أكمل، السبت، المحترف المصري أحمد المحمدي مباراته ال100، ولا ليست ال100 مع فريقه هال سيتي، ولكن ال100 المتتالية التي يلعبها كأساسي سواء في الدوري الإنجليزي أو في البريميرشيب، حيث لم يبدأ صاحب ال28 عاما أبدا أي مباراة منذ انتقاله إلى الفريق صيف 2012 وحتى الآن. ولكن المحمدي كان ليكون محتفلا بالمباراة ال123 المتتالية كأساسي مع هال سيتي في مسيرته لو لم يقطع سندرلاند إعارته في شتاء موسم 2013 ويجلس كاحتياطي مع «القطط السوداء» في مباراتين أمام سوانسي سيتي وويجان أثليتيك ليتم قطع سلسة مشاركاته كأساسي، حيث كان معارا لهال سيتي في النصف الأول من الموسم قبل العودة لسندرلاند لمدة شهر والانتقال مرة أخرى إلى نمور هال سيتي في البريميرشيب آن ذاك. وللتوضيح فإن المحمدي لم يجلس أبدا في بداية أي مباراة في الشامبيونشيب أو البريميرليج في مسيرته مع هال سيتي، ولكنه أكمل، السبت، سلسلة 100 مباراة متتالية في التشكيلة الأساسية التي يبدأ بها ستيف بروس مبارياته خلال مسيرته مع هال سيتي، ليتحول إلى معشوق الجماهير الأول والنجم الذي يتم بناء الفريق حوله بفضل ثبات مستواه وإسهاماته الدائمة في مباريات النمور. وشارك المحمدي في كل مباريات الموسمين الأخيريين مع هال سيتي ال38 كاملين كأحد الأرقام النادر حدوثها في دوري قوي بدنيا مليء بالالتحامات والإنذارات والإصابات كالدوري الإنجليزي. ولعب المحمدي ملك الجبهة اليمني مع هال سيتي إجمالا 136 مباراة، مسجلا 9 أهداف منهم 122 مباراة في الشامبيونشيب أو البريميرليج كلهم كأساسي سجل فيهم 7 أهداف بجانب 10 مباريات في الكؤوس الإنجليزية وأربعة مباريات في اليوروبا ليج سجل خلالهم لهدف وحيد. ولم تكن مسيرة المحمدي مفروشة بالورود في أوروبا فالانتقال كان من إنبي إلى سندرلاند، حيث كان موسمه الأول رائعا فشارك في 34 مباراة، ولكن الموسم الثاني كان أسوأ فلم يلعب سوى 18 مباراة فقط، ليقرر في الموسم الثالث لا ليس العودة إلى بلاده مرة أخرى كما يفعل بعض المحترفين عند وجود المنافسة أو الابتعاد عن التشكيلات الأساسية، ولكنه قرر الاستمرار والرحيل في فترة إعارة إلى هال سيتي في البريميرشيب تاركا أضواء البريميرليج من أجل إثبات قدراته. ومع هال سيتي لعب النصف الأول من موسم 2012-2013 معارا معهم مشاركا في 21 مباراة متتالية كأساسي، لتنتهي إعارته في يناير ويعود للقطط السوداء، ولكنه يفشل في المشاركة سوى في دقيقة واحد طوال الشهر ليقرر العودة مرة أخرى معارا لهال سيتي ليكمل 18 مباراة متتالية أخرى كأساسي معهم. وبعد صعود النمور إلى البريميرليج أتموا شراء النجم المجتهد المحمدي ب2.3 مليون يورو ليظل لمدة موسمين كاملين أساسي معهم مشاركا في كل المباريات ال38 من البطولة، وبعد هبوطهم للبريميرشيب لم يرحل عنهم ففضل البقاء وسط محبيه ومواصلة التألق معهم فشارك في مباريات الفريق الخمس بداية هذا الموسم، مسجلا هدفا وبمباراة، السبت، أمام برايتون يكون المحمدي أكمل 100 مباراة متتالية كأساسي و123 مباراة أساسي مع هال سيتي منذ وصوله إلى الفريق في صيف 2012. ويعتبر المحمدي مثالا للاعب المحترف بالنسبة لمدربه في هال سيتي وقبلها في سندرلاند وعاشقه الأول ستيف بروس، فهو ملتزم بكل شيء فلا مكان للسهرات أو الحلويات الشرقية وصواني المكرونة بالبشامل في قاموسه اليومي، ولم ينتظر اللاعب أن يكون طريقه مفروشا بالورود عند وصوله لأوروبا فاجتهد وتدرب وتعب من أجل الوصول إلى ما وصل إليه وعندما تراجع دوره مع سندرلاند في موسمه الثاني في إنجلترا لم يهرع للعودة إلى مصر وضمان المشاركة كأساسي محليا كما يفعل البعض، ولكنه فضل القتال وإثبات جدارته في مكان أخر بدلا من «مهاجمه مدربه» على الملأ أو حتى في الغرف المغلقة كما فعل البعض. وظل المحمدي محافظا على مستواه رغم عدم وجود اهتمام إعلامي يذكر به ولا يوجد جمهور خلفه يلقبه ب«العالمي»، ولكنه أبعد نفسه عن كل ما يقال عنه من مدح أو ذم يضره أكثر مما يفيده بل عندما يأتي للانضمام إلى المنتخب المصري تجده جالسا مبتسما على دكة البدلاء غير عابئ بعدم إشراكه كأساسي فتلك نظرة المدرب الفنية، وبالتأكيد عند استبداله في أي وقت لا يتهجم على مدربه أمام الكاميرات كما لم تهيج له تلك الزيارات القليلة إلى بلده مصر الحنين إلى الوطن والرغبة الصادقة للعودة إليه، والتي تستثار لدى بعض اللاعبين أيضا ولكنه تماسك وتأقلم فنجح وتحول إلى نجم ومعشوق جماهير هال سيتي الأول والتي خرجت غاضبة في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفية رافضة لما أشيع حول نية الفريق بيع اللاعب إلى ليستر سيتي. وسجل أحمد المحمدي نفسه شئنا أم أبينا كثالث أفضل محترف في تاريخ الكرة المصرية محافظا على مستواه وتألقه ونجاحه واسمه بعد أحمد حسن وهاني رمزي، والثنائي السابق كانا الوحيدان اللذان كسبا حب واحترام جميع الفرق التي لعبوا لها، ويتم تذكرهم دائما كأسماء تاريخية مميزة سواء في أندرلخت، بيشكتاش أو نيوشاتل، فيردربريمن وكايزر سلاوترن كما هو حال المحمدي، الذي أصبح قريبا من الدخول لقائمة أساطير هال سيتي التاريخيين إن لم يدخلها بالفعل.
