك. ورحب الرئيس بما تم التوقيع عليه خلال الزيارة من اتفاقيات ومذكرات تفاهم في العديد من المجالات المهمة، فضلًا عما ستشهده من توقيع على عدد آخر من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على هامش اجتماع مجلس الأعمال المصرى الكورى المشترك. وأكد الرئيس أهمية التعاون في تنفيذ المشروعات ذات الأولوية للاقتصاد المصري، خاصة في قطاع البنية التحتية، بما في ذلك مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، وغيره من المشروعات في مجالات الطاقة والنقل وإنشاء المدن الجديدة، وصناعة السفن وتطوير الترسانات البحرية التي أبدت بعض الشركات الكورية اهتماماً واضحاً بالتعاون فيها مع الجانب المصري. وذكر السفير علاء يوسف أن رئيس الوزراء الكوري أكد أن الحكومة الكورية ستعمل على حث وتشجيع الشركات الكورية على زيادة أنشطتها واستثماراتها في مصر، لا سيما في ضوء اهتمام العديد من الشركات الكورية بعدد من المشروعات بمصر، مثل إنتاج الكهرباء وتطوير مترو الأنفاق وإنشاء خطوط جديدة له. وأشاد رئيس الوزراء الكوري بما حققته مصر تحت قيادة الرئيس من استقرار سياسي وتقدم اقتصادي شهد معدلات نمو وصلت إلى 4.2%. وأكد الرئيس أن مناخ العمل والاستثمار في مصر آمن ومستقر، مشيراً إلى الإجراءات والتشريعات التي تم اتخاذها وإصدارها لتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار وتحسين بيئة الأعمال في مصر. وأشار الرئيس إلى أن مصر تغلبت خلال فترة زمنية وجيزة للغاية على مشكلة نقص إمدادات الغاز والكهرباء لقطاع الصناعة وما يضمه من استثمارات. وأكد اعتزاز مصر بالاستثمارات الكورية، معرباً في هذا الإطار عن تقديرنا لتحرك بعض الشركات الكورية نحو تعزيز استثماراتها في مصر عقب يناير 2011. وأعرب الرئيس عن اهتمام مصر باستعادة التدفقات السياحية من كوريا الجنوبية، وحرصها على توفير وسائل الراحة والأمان لهم. وفي هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء الكوري اهتمام بلاده بالتعاون السياحي والثقافي، مشيرًا إلى أنه تم افتتاح مركز ثقافي كوري في مصر عام 2014. وأعرب عن أمله في أن يلعب المركز الثقافي الكوري بالقاهرة دوراً محورياً في تحقيق مزيد من التقارب بين الشعبين المصري والكوري، فضلاً عن قسم اللغة الكورية بجامعة عين شمس. وأوضح الرئيس اهتمام مصر بالتعرف على التجارب التنموية والتكنولوجية لكوريا الجنوبية، مشيرا إلى التوقيع على اتفاقية إنشاء الكلية المصرية – الكورية للتكنولوجيا. وأكد الرئيس أهمية تبادل زيارات الوفود في مختلف المجالات لتفعيل التعاون بين البلدين. ومن جانبه، أشار رئيس الوزراء الكوري إلى أن بلاده حققت نجاحًا ديمقراطيًا واقتصاديًا بعد مرورها بمرحلة صعبة، مؤكدًا حرص كوريا الجنوبية على نقل خبراتها إلى مصر ودعمها من أجل تحقيق مستقبل أفضل.
