انهار جزء من عقار مكون من 4 طوابق بالفجالة وسط القاهرة، الاثنين، وأصيب ضابط شرطة وأحد جيران العقار، خلال محاولتهما إنقاذ مسن «قعيد» ونجلته «الحامل». واتهم الأهالي صاحب العقار، الذي يقطن بمدينة بنها في القليوبية، ومسؤولي حي الأزبكية بالإهمال، فيما تحرك وكيل وزارة التضامن الاجتماعي إلى مكان الحادث، ووعد الأهالي بصرف تعويضات مادية لهم، لم يقدر قيمتها، إضافة إلى التنسيق مع المحافظة لتوفير شقق بديلة للمتضررين. وكانت قوة من قسم شرطة الأزبكية وعناصر الحماية المدنية متواجدة لإنقاد سكان العقار، وتحركوا إلى عقار مجاور للعقار المنهار، لسرعة إخلائه من قاطنيه بعد سقوط أجزاء منه. وقال هاني محمد، صاحب ورشة ميكانيكي، ل«المصرى اليوم»، إن العقار صادر له قراران بإزالة طابقين منذ العام 1993، ولم تنفذهما رئاسة حي الأزبكية، وصاحب المنزل رفض مشاركتنا في «تنكيس» العقار، لأنه إذا تم سيمتد عمر المبنى لمائة عام أخرى. وأضاف هاني أن العقار منذ عام 1917، وصاحبه ورثه وشخص آخر، لكنهما يقطنا بمحافظة القيلوبية. سامية جرجس، كانت تطل من شقة الجيران، ويناولها عناصر الإنقاذ المدني كتب وحقائب مدرسية، هي بقايا حطام شقتها بالعقار المنهار. سامية، عادت إلى المنطقة بعد انهيار العقار، واطمئنانها على حال زوجها رمزي يوسف، 70 عاما، والذي يعانى من عجز في الحركة، وابنتها «مريان»، كونها حامل فى توأم، ونجليها «أبانوب»، و«يوستينا». وأوضحت «سامية»، والدموع تنهمر من عينيها، أنهم فوجئوا بانهيار العقار، وهرعت وابنتها «مريان» والطفلان، إلى شرفة العقار المؤدية إلى شقة الجيران بالعقار المجاور، حيث يمتد ممر بينهما، ونجحوا فى النجاة، لكن المشكلة كانت في زوجها، فتحرك شاب من الجيران لإنقاذه، بعد محاولات عدة بإقناعه بترك الشقة، لأنه كان يبكى مرددا: «مش هسيب بيتي»، ولسوء الحظ الشاب «محمود» تعثر بعد إنقاذ الزوج من الخروج، لدى محاولته أخذ الكرسي المتحرك الخاص ب«رمزي». وأشار محمود رمضان، الشاب الذي أنقذ حياة «رمزي»، ل«المصري اليوم»، إلى أنه هرع على الفور لإنقاذ جيرانه، وتمكن من حمل الرجل المسنّ، وإنزاله إلى الشارع، وبعودته لجلب كرسيه المتحرك، والتفتيش في أرجاء الشقة عن ابنته «الحامل» لإنقاذها، سقطت شرفة الشقة عليه. «محمود»، أصيب بكدمات وجروح بمناطق متفرقة في جسده، ورفض استكمال علاجه بالمستشفى القبطي، للاطمئان على حال جيرانه. ولم يكن الشاب وحده المُصاب فى عمليات الإنقاذ، فشاركه الملازم أول محمود عمران، الضابط بقسم شرطة الأزبكية، الذي تحطم جدران شرفة شقة «رمزي» بالطابق الثاني فوقه، وتدهورت حالته الصحية، ويتلقى العلاج بمستشفى الهلال. وأضاف أشرف إبراهيم محمد، سائق، ساكن بالطابق الرابع من العقار، إن شريك صاحب المنزل يؤجر الطابق الثالث للمغتربين، ويأتي كل شهر يحصل الإيجار منهم، ويعرف بتدهور البيت عن آخره. وطالبت أسرة «أشرف» المكونة من الزوج وابنتيه «مريان»، و«مريم»، بالمرحلتين الابتدائية والإعداية، بشقة بديلة لهم:«ليس لنا مأوى آخر.سنبيت ليلتنا في العراء». أصحاب الورش ال3 بالعقار، تركوها بعد الانهيار الجزئي، بناء على قرار صادر من رئاسة حي الأزبكية، وأسرة «رمزي» ذهبت إلى منزل زوج الابنة، والمغتربين القاطنين الدور الثالث ذهبوا إلى حال سبيلهم، وتلقى أسرة «أشرف» مصيرها في الشارع. وفي زيارة لتفقد الأوضاع، قال سلامة سعد نصر، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي، إنهم جاءوا لمعاينة العقار، وسيصرفون التعويضات اللازمة للمتضررين، ولم يحدد قيمتها، وبسؤال الأهالي له عن تعويضهم بشقق بديلة، أكد لهم أنهم بصدّد دراسة الأمر بالتنسيق مع محافظة القاهرة.