حذر مؤشر «الإرهاب العالمى ل2015»، الذى أصدره المعهد الدولى للاقتصاد والسلام، فى نوفمبر الماضى، لقياس نطاق وتأثير «الهجمات الإرهابية» حول العالم- من وصول الإرهاب العالمى إلى أعلى المستويات، مشيرا فى تقريره إلى استمراره فى التصاعد بوتيرة غير مسبوقة. ولفت التقرير إلى أنه على الرغم من تزايد حوداث «الإرهاب» عالميا، فأغلب ضحاياه القتلى ينتمون لدول غالبيتها من المسلمين، وهى «العراقوسوريا، وأفغانستان، وباكستان، ونيجيريا». ونشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية خريطة مبنية على نتائج التقرير الذى رصد تنامى تأييد الجماعات المتشددة فى العالم لتنظيم «داعش»، حيث أعلن 42 تنظيما مسلحا فى عدة دول تمتد من الفلبين إلى مصر- الدعم له. وأشارت الصحيفة إلى أن الخريطة التى أصدرتها وكالة Statista للإحصاءات، توضح أن 30 جماعة أعلنت ولاءها بشكل رسمى، «مبايعة»، ل«داعش»، بينما أعربت 12 جماعة أخرى عن دعمها وتشجيعها للتنظيم، بحسب تقرير مؤشر «الإرهاب العالمى». وذكرت «إندبندنت» أن «داعش» يعتبر التنظيم الأكثر «غنى وعنفا» فى العصر الحديث، وأن جزءا من استراتيجيته تعتمد على اجتذاب المقاتلين الأجانب، حسب التقرير، والذى اعتبر أن جماعة «بوكو حرام» كانت «أكثر التنظيمات قتلا» فى 2014، والتى سبق وأعلنت ولاءها ل«داعش»، وتشارك معه بكثافة فى التدريبات المسلحة، والتمويل، ووسائل التواصل الاجتماعى، وجاء التنظيم المسلح مع حركة «طالبان»، وحركة «الشباب» الصومالية، فى نفس القائمة للتنظيمات «الأكثر قتلا»، حيث وجد أنها مسؤولة عن 74% من عمليات القتل الإرهابية خلال 2014، التى أسفرت عن مقتل 18،444 شخصا. ورغم ذلك تلقى تنظيم «داعش» ضربة قوية خلال 2015، حيث خسر 14% من مجموع الأراضى التى سيطر عليها، وفقد مدينة «تل أبيض» على الحدود السورية التركية فى يونيو الماضى، 85 كيلومترا عن مدينة الرقة، معقل التنظيم، وتعد خسارتها قطعا لخط الإمدادات بين الرقة والحدود التركية، وأيضا فقد مدينة تكريت العراقية فى مارس، ثم مصفاة بيجى، أكبر مصافى النفط فى العراق، لاحقا، بالإضافة إلى خسارته جزءا من الطريق بين مدينة الموصل فى شمال العراق ومدينة الرقة السورية. وبحسب دراسة أعدها معهد «IHS Jane›s» الأمريكى، فقد التنظيم 128 ألف كيلومتر مربع فى الفترة الفاصلة بين بداية 2015 وحتى منتصف ديسمبر من العام نفسه، لتنحصر أراضيه فى حدود 78 ألف كيلومتر مربع. وأوضحت الدراسة أن الخسائر التى تكبدها «داعش» كانت أساسا فى مناطقه الشمالية، وهى المناطق التى يقاتل من أجلها الأكراد الذين استرجعوا جزءا كبيرا من أراضيهم، وأيضا هناك حشد دولى متزايد ضده متمثل فى التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتحالف الإسلامى بقيادة السعودية. «بوكو حرام»: اكتسبت الجماعة التى يعنى اسمها «التعاليم الغربية حرام»، شهرة دولية بسبب هجماتها على المدارس، والتى اختطفت فيها المئات من الفتيات. وقامت بحملة شرسة لتفجير الأسواق فى جميع أنحاء نيجيريا، ووصفها المراقبون ب«طالبان أفريقيا» وحسب إحصاءات رسمية، أسفرت حرب «بوكو حرام» ضد السلطات فى نيجيريا والكاميرون وتشاد عن 17 ألف قتيل ونزوح 2.6 مليون شخص منذ 2009. وتفوقت «بوكو حرام» الجماعة الإسلامية المرتكزة فى الولاياتالشماليةبنيجيريا، بزعامة أبوبكر محمد شيكاو، وأطلقت على نفسها «ولاية غرب أفريقيا»- على «داعش» فى قتل الأبرياء حيث إنها مسؤولة عن مقتل أكثر من 6644 ألف شخصا فى 2014، بزيادة قدرها 317 فى المائة عن العام السابق، فى حين كان «داعش» مسؤولا عن مقتل 6073 شخصا. ووصفها مؤشر «الإرهاب العالمى» بأنها ك«أكثر التنظيمات قتلا» فى 2014، وتشارك «داعش» فى التدريبات المسلحة، والتمويل، ووسائل التواصل الاجتماعى. جماعة «أبوسياف» فى الفلبين: ظهرت فى بداية التسعينيات من القرن الماضى، بعدما انشقت عن «جبهة التحرير الوطنية»، «مورو»، وتسعى لإنشاء دولة «إسلامية» بجزيرة مندناو، جنوب البلاد، والتى يسكنها أغلبية مسلمة، وتتهم بأنها «مسؤولة عن أسوأ أعمال العنف فى الفلبين»، خاصة التى استهدف أحدها عبارة فى مانيلا، وأسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل فى 2004، وكذلك عمليات احتجاز الرهائن، وقام عناصرها بقطع رؤوس أعدائهم أو التمثيل بجثثهم، وتعتمد على الاغتيال والخطف وابتزاز الشركات والأثرياء، وغالبا ما تستهدف الجماعة الأجانب للضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم، وتضم نحو 300- 400 مقاتل، ويتمركزون فى جزر باسيلان، وسولو، وتاوى تاوى فى أقصى الجزء الجنوبى للفلبين، ويمتد نشاطهم أحيانا إلى مانيلا. «جند الخلافة فى أرض الجزائر»: أعلن التنظيم الذى ينشط فيما يعرف بمنطقة «مثلث الموت» (رؤوسه الثلاث تيزى وزو وبومرداس والبويرة) المعقل الرئيس لتنظيم «القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى»- انشقاقه عنه، وبايع «داعش» متهما «القاعدة» ب«حياده عن جادة الصواب»، وعين «أميرا» جديد له يدعى بن هنى محمد، الملقب ب«زبير»، خلفا ل«أميره» الذى قتل فى عملية للجيش الجزائرى. واختطف التنظيم السائح الفرنسى، وقطع رأسه فى مقطع فيديو بعد بضعة أيام من رفض مطالبه لفرنسا، بوقف ضرباتها الجوية ضد «داعش» فى سوريا، فى 2014، وشن الجيش الجزائرى عملية واسعة النطاق للعثور على التنظيم الضالع فى عملية الخطف. إمارة «القوقاز» فى الشيشان: فى أواخر يونيو، أعلن مقاتلون إسلاميون من 4 جمهوريات من القوقاز فى روسيا (داغستان والشيشان وأنغوشيا وقبردينو- بلقاريا الروسية) مبايعتهم ل«لبغدادى»، وفق تسجيل صوتى، ورحب به التنظيم، وقرر تعيين أبومحمد القدرى «والياً على القوقاز». وبحسب أجهزة الاستخبارات الروسية، يقاتل نحو ألفى روسى فى صفوف هذا التنظيم المتطرف فى سورياوالعراق. «ولاية خراسان»: أعلن «داعش»، مطلع 2015، إنشاء «ولاية خراسان فى أفغانستانوباكستان»، ودارت فى ولاية هلمند الجنوبية اشتباكات بين مؤيدين لنائب أمير «ولاية خراسان»، عبدالرؤوف خادم، ومسلحين من حركة «طالبان» الذين منعوا تمدد التنظيم. وتشير مصادر أمنية باكستانية وأفغانية إلى أن تنظيم «داعش- ولاية خراسان» تلقى دعماً بعشرات ملايين الدولارات من القيادة المركزية فى «داعش- الرقة والموصل»، بهدف تنشيط عمليات التنظيم فى باكستانوأفغانستان. جماعة «المرابطون» فى مالى: تشكلت فى 2013 من الاندماج بين تنظيم «الموقعون بالدم» بزعامة مختار بلمختار، القائد سابق لتنظيم «القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى»، وبين حركة «التوحيد والجهاد» فى غرب أفريقيا، إحدى «المجموعات الجهادية» التى سيطرت على شمال مالى خلال خريف 2012 ومطلع 2013.
