كشفت مصادر من جماعة الإخوان المسلمين ل«المصرى اليوم» أن «الجماعة» بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من خطة تحسين العلاقة مع الأقباط، منذ بداية العام الجارى، بعد أحداث نجع حمادى، لافتة إلى أن التنفيذ يتم وفق برنامج زمنى محدد، بدأ قبل شهرين من تقديم ورقة العمل النهائية، التى نشرتها «المصرى اليوم» ومازالت محل دراسة. وأكدت المصادر أن المرحلة الأولى شملت تنظيم وفود من نواب الإخوان وعدد من أعضاء مكتب الإرشاد لزيارة الكنائس الكبرى فى المحافظات لتقديم واجب العزاء فى ضحايا حادث نجع حمادى، الذى راح ضحيته 6 أقباط ومجند مسلم، وتم تنفيذ تلك المرحلة فى العديد من المحافظات، مثل الدقهلية والإسكندرية والشرقية والغربية؛ بسبب الكثافة الإخوانية بها، بالإضافة لتنظيم وفد من النواب وأعضاء «الجماعة» لزيارة أسر الضحايا بنجع حمادى، لتقصى الحقائق حول الحادث، تمهيداً لضمها للبحث المقرر إجراؤه حول الفتنة الطائفية وأسبابها ومثيريها. وأضافت أن هذه الخطوة جاءت رداً على محاولات الحزب الوطنى إلصاق تهمة ارتكاب هذه الأحداث ب«الجماعة» وإيهام الأقباط أن الإخوان حرضوا عليها، وأن انتشار أفكارهم سبب رئيسى وراء اضطهاد الأقباط والاعتداء عليهم، وأشارت المصادر إلى أن هناك بحثاً سوف يكشف بالوثائق عن المحرضين للفتنة فى البلاد. وأكدت المصادر أن الخطة نفسها، شملت تقديم ورقة عمل أخرى إلى النقابات التى يتولى إدارتها أعضاء من «الجماعة» للتواصل مع أعضائها من الأقباط، وإقامة علاقات طبيعية معهم، بالإضافة إلى تبنى تلك النقابات تنظيم احتفالات رمزية بمناسبة أعياد الأقباط، كانت بداية التنفيذ خلال أبريل الماضى للاحتفال بعيد القيامة المجيد، بالتوازى مع احتفالات شم النسيم وأعياد الربيع، بالإضافة لتخصيص نسبة من قرارات العلاج على نفقة الدولة للأقباط الموجودين فى دوائر نواب «الإخوان»، تترواح ما بين 10 و15%، وأشارت المصادر إلى دراسة تطبيق بنود الخطة بالكامل خلال الفترة القادمة، ودعوة القيادات الكنسية فى المحافظات لحضور إفطار رمضان، ومن خلاله ستتم إثارة النقاط الحوارية والمتفق عليها بيننا وبينهم بعيداً عن الخلافات. وقال المهندس إبراهيم أبوعوف، عضو مجلس الشعب «إخوان»: إن علاقة «الجماعة» بالأقباط طيبة منذ سنوات طويلة، وما تم نشره عبارة عن توجه إخوانى خالص، خاصة أن الجماعة تهتم بنشر ثقافة الإسلام الحقيقية ونحن جادون وصادقون فى إنشاء علاقة حقيقة مع الأقباط، وترسيخها لصالح الوطن، وأضاف: أن المشاكل التى يصطنعها البعض لسنا طرفا فيها. وأشار إلى أن مبادرة «الإخوان» تلقى استجابة من بعض القيادات الكنسية المعتدلة، والبعض «بيخاف»، وهناك من يتلقى المبادرة بسطحية، وكذلك الأمر داخل «الجماعة»، وأضاف: «محترفو السياسة من الطرفين يتفهمون القضية ويحاولون علاجها». ونفى الدكتور عبدالرحمن البر. عضو مكتب الارشاد ب«الجماعة»، ما يردده البعض بشأن مطالبة «الإخوان» بفرض الجزية على الأقباط، مؤكدا أنها كان لها وقتها وظروفها ولا يجوز تطبيقها حاليا، لأنها لا تلائم تطور المجتمع الإسلامى. وتلقت الكنيسة القبطية ما نشر عن الخطة بحذر، ورفض عدد كبير منهم التعليق عليها ورددوا جملة وحيدة: «أفلح إن صدق».
