في عام 1648م وبعد ثلاثين عاماً من الحروب، وعلي ضوء ما طرأ من متغيرات في العلاقات الدولية الحديثة، جاءت معاهدة وستفاليا للسلام في ذلك العام، وفق منطق هذه المتغيرات ووفق منطق المصالح الدولية وبعد معاهدة «التراخت للسلام» عام 1713 ومن بعدها معاهدة «نيتشاد» 1721م. كان الفاعل الرئيسي للشؤون الدولية في أوروبا طيلة مائتي عام، خمس قوي عظمي دولية وهي إنجلترا وفرنسا وألمانيا والنمسا وروسيا، مما دفع هذه الدول«زي النهارده» في 26 سبتمبر 1815 لتأسيس ما يسمي الحلف المقدس أو «المحفل الأوروبي». وكان كونجرس فيننا قد لعب دوراً مهماً في تأسيس هذا الحلفوقد كفلت الدول، التي تألف منها هذا الحلف، لنفسها حق التدخل في الشؤون الداخلية للدول الصغري. وكان «سير رولد» قد وضع مبادئ خمسة أساسية للدبلوماسية القديمة، أو لنقل اعتبارات أساسية، وهي أولاً: النظر لأوروبا على أنها القارة الأهم، أما أفريقيا وآسيا فهما مجالان للتوسع الاستعماري والتجاري والديني. ثانياً: أن القوي العظمي أهم من القوي الصغري، لأن نطاق مصالحها أكبر. ثالثاً: أن تضطلع القوي العظمي بمسؤولية جماعية عن سلوك القوي الصغري مع بعضها البعض. رابعاً: تأسيس إدارة دبلوماسية محترفة، خامساً: إقرار مبدأ المفاوضات السرية والمتواصلة. ووفق حق التدخل الذي كفلته دول هذا الحلف لنفسها فقد أخمدت ثورات تحررية لدول كثيرة، على رأسها إيطاليا عام 1820م وإسبانيا1823م.