تراجعت شركة «حديد عز» عن الأسعار التي أعلنتها الشهر الماضي، وخفضت سعر بيع الحديد لشهر مايو بمقدار 300 جنيهاً، ليصل سعر البيع تسليم مصنع إلى 3800 جنيهاً بدلاً من 4100 جنيهاً، ويتراوح سعر بيع للمستهلك على مستوى الجمهورية مابين 3960 جنيه إلى 4040 جنيه، بعد شهر واحد من رفع أسعارها بمقدار 820 جنيه دفعة واحدة، مما تسبب في تراجع الطلب والمبيعات بشكل لافت نتيجة عدم استيعاب السوق للزيادة. والتزمت باقي مصانع الحديد المحلية، بأسعار مجموعة عز ، حيث خفضت شركة «بشاي للصلب» أسعارها بمقدار 350 جنيهاً، ليصل سعر البيع بالمصنع إلى 3800 جنيهاً، بدلاً من 4150 جنيهاً، وتتراوح أسعار باقي المصانع الاستثمارية مابين 3700 جنيهاً إلى 3800 جنيهاً تسليم مصنع ، في حين يصل سعر الحديد التركي إلى 3650 جنيهاً للطن. وقال «سمير نعماني» مدير المبيعات بمجموعة «حديد عز»، إن التخفيض جاء نتيجة لحركة التصحيح التي شهدتها خامات الحديد عالمياً، حيث تراجع سعر خام البيليت 40 دولار، مما نتج عنه انخفاض في أسعار التكلفة الإنتاجية. وقال «نعماني» أن السياسة التسعيرية للمجموعة تخضع في الأساس للتكلفة الإنتاجية، ووضع السوق المحلى والعالمي، بالإضافة إلى وجود مخزون من الحديد بالسوق المحلي، موضحاً أن رفع السعر الشهر الماضي بمقدار 820 جنيهاً كان وفق معطيات ارتفاع التكلفة الفعلية، وتخفيض السعر الشهر الجاري بمقدار 300 جنيه جاء لنفس السبب . وأكد أنه لا يوجد مصنع في العالم أسعاره مستقرة لمدد طويلة تتراوح مابين 3 إلى 6 أشهر، مشيراً إلى أن تركيا نفسها تسعر الحديد أسبوعياً، نافياً وجود تأثير لاستيراد الحديد التركي على تحديد الشركة لأسعارها. وأكد تجار ووكلاء أن التخفيض الذي أعلنته مجموعة «حديد عز» أربك السوق، في ظل توقف الطلب النهائي خلال الشهر الماضي بسبب عدم تقبل السوق للزيادة السعرية التي وصلت إلى 25 % ، متوقعين تراجع في مبيعات المصانع بسبب وجود مخزون كبير لدى مصانع الحديد. وقال «جورج متى» رئيس القطاع التسويقي بالمجموعة، إنه تقرر تثبيت سعر الحديد الصاج المسطح في الشهر الجديد عند متوسط من 4350 جنيهاً للطن، موضحاً أن متوسط المبيعات الشهرين الماضيين تحسن نسبياً، مع توقعات بزيادة المبيعات خلال الفترة المقبلة. وكانت أسعار الحديد قد شهدت تراجعاً في السوق العالمي خلال الشهر الماضي، ووصل سعر طن الحديد التركي وصول ميناء دمياط إلى 600 دولار، أي ما يعادل 3500 جنيهاً، مع وجود معطيات بمواصلة الانخفاض خلال الفترة المقبلة، وبلغت الكميات المستوردة خلال الشهر الماضي حوالي 120 ألف طن، وسط توقعات باستمرار نمو الواردات . في المقابل أشار «أسامه عبد المنعم» مدير المبيعات بشركة «الهبة للتجارة»، إلى أن الطفرة السعرية في أسعار الخامات لم تستمر سوى 10 أيام فقط ، وكان الطلب النهائي خلالها ضعيف. وأضاف أن أسعار الحديد التركي ستغرى عشرات التجار والشركات لاستيراد كميات كبيرة من الحديد التركي والأوكراني، متوقعاً وصول 300 ألف طن حديد تسليح خلال الشهر الجاري.
