منذ أيام وفى حفل افتتاح «مهرجان القاهرة السينمائى الدولى» فى دورته السابعة والثلاثين، كنا كمن يحتفل فيه بالعروس الهاربة؟ وكأننا أمام مشهد زواج عتريس من فؤادة الباطل! فكيف نحتفل بزفاف عروس ليست داخل الكوشة، ولا تجلس بجوار عريسها، وأسوأ ما كان فى مشهد الحفل، أننى رأيت كل الذين مصمصوا عظام السينما المصرية، إنتاجاً وتوزيعاً، واحتكروها، وقرصنوها، وأفسدوها، وباعوها تراثاً منهوباً للأمراء! لقد مشوا جميعاً فى زفاف العروس المغتصبة، برغم أنهم أحلوا بيعها، والمؤسف أن عددا كبيرا من أعضاء غرفة صناعة السينما هم أنفسهم المستفيدون منها، فتأتى الدولة دائماً بهم للوصول إلى حل. ويتصرفون هم طبقاً لمصالحهم، وبح صوت السينمائيين الشرفاء بفصل المستفيدين عن أعضاء الغرفة، لكن عزائى الوحيد أننى سأرى فيلمين مميزين «من ضهر راجل»، وفيلم «الليلة الكبيرة»، وهما فيلمان أعتبرهما مقدمة قوية لصناعة ثورة سينمائية والعودة لقيمة السينما العربية، كما أنهما يكفران عن بعض ذنوب السبكى فيما قدمه لنا فى السابق من أعمال، ففى رأيى الشخصى أنها لم تكن ترقى لأى فن من الفنون، مع تقديرى الشديد للمعجبين بأعماله، وهذا حقهم، وأقول للدولة المصرية، أرجوكم، لا تقيموا مهرجانا للسينما، قبل أن تبحثوا عن العروس الغائبة «السينما المصرية» المفقودة، والتى تعرضت للاغتصاب من قبل نصف المدعوين، وأخيرا أسأل سيادة رئيس الوزراء: متى ستنافس الحكومة على صناعة السينما؟ هشام أبوسعدة - كاتب سينمائى
