هو صاحب «قنديل أم هاشم» حيث الصراع بين الحضارة والخرافة، و«دماء وطين» التي قالت إن الأعراف فوق المشاعر والمعتقد، وهو صاحب «عطر الأحباب» الذي يمثل محطة مهمة في فن البورتريه القلمى، هذا هو يحيى حقى، المولود في 7 يناير عام 1905 بحارة المبيضة، بالسيدة زينب. نشأ وسط ذلك الزخم الشعبي واستلهم منه رائعته «قنديل أم هاشم»، وتلقى تعليمه بمدارس السيدة، وتخرج في كلية الحقوق 1925، وعمل محاميا بين دمنهور والإسكندرية، ثم معاونا للإدارة بمنفلوط بأسيوط، وظل يتنقل بين الوظائف والقنصليات، وفي 1955عين مديرا لمصلحة الفنون عام 1958 ثم رئيسا لتحرير مجلة «المجلة» من 1962 إلى 1970، وتوفى «زي النهارده» في 9 ديسمبر 1992. تقول الروائية هالة البدري، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون السابق، إن يحيى حقى حقق طفرة سردية وأسلوبية وإنسانية في القصة والرواية العربية، فكان يكتب كتابة إنسانية دافئة وحارة لم تكن موجودة من قبله وكتبها بشكل مذهل ومعجز جمع بين العمق والبساطة، وفجر بهدوء وسلاسة أسئلة حضارية واجتماعية كان مسكوتا عنها مثلما في قنديل أم هاشم ودماء وطين «البوسطجى»، وكلاهما حولهما الروائى القدير صبرى موسى إلى فيلمين، وتعرض لمفهوم الخرافة والحوار الحضارى مع الآخر، فضلاً عن جرأته اللغوية وكان يقول مثلا: «إذا وصفت سيدة (ملظلظة) ما هو المرادف اللغوى في العربية الفصحى لأنقل هذا الوصف بروحه المصرية»، وكان يرى في الكتابة فنا رفيعا لكن لا يتعين أن أشعر القارئ بهذا، فأنا أشترى السلعة الجيدة ولا أحب أن أرى عرق الصانع عليها.