نجح البرتغالي جوزيه بيسيرو في قيادة الفريق الأول بالنادي الأهلي لتحقيق الفوز الثاني له على التوالي في الجولة الثانية من بطولة الدوري المصري الممتازي على حساب فريق غزل المحلة الصاعد حديثًا للبطولة بهدفين نظيفين. وكان بيسيرو قد أعلن عقب المباراة الأولى أن مباراة المحلة ستشهد ظهور بعض من بصماته وملامح طريقة لعبه على الفريق، وقد شاهدنا بالفعل ضغط قوي في جميع أرجاء الملعب على لاعبي الخصم فور افتقاد الكرة وهو ما يُطلق عليه في كرة القدم الحديثة «counter pressing» حيث يطبقه بيب جوارديولا ويورجن كلوب مع بروسيا سابقًا، وفلسفته تكمن في أن الفريق حينما يستخلص الكرة يقوم بعمل هجمة مرتدة سريعة وإذا أردت القضاء عليها فعليك أن تقوم بعمل ضغط مرتد سريع فتستخلص الكرة والخصم مازال في حالة من عدم الاتزان والتمركز السئ. هنا طالت الكرة على أحمد فتحي ليقوم بالضغط ومعه أنطوي ووليد وغالي والسعيد ومؤمن ونجحوا في الحصول على رمية تماس. وهنا يضغط عاشور وغالي ومؤمن زكريا. وهنا شاهدنا الخماسي عاشور وغالي وأنطوي والسعيد ومؤمن يمارس الضغط الجماعي. لذا كان لابد من تقديم أحد اللاعبين للمساعدة والمساندة خلف حسام عاشور وحسام غالي المطالبين دائمًا بالضغط من الأمام فرأينا أحمد حجازي يقوم بدور ليبرو في وسط الملعب. هنا أحمد حجازي تقدم استخلص الكرة من خلف غالي وعاشور وهنا تكرر الأمر من نفس اللاعب أحمد حجازي. وكذلك في هذه الحالة أيضًا بعد أن تمت مراوغة حسام عاشور. أما تلك الحالة فكانت بعد خروج عاشور وتقدم حجازي ليساند غالي والسعيد. وكذلك قام وليد سليمان بالتغطية خلف أحمد فتحي لتشاهده وكأنه مدافع ثالث بجوار نجيب وحجازي في هذه الكرة. أما على الجانب الهجومي فقد ظهرت بعض التحركات العكسية بين الثنائي عبدالله السعيد ومؤمن زكريا لخلخلة دفاع الخصم وهو ما نجحا فيه بنسبة كبيرة، مؤمن كان لاعب جناح أيسر والسعيد يشغل مركز 10 صانع اللعب من العمق. هنا نزل مؤمن لاستلام الكرة من الدفاع وخرج السعيد للطرف الأيسر. ويظهر هنا السعيد في الجانب الأيسر بعد أن تسلم تمريرة حجازي بعد التحرك في الصورة الأعلى ب7 ثوان. أما هذه الصورة فتؤكد الانسجام والتوافق الذهني بين الثنائي وتبديل المراكز في آن واحد، السعيد للخارج ومؤمن للداخل. وهنا سقط أنطوي والسعيد ووليد للخلف للاستلام من لاعبي الدفاع لينطلق مؤمن للعمق ويستغل المساحات خلف أنطوي. أما ما أشير إليه في تقرير ما قبل المباراة عن قناعات بيسيرو وكيفية خلق مساحة للظهير لكي يتقدم للهجوم فقد تأكد في هذا الحالة، شاهد حسين يعود للخلف وهو الظهير العكسي وغالي يمرر ووليد يسقط للخلف ليتسلم وفتحي ينطلق في المساحة التي تركها وليد..هكذا يريدها بيسيرو. وهذا ما أشرنا به قبل المباراة ويؤكد الصورة أعلاه. هل شاهدت كيف جاء الهدف الأول للاهلي، كيف حصل الفريق على ركلة الجزاء؟ هنا كان الثنائي السعيد وغالي يقوم ببناء اللعب بينما يعود عاشور ومؤمن للخلف لاستلام الكرة منهما. ثم تسلم عاشور الكرة وأمامه مساحات شاسعة لينطلق ويمررها لمؤمن الذي اخترق منطقة الجزاء ولكن يردها الدفاع لتجد السعيد الذي يصوب في يد المدافع. في هذه الحالة، كأن هدف الفريق في مباراة الجيش يتم إعادته من جديد حيث يتواجد رباعي على الجانب الأيمن للتغطية مع أحمد فتحي ويبقى العمق فارغًا ليعود عبدالله السعيد هنا للتغطية أما هناك فعاد صالح جمعة واستخلصها وصنع الهدف. هذه من مباراة غزل المحلة. وهذه من مباراة الجيش. المؤشرات تؤكد ان بيسيرو مدير فني مناسب للأهلي فهو يبدو عليه الواقعية والصرامة والتوازن بين الدفاع والهجوم.