خسر المنتخب الأوليمبي المصري أمام منتخب مالي «المتواضع»، في رأي جميع المصريين بلا استثناء، فبعد التعادل مع نيجيريا خرج الجميع ليقوم بحساب كيفية الصعود دون النظر إلى المنافس بقدر النظر إلى نتائج المنافس وخسارته غير العادلة في مباراتين كان هو الخصم الأفضل وخسرهما بأخطاء فردية ساذجة. بدأ حسام البدري، المدير الفني لمنتخب مصر الأوليمبي، بطريقة لعب 4-2-3-1 بوجود مسعد عوض في حراسة المرمى أمامه الرباعي أسامة إبراهيم، محمود حمدي، رجب نبيل، محمد حمدي، ثم الثنائي محمد فتحي، رامي ربيعة، والثلاثي رمضان صبحي وكريم نيدفيد ومحمود كهربا، وفي الأمام حسين رجب، مهاجم وحيد. درس مدرب مالي المنتخب المصري جيدًا وكان واضحًا للعيان استغلاله عدم التناغم بين ثنائي الارتكاز في وسط الملعب المصري مع الرباعي الخلفي ليستغل المساحة الكبيرة بينهم. أما في حالة الدفاع فقد وضح بشدة تميز الفراعنة من الأطراف ليقوم بعمل دفاع رباعي وثلاثي في هذه المساحات على طرف الملعب المتواجد به اللاعب صاحب الكرة، وهنا تظهر ثغرة في وسط الملعب في zone 14 كما يطلق عليها المدربون في كرة القدم، ولم يقم باستغلالها لاعبو مصر. استمر دفاع منتخب مصر في الأخطاء الكارثية منذ بداية البطولة كما وضحناها في مباراة الجزائر بتمركز دفاعي عشوائي سيئ للغاية، سواء في الرقابة أو تغطية مناطق الخطورة. وأصر منتخب مالي على غلق الأطراف برباعي من اللاعبين وترك عمق الملعب تمامًا دون أي استغلال من لاعبي مصر، ولكن هل لم يلاحظ أحد الوقوف على الخط هذا الأمر. هنا تواجد أحد لاعبي مصر على حدود المنطقة دون رقابة ولكن لم يتم التمرير له أو لغيره. وهنا تم اختراق العمق بكل سهولة بتمريرة سريعة من كهربا لكريم نيدفيد ولكن لم يحسن إنهاءها. وهنا التمركز الدفاعي للمنتخب المصري يوضح العشوائية التي يلعب بها الفريق، تواجد خماسي مصري ضد ثنائي من مالي واللعب صاحب الكرة أمامه الحلول للتمرير القاتل في ظهير وعمق الدفاع. وفي طريقة ال4-2-3-1 في حيازة الخصم للكرة يقوم ثنائي الجناح الهجوميان بالدعم الدفاعي على الأطراف ووسط الملعب، ولكن هنا شاهدنا موقفا دفاعيا 7 ضد 7، في ظل عدم ارتداد دفاعي من ثلاثي هجومي. متأخر بهدف وتريد الهجوم وإحراز هدفين، فتقوم بإخراج لاعب ارتكاز وإشراك جناح أيمن، ليعود كريم نيدفيد لمساندة ربيعة في وسط الملعب في ظل عدم وجود أى أدوار دفاعية للثنائي رمضان صبحي ومحمود كهربا أصحاب الملعب والكرة وكل شيء ولم يستطع أحد السيطرة عليهما، فتجد هذا المشهد لثنائي ضد خماسي في عمق الملعب. أما إجمالًا وتلخيصًا لما حدث من الفريقين في المباراة فعليك فقط مشاهدة هذه الحالة. كهربا ورمضان صبحي خذلا حسام البدري، وانتهت مسيرة المدرب الذي لم يستطع السيطرة على لاعبيه.
