■ كان عنوان «صوت وصورة» عدد 31 أغسطس الماضى «تحية إلى مؤسسة (أروقة) والشاعر المترجم محمد عيد إبراهيم»، وكان الموضوع ترجمة أول كتاب للمفكر والناقد الأدبى المصرى إيهاب حسن الذى استقر فى أمريكا منذ عام 1946، وصدرت كل كتبه بالإنجليزية ويعتبر من أوائل المنظرين لتيار ما بعد الحداثة فى العالم، وبعد عشرة أيام من نشر المقال، وأثناء وجودى فى مهرجان فينسيا السينمائى «2 - 12 سبتمبر» توفى إيهاب حسن يوم 10 سبتمبر. مقالات متعلقة * أنا وهو وحيدان.. وحيدانِ جدا * فاروق ظالماً ومظلوماً (9) * تقسيم جامعة القاهرة أتمنى أن يكون قد قرأ المقال ليعرف أن فى بلاده من يعرف قيمته ويقدر فضله، ولعل مصر الثقافة الرسمية تتذكره فى معرض القاهرة للكتاب والمركز القومى للترجمة. ■ كان فيلم «فرانكوفونيا» إخراج فنان السينما الروسى العالمى ألكسندر سوكوروف من أحداث مهرجان فينسيا الكبرى، وبعد هذا الفيلم عن متحف اللوفر فى باريس، وفيلم «الفلك الروسى» عن متحف الأرميتاج فى بطرس بورج الذى أخرجه عام 2002، أصبح سوكوروف أهم من صنع أفلاماً عن المتاحف فى تاريخ السينما، فهناك عشرات، وربما مئات الأفلام التسجيلية عن متاحف العالم الكبرى، ولكن سوكوروف فى هذين الفيلمين يجعل من المتحف تعبيراً عن تاريخ البلد الذى يوجد فيه، ودوره فى الحضارة الإنسانية، وبأسلوب مركب فائق الجمال. أتمنى أن تنظم وزارة الآثار، وعلى رأسها الدكتور ممدوح الدماطى، وهو رجل فى مكانه، عرضاً خاصاً للفيلمين، وتوجه الدعوة إلى سوكوروف لحضور العرض والحوار مع المثقفين المصريين، وتقترح عليه إخراج فيلم عن المتحف المصرى ليعرض فى افتتاح المتحف الكبير الجديد. ■ وكان من أحداث فينسيا أيضاً عرض الفيلم التسجيلى عن فيلم أورسون ويلز الروائى الذى لم يتم عن مسرحية شكسبير «تاجر البندقية» وقبل هذا العرض تحدث مدير متحف السينما فى ميونخ عن الجهود التى بذلت سنوات طويلة لتجميع مواد الفيلم فى عدة متاحف فى أوروبا وأمريكا. شعرت بالأسى العميق، وتذكرت كل الذين كافحوا أكثر من نصف قرن لإنشاء متحف للسينما فى مصر، ومنهم كاتب هذه السطور، ولم يوجد المتحف، ويبدو أنه لن يوجد أبداً. وتذكرت الأفلام المصرية التى لم تتم، والتى تحتاج إلى البحث عنها، ومنها فيلم «دعنى لولدى» عام 1959 الذى شرع رمسيس نجيب فى إنتاجه عن سيناريو كتبه إحسان عبدالقدوس من إخراج صلاح أبوسيف، وأقنع ليلى مراد بالاشتراك فى تمثيله بعد اعتزالها عام 1954، وحاول أن يجمع فيه، وهو أكثر المنتجين طموحاً فى تاريخ السينما المصرية، بين ليلى مراد وفاتن حمامة وعمر الشريف وأحمد مظهر وعبدالحليم حافظ، وبدأ تصوير الفيلم فى فينسيا، وهناك صور فوتوغرافية نشرت فى الصحافة المصرية لفريق العمل فى فينسيا، أين هذه المشاهد الفريدة، لا أحد يدرى لأن أحداً لم يبحث عنها، ولا عزاء للسينما المصرية. [email protected] اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة