حذرت أنقرة رئيس هيئة الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد من سيطرة وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري على القرى ذات الأغلبية العربية والتركمانية بسوريا، ومن ثم إخلاءها منهم والعبور لغربي نهر الفرات. وكانت أنقرة قد استضافت الأربعاء دانفورد، الذي أجرى مباحثات ثنائية مع نظيره التركي الجنرال خلوصي آكار، وعقد لقاء مع رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو بحضور رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال آكار، ورئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان والسفير الأمريكي بأنقرة جون باص. وذكرت صحيفة (ميلليت)، في مقال اليوم الخميس، أن ما يلفت النظر هو أن زيارة دانفورد تأتي في فترة حرجة، حيث تسبق زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى تركيا، وإعلان تركيا عدم السماح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بالعبور غربي نهر الفرات، فضلا عن الأزمة مع روسيا، والتوتر السياسي مع الحكومة المركزية العراقية ببغداد إثر نشر قوات عسكرية تركية في شمالي الموصل. ووفقا للمعلومات الواردة من مصادر عسكرية، وجه رئيس هيئة الأركان الجنرال خلوصي آكار ثلاث رسائل إلى نظيره الأمريكي دانفورد، أولاها تأكيد الجنرال آكار سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وتقدم الأكراد ومحاولة عبورهم غربي نهر الفرات للسيطرة على مدينة جرابلس بشمال مدينة حلب السورية، خشية أن يؤدي ذلك إلى إقامة دولة كردية على الحدود مع تركيا، وهو ما قد يشجع في المقابل الأقلية الكردية بتركيا على الإقدام على عمل مماثل. وثانية هذه الرسائل هي أن القوى الديمقراطية السورية التي تعمل تحت إشراف الولاياتالمتحدةالأمريكية في حرب برية ضد تنظيم داعش أغلبها من الأكراد مقارنة بعدد العرب والتركمان، وهو ما قد يؤدي إلى تغيير ديموجرافية المنطقة، حيث يستخدم الأكراد من أعضاء الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري هذا الغطاء بغرض إخلاء القرى من التركمان والعرب، وهذا الأمر يتسبب في حالة من عدم الارتياح لتركيا لأنه قد يؤثر سلبا على وحدة وسيادة الأراضي السورية التي تولي لها أنقرة أهمية بالغة. وثالثة الرسائل خلال المباحثات التي جرت بين آكار ودانفورد هي التحذيرات التركية بشأن تشديد الحماية الأمنية على الحدود التركية من خلال نشر قوات عسكرية تركية يصل قوامها إلى 30 ألف جندي بهدف عدم إتاحة الفرصة لعبور أعضاء تنظيم داعش من وإلى سوريا. وقد شدد الجانب العسكري التركي على إيلاء أنقرة أهمية بالغة لحماية أمن الحدود من خلال إنشاء جدران عازلة ومد أسلاك شائكة ونصب أنظمة الإضاءة على الحدود المشتركة بين سورياوتركيا، إلا أنه برغم كافة هذه التدابير الأمنية لا يمكن السيطرة على الحدود الممتدة لأكثر من 900 كيلومتر بشكل متواصل مع استمرار تواجد تنظيم داعش، وأهمية تطهير المناطق الحدودية السورية القريبة من تركيا من التنظيم الإرهابي.
