تمكن سيلتا فيجو الأربعاء من تحقيق فوز مستحق ومدهش على برشلونة في الليجا بأربعة أهداف لواحد على ملعب بالايدوس حيث كان رجل المباراة هو مانويل أجودو دوران الشهير ب«نوليتو» (28 عاما) الذي تمكن من تسجيل هدف وصناعة اثنين ويقدم مستوى متميزا للغاية مع فريقه هذا الموسم. - طفولة صعبة تصلح قصة «نوليتو» لتقديم فيلم سينمائي ربما يرشح لأكثر من جائزة أوسكار اذا ما اختير الممثلون بعناية لأنها تعد مثالا واضحا للارادة والتحدي والاستمرارية، خاصة أن اللاعب لم ينشأ في كنف عائلة تقليدية وفرت له كل سبل الحماية أمام الصعاب مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي على سبيل المثال، بل كانت طفولته قاسية وصعبة للغاية. لم يخف اللاعب أي شيء عن هذه الفترة الصعبة في حياته، ضمن حوار معه نشرته صحيفة (إيه بي سي) الإسبانية عام 2014 معه وكشف فيه عن أن والدته كانت مسجونة لذا فإن من تولى تربيته كانا جدته دولوريس وجده مانويل، الذي توفي في 2008 ودائما ما يهدى اللاعب له أي هدف يسجله. يقول نوليتو في هذا الحوار «بالنسبة لي جدي وجدتي هما والدي ووالدتي، قاما بتربيتي وجعلا طفولتي سعيدة، كان هناك الكثير من المشاكل، ولكنها كانت سعيدة وأنا ممتن لما كل ما قدماه لي». لم تكن مسألة العناية بالنسبة بنوليتو بالنسبة للجدين سهلة، لأن مانويل على الرغم من كبر سنه كان المسؤول عن ايصال حفيده الصغير من وإلى التدريبات فيما أنه لم يكن الحفيد الوحيد لأن مانويل ودولوريس كان لهما حوالي 40 حفيدا غيره من 11 ابن ولكنه كان المفضل بينهم. وتعترف الجدة دولوريس دون خجل في نفس الحوار أنها كانت تطلب مساعدات من مؤسسة (كاريتاس) الخيرية من أجل القدرة على اطعام العائلة ونوليتو الذي لا ينكر هو الآخر هذا حيث يقول «أتذكر هذا، كان إطعامنا يأتي في المقام الأول، جدي كان بمثابة ربان السفينة». - كرة الشارع وما بعدها كان الاحتكاك الأول لنوليتو مع الكرة في الشارع وهو الأمر الذي لا يزال يؤثر في أسلوب لعبه حتى الآن.. تلك اللمسة التي تضع المهارة دائما قبل كل شيء والتي يغلب عليها ذكاء فطري لابتكار أشكال غير متوقعة للتسجيل مثل هدفه في مرمى الألماني مارك أندريه تير شتيجن حارس برشلونة. لم يبدأ نوليتو مسيرته مع اسم كبير في عالم الكرة بل مع نادي متواضع يدعى أتلتيكو سالانكينيو ثم انتقل منه لأخر يدعى إيخيكا الذي لعب له لموسمين قبل وصوله لبرشلونة عام 2008 وعمره 22 عاما. خاض نوليتو عددا من الدقائق القليلة مع الفريق الأول للبرسا تحت إمرة المدرب بيب جوارديولا ولكن غياب الاستمرارية دفعه للرحيل نحو بنفيكا في عام 2011 ثم انتقل معارا في شتاء 2013 نحو غرناطة ثم انتهى به المطاف صيفا في سيلتا فيجو. وتمكن اللاعب خلال عامين ونصف ضمن صفوف سيلتا فيجو من هز الشباك أكثر من 30 مرة والحصول على استدعاء من المدير الفني للمنتخب الإسباني فيسينتي ديل بوسكي مرتين. - علمته الرماية خلال مسيرة نوليتو لعب تحت إمرة الكثير من المدربين ولكن اللاعب نفسه اعترف في نفس الحوار عام 2014 بأن أكثر مدرب أثر فيه كان هو لويس إنريكي مدرب برشلونة الحالي لتنطبق عليه المقولة الشهيرة «علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني». ولعب نوليتو تحت امرة انريكي في الفريق الثاني بالبرسا وأيضا في سيلتا فيجو حينما كان مدرب البرسا الحالي مديرا فنيا للفريق حيث يقول اللاعب «دائما كان مباشرا وصريحا معي، جعلني أرى كرة القدم بصورة مختلفة، جعلني أرى أنها يمكن أن تكون حقا طريقة للحياة، أخبرني بأنني لاعب متميز وضرورة العناية بأشياء مثل التغذية، كان دوره هاما للغاية». وتدور في الوقت الحالي أقاويل حول أن البرسا يسعى للحصول على خدمات نوليتو في سوق الانتقالات الشتوية المقبل على خلفية رحيل بيدرو رودريجز نحو تشيلسي الانجليزي والاصابة الطويلة لرافينيا، وهو الأمر الذي لا يمكن البت في اذا ما كان سيحدث أم لا. من ناحية توجد ميزة تتمثل في وجود علاقة قوية بين اللاعب ولويس انريكي مدرب برشلونة، ولكن من ناحية أخرى توجد اشكالية في أن نوليتو سيتحول من نجم الفريق ولاعب أساسي في سيلتا إلى ورقة ثانية في برشلونة، ذلك النادي الذي كان طريده في يوم من الأيام.
