بيان مطول أصدرته هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أمس الأول، فجر موجة من ردود الأفعال بين المثقفين والسياسيين والنواب والمبدعين. فالبيان الذى جاء تحت عنوان «بيان للناس»، وصف منتقدى بعض المناهج الأزهرية بأنهم يمارسون «طعنا فجاً فى ثوابت التراث ومذهب أهل السنة والجماعة بالدعوى إلى إحراق هذا التراث وإهانة الأئمة والأعلام العدول»، واتهم بيان الهيئة وسائل إعلام لم يسمها، وبعض المثقفين والسياسيين ب«شن حملة ظالمة» ضد الأزهر. وبينما شددت هيئة العلماء فى هجومها على منتقدى بعض الكتب والآراء الأزهرية، رفض مثقفون ومبدعون وسياسيون، لغة البيان، وقارنوا بينها وبين «صكوك الغفران» التى كانت تصدر فى العصور الوسطى فى أوروبا، وطالبوا بفتح باب الاجتهاد وتقبل النقد، منددين بالحديث عن «ثوابت التراث»، مؤكدين أن التراث إنتاج إنسانى يقبل النقد. الإمام الأكبر: هدم «المشيخة» هدم للوطن أحمد الطيب - صورة أرشيفية شدد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على أن المشيخة مضى عليها أكثر من 1060 عامًا، حافظت خلالها على وسطية الإسلام والمسلمين التى تعنى عدم التعصب لمنهج أو مذهب معين، مع احترام مذاهب وأديان الآخرين. وقال «الطيب»: «الأزهر نأى بنفسه طوال تاريخه عن المهاترات المذهبية تمامًا، وكتاب الثقافة الإسلامية المقرر على الصف الثالث الإعدادى وصفوف المرحلة الثانوية يلخص كل هذه المعانى الإنسانية السامية التى أقرها الإسلام، ونحن نربى عليها طلابنا، بل إن المنهج الأزهرى منهج سلمى يحافظ على إشاعة السلم فيما بين المسلمين، وفيما بينهم وبين غيرهم، سواء أكان هذا الغير متدينًا أم لا». وأضاف: «منهج الأزهر تعددى، يجمع كل المذاهب الإسلامية ويقف بها تحت لافتة الإسلام، لا يُكفر ولا يُقصى أىَّ مذهب آخر، ولا يُفسقه أو يُبدّعه».المزيد مثقفون يرفضون تحوله إلى«سلطة دينية» أحمد الشهاوي اعتبر الكاتب صلاح عيسى بيان الأزهر- الذى قالت فيه المشيخة إن الأزهر يتعرض ل«حملة شرسة، تجاوزت تحميله ظلمًا مسؤولية بروز ظاهرة العنف العشوائى»- يشكل تعديلا فى منهجه.وقال: «يبدو أن الاتجاه الجديد فى الأزهر قد تفوق على الاتجاه القديم المعتاد، الذى انتهى إلى إصدار بيان صحفى حول رفضه كلام سيد القمنى، بدلا من رفع دعوى قضائية ضده، كما أُثير خلال الأيام الماضية، لأنه لا يجوز أن يتم رفع دعوى قضائية ضد كل مَن يختلف مع الأزهر».المزيد «السلفيون»: نسعى لسن قوانين تجرم التعدى على المشيخة النائب أحمد الشريف أشاد حزب النور السلفى ببيان هيئة علماء الأزهر، الذى اتهم بعض المنابر، سواء إعلامية أو ثقافية، بخوض حرب ضد الأزهر، مشيراً إلى أنه يتبنى موقف المؤسسة الدينية الكبيرة من خلال تواجده بالبرلمان، وأن الكتلة البرلمانية للحزب تسعى خلال الفترة المقبلة لإصدار تشريعات تجرّم التعدى على الأزهر وثوابت الدين.وقال أحمد الشريف، عضو الكتلة البرلمانية للحزب، إن الحرب التى يتعرض لها الأزهر تحتاج لوقفة قوية من ثلاث جهات هى المؤسسة نفسها والدولة والبرلمان، مطالباً الأزهر بضرورة اللجوء إلى القضاء ضد كل من يتجاوز بحقه وعدم السماح لأى شخص بالتعدى على المنارة الوسطية للإسلام.المزيد ناجح إبراهيم: «الأزهر» فاض به الكيل من الهجوم ناجح إبراهيم، القيادي بالجماعة الإسلامية. - صورة أرشيفية قال ناجح إبراهيم ، المفكر الإسلامى، إن مؤسسة الأزهر «فاض بها الكيل بعد الهجوم المنظم ضده من كل صوب»، مشيراً إلى أن هناك «بعض الفضائيات والصحف تهاجم الدين الإسلامى وأهل السنة»، وتساءل: «لما لا نرى أحداً يهاجم المذهب الشيعى وما به من سلبيات، فلا يجرؤ أحد أن يهاجمهم». المزيد سياسيون: عودة ل«صكوك الغفران».. ويساعد على نشر التطرف المصري اليوم تحاور ; الدكتور رفعت السعيد ; - صورة أرشيفية رفض رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، بيان هيئة كبار العلماء الذى تضمن «الرد على الحملات المغرضة ضد الإسلام وهدم ثوابته»، قائلا إنه ليس من اللائق أن تصدر الهيئة مثل هذا البيان، وتغلق الباب أمام التجديد.وقال السعيد، ل«المصرى اليوم»، إن الحل ليس مهاجمة الاجتهاد والقائمين عليه، وإن عقول بعض القائمين على المؤسسات الدينية فى مصر، على رأسها الأزهر، فى حاجة إلى التغيير. وأضاف: «بعضهم يرى أن الاجتهاد بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة فى النار».المزيد
