ظلت دائرة «السادات، منوف، سرس الليان»، بمحافظة المنوفية، تحت سيطرة الحزب الوطني لسنوات طويلة، يتحكم رجل الحزب القوي، أحمد عز، في مقعد الفئات في الدائرة في برلماني 2005 و2010، وحتى حل المجلس إبان ثورة 25 يناير2011. وتنقل مقعد العمال بين مرشح الإخوان عبدالفتاح عيد في برلمان 2005، ومرشح الحزب الوطني، أيمن معاذ، في برلمان 2010. انسحب الحزب الوطني من الحياة السياسة بعد حله بحكم قضائي، وبقى «فلوله»، يحاولون تلمس قدم في الدائرة التي سيطر عليها مرشحي جماعة الإخوان المسلمين في برلمان 2012، عبدالفتاح عيد، على مقعد العمال، وإبراهيم حجاح في الفئات. رحل أحمد عز، وتنقل بين المحاكم ل3 سنوات متتالية، بتهم التربح واستغلال النفوذ، وهي التهم التي على أساسها، قررت اللجنة العليا للانتخابات، استبعاده، بسبب قرار التحفظ على أمواله من قبل النائب العام، وذهب الإخوان في محاكمات لا نهاية لها بعد أحداث 30 يونيو 2013، لتخلو الدائرة التي تحولت إلى دائرة «السادات» فقط، لأول مرة من الصراع التاريخي بين «الوطني» و«الإخوان». ويتنافس في الدائرة 9 مرشحين، بينهم رجل أعمال وحيد، هو شريف عفيفي، رئيس مجلس ادارة سراميكا بريما، وطلعت الدراجيني، عميد سابق بالقوات المسلحة، مرشح عن حزب مصر الحديثة، (رمز الفأس)، وسامي المشد، صيدلي، حزب المصريين الأحرار، (رمز النسر)، وجهاد عبدالظاهر مرشح حزب النور، (رمز الفانوس)، ونبيل شاهين، حزب مصر الحديثة، (رمز المقص)، ومحمد عطوة، مستقل، (رمز طائرة هليكوباترا)، وجمعة أباظة، مستقل، (رمز سماعة يد)، وأحمد شلبي من حزب الوفد الجديد، (رمز النخلة)، ورشا غازي، مستقل، (رمز الشمعة). لكن من بين المرشحين ال9، يظهر اسمين فقط لهما شعبية واضحة في الدائرة، الأول شريف عفيفي، وهو صديق رجل الحزب الوطني، أحمد عز، وساعده الأخير في شغل منصب رئيس غرفة مواد البناء في اتحاد الصناعات لمدة 3 سنوات، وهو الأمر الذي لم ينكره «عفيفي» في جولاته، لكنه يؤكد أن لا يقبل أن يكون بديل «عز»، وأن هدفه خدمة أهالي دائرته. ما يزيد فرص نجاح «عفيفي» توفيره لفرص عمل للشباب في مصنعه، بجانب ذلك فهو يتمتع بعلاقة قوية مع مسؤولي محافظة المنوفية، أما المرشح الثاني فهو سامي المشد، عضو «المصريين الأحرار»، الذي يركز في برنامجه على دعم الفلاح، وإلزام الدولة بتوفير هامش ربح مناسب له. وتعد قرية «الطرانة»، مسقط رأس «المشد»، من القرى الأعلى تصويتًا بدائرة «السادات»، كما أن عائلته واحدة من أكبر العائلات في مركز السادات، ولها صلات قرابة بعدد من العائلات الكبري في القرى المجاورة، مما يعزز فرص منافسته على مقعد الدائرة. وربما يدخل جهاد عبدالظاهر، مرشح حزب النور السلفي، في المنافسة، بسبب شعبية الحزب السلفي في بعض قرى الدائرة مثل كفر داود، بجانب مساهمته في حل عدة مشاكل بالدائرة منها حل مشكلة سائقي سيارات الرحلات الذين اعتصموا أمام جهاز مدينة السادات، اعتراضًا على الغرامات التي توقع عليهم، حيث اقترح مرشح «النور» على المعتصمين والجهات الأمنية، العمل في الفترة الصباحية، وفترة عودة العمال من المصانع لحل أزمة التكدس وعدم التعرض للغرامات بمخالفة القانون.
